IMLebanon

البنزين يهدّد عمل الطواقم الطبية والخدمات الاستشفائية

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

بدل أن يكون البنزين مادة تسهّل الأمور والحركة صار تأمينه هو المشكلة بحد ذاتها، أما معاناة المستشفيات في عكار والطواقم الطبية فيها، فلم تنته فصولاً. فإضافة إلى هجرة كوادر طبية وبشرية إلى الخارج بحثاً عن ظروف عمل أفضل، من تبقّى منهم في لبنان يعاني الأمرّين من انقطاع الأدوية وتأمين المعدات والمستلزمات الطبية والمواد التشغيلية من جهة، قبل ان ينضم تأمين المازوت الى معاناتهم لتشغيل الكهرباء داخل المستشفيات من جهة أخرى.

وثمة معاناة أخرى لا تقل أهمية وتتمثل في عدم قدرة الأطباء والممرضين والموظفين على تأمين البنزين لسياراتهم للوصول إلى أماكن عملهم ومتابعة اوضاع مرضاهم؛ مشكلة ظنّ الناس أنها حُلّت، لكن ما حصل كان مثابة حلول جزئية بسيطة لمشكل أكبر وأعمق قبل ان يزيد من حدّتها الإرتفاع المستمر في أسعار البنزين. وفي السياق، وجّه مدير مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في عكار الدكتور محمد خضرين نداءً للجهات الرسمية المعنية وأصحاب محطات المحروقات وشركات التوزيع لإيلاء “القطاع الصحي والإستشفائي الأولوية القصوى، لجهة معاملة الأطباء والممرضين والإداريين والعاملين في القطاع الاستشفائي، في ظل هذا الوضع الصعب الذي تعبر فيه البلاد؛ والشح الحاصل في المحروقات، إضافة إلى معاناتنا مع النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية”. وتمنّى على أصحاب المحطات “تأمين البنزين للعاملين في القطاع الصحي والاستشفائي كأولوية لتمكينهم من الإستمرار بالقيام بمهامهم إذ ليس بإمكانهم الإنتظار لساعات طويلة أمام المحطات، مع التشديد على أن عدم تمكنهم من الحضور إلى أماكن عملهم يربك ويعيق، لا بل يعطل إلى حد بعيد الخدمات الإستشفائية والصحية في عكار التي ستتراجع بشكل ملحوظ”.

يتحدث الأطباء والطواقم التمريضية في عكار عن صعوبة بالغة تعترضهم في تأمين البنزين. فحتى لو كان الطبيب يملك “بون” تعبئة، فبعض المحطات لا تسهّل مهامه، وأخرى لا تعتمد اساساً كوتا للأطباء وتفرض عليهم الوقوف في الطابور. واذا وجدت محطة تسهّل مهامهم فإن كثيرين منهم لا يجدون مادة البنزين عند وصولهم إليها، وإن وجدوها، فالكمية المخصصة للطبيب في أسبوع لا تكفيه.

رئيس مجلس إدارة مستشفى خلف الحبتور في حرار – عكار الدكتور ربيع الصمد تحدث لـ”نداء الوطن” عن صعوبات كبيرة في تأمين البنزين للتنقل، وقال: “هناك أطباء اختصاصيون يأتون إلى المنطقة مرة واحدة مثلًا في الشهر ونحن بحاجة إليهم في المستشفيات، كأطباء جراحة الأعصاب والأوعية والسيكياتري، إلى جانب معاناة أطباء المنطقة في مختلف الأقسام بتأمين البنزين للوصول إلى المستشفيات ومتابعة أوضاع مرضاهم. نقابة الأطباء استطاعت المساعدة ببون 200 ألف ليرة كل أسبوع، ما يقارب صفيحة ونصف، لكنها كمية لا تكفي الطبيب ربما ليوم واحد لأن بعض الأطباء تتوزع أعمالهم على أكثر من مستشفى ومنطقة، ومنهم مثلي من يحتاج إلى 5 صفائح بنزين في اليوم الواحد وهناك مسؤولية كبيرة، إلى جانب النقص الكبير بالمواد التي تتمنّع الشركات عن تسليمها، إضافة إلى المياه وغيرها”.

وتحدث عن بوادر حل ممكنة “باستجابة من نقابة الأطباء ومصفاة طرابلس وشركة OJM لتوزيع المحروقات. ففي اتصال أجريته مع صاحب الشركة السيد جمال عثمان أكد مشكوراً أنه سيبادر إلى تخصيص محطة في عكار للكادر الطبي، من ضمنهم الممرضون والممرضات والموظفون الإداريون في المستشفيات وهؤلاء لم يكونوا مشمولين في السابق. كان متجاوباً للغاية في هذا الصدد، كما في موضوع تأمين المازوت للمستشفيات”.

وناشد الصمد المعنيين الوقوف إلى جانب عكار ومعاملتها معاملة خاصة بها، وتخصيص القطاع الطبي والعاملين فيه بالعناية التي يستحق، فعكار التي تضم أفضل المستشفيات والكوادر الطبية ولكن إذا بقيت الأمور على هذه الحال فإن القطاع الطبي في عكار بكامله مهدد بالإنهيار والتوقف، وهذا أمر ستكون تداعياته كارثية على المنطقة. وناشد رؤساء الإتحادات والبلديات في المنطقة مؤازرة القوى الأمنية في إيصال الصهاريج إلى عكار ومنع أي تعديات عليها.