IMLebanon

تعاون فرنسي – إيراني ومرونة أميركية لتسهيل ولادة الحكومة

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

إذا صحّت التوقعات، فإن ساعات تفصل اللبنانيين عن ولادة الحكومة المنتظرة بعد عام وشهر على استقالة حكومة حسان دياب.

مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية، كشفت أن الأجواء تفاؤلية وإيجابية جداً؛ لكن العبرة بالخواتيم، خصوصاً أن أجواء مماثلة رافقت تكليف السفير مصطفى أديب والرئيس سعد الحريري، وانتهت باعتذارهما.

وبحسب المصادر، فإن تطورات خارجية أثمرت تعاوناً فرنسياً – ايرانياً دفع باتجاه التأليف، مستفيدةً من مرونة أميركية واضحةً تجلت باستثناء لبنان من عقوبات «قيصر» في موضوع استجرار الكهرباء والغاز عبر سوريا.

وأوضحت المصادر أن الموقف الأميركي تقني بالدرجة الأولى، وهو أحد المسارات الإنقاذية لمنع لبنان من السقوط في الانهيار التام عبر معالجة واحدة من كبرى أزماته أي الكهرباء، لكن الواقعين الإقليمي والدولي يؤشران إلى تغييرات محتملة في السياسية الأميركية تجاه المنطقة ستنعكس حتماً على لبنان.

وفي السياق، رأى مراسل صحيفة التايمز في لبنان، ريشارد سبنسر، أنّ إعلان «نظام الأسد» والولايات المتحدة استعدادهما للعمل معاً على خطة لمساعدة لبنان بالحصول على الكهرباء، دليل على تغيير في السياسات تجاه الشرق الأوسط، بقيادة الرئيس جو بايدن.

واعتبر الكاتب أن بايدن يفضل الانفتاح على سوريا حالياً بدلاً من إيران. وقال إنه على الرغم من أن سوريا وإيران حليفتان، يحاول بعض الحلفاء الإقليميين إقناع بايدن بأن نفوذ إيران في لبنان يمكن أن يتضاءل، في حال عودة الأسد إلى الحضن العربي، عبر التجارة والاعتراف الدبلوماسي. الأمر الذي يشكل مصدر قلق لحزب الله، لأن الحزب طوّر أسلحة وطرقاً تجارية مع إيران عبر سوريا.

وفي ما يتعلق بالتعاون الفرنسي ـــ الإيراني في الموضوع اللبناني، فقد أكّد ‏الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ‏ماكرون أنّ «إيران تدعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على ‏توفير حقوق الشعب». وأشار إلى أنّ «الشعب اللبناني يعاني ‏من العقوبات الاقتصادية، وفي إمكان فرنسا أن تلعب دوراً في رفع ‏هذه العقوبات»، معتبراً «أنّ بذل إيران وفرنسا وحزب الله الجهود ‏لتأليف حكومة لبنانية قوية، يمكن أن يكون لمصلحة لبنان».

وازاء الدعم الدولي تبقى الانظار مسلطة على الداخل ومدى استجابة الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة للضغوط الخارجية لناحية التنازل عن حصص وحقائب، وتحديدا الحقائب التي هي على تماس مباشر بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

الوسيط السياسي اللواء عباس ابراهيم استفاد من حركة الاتصالات الخارجيّة واستأنف حركته المكوكية بين القصر الجمهوري ومقر الرئيس ميقاتي والتي ستتوج بزيارة ميقاتي الى بعبدا خلال يومين.

النائب علي درويش من كتلة ميقاتي صرح أن الاخير قدم تشكيلة حكومية كاملة إلى رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن «هناك تفاصيل وصلت الى نهايتها، ولكن لا يمكن القول إنها انتهت إلا لدى صدور مراسيم التأليف»، رافضاً إعطاء مهلة محددة للتأليف، مؤكدا أن «الحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيراً».

بدورها، كشفت مصادر «التيار الوطني الحرّ» أنّ «هناك تشكيلة حكومية قد أنجزت. وسيكون هناك تواصل غير مباشر بين بعبدا وبلاتينيوم (مقر ميقاتي)، وعلى ضوئها يتقرَر ما اذا كان الرئيس المُكلف بعبدا اليوم (الثلثاء) أو الأربعاء.

على صعيد معيشي، وفي ظلّ النقص الحادّ في الكهرباء والوقود، أعلنت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، نجاة رشدي، عن تخصيص 6 ملايين دولار من الصندوق الإنساني للبنان بهدف ضمان استمرارية تأمين خدمات الرعاية الصحية الملحة. وسيكمّل ذلك مبلغ 4 ملايين دولار سيتم أيضاً تخصيصه من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لدعم خدمات المياه.

وفي سياق متصل بالأزمة الاقتصادية، أعلنت وزيرة العمل لميا يمين ان ما يقارب نصف اللبنانيين أصبحوا عاطلين عن العمل.