IMLebanon

غابي حويك: لن أتخلّى عن الكوميديا وترقّبوني بأغانٍ جديدة

كتب جورج بوعبدو في “نداء الوطن”:

بدأ مسيرته الفنية بدراسة الموسيقى الكلاسيكيةّ، ثم شارك كراقصٍ بفرقة بلدته بدادون للرقص التي حازت ميداليةً فضية في “استوديو الفن” في العام 1988. سرعان ما اكتشف موهبته الكوميدية وبدأ بتقديم أدوارٍ مسرحية في بلدته وكان أول ظهور له في مسرحية “موليير” التي أخرجها وساهم فيها. حاز ميدالية “استوديو الفن” الذهبية في العام 1992، فعمل مع المخرج سيمون أسمر وغيره في مسرحياتٍ بين لبنان والخارج. برز تلفزيونياً في برامج منها: “سين سين، حلو كتير، طل القمر، شادي وغابي كوميدي شو، خود واعطي، قمر الليل، نهفات” وغيرها.”نداء الوطن” التقت الممثل الكوميدي “غابي حويك” فدار حوار مشوّق حول عالم الفن وشجون الحاضر.
أصدرت اغنيتك الاولى بعنوان “اتجوزتوا وزمطوا” وهي خاصة بالأعراس، لماذا اخترت هذا النوع وهل تريد امتهان الغناء؟

بدأت مشواري الفني بأغاني “المونولوج” وبما انّني قادر على الغناء قررت التعاون مع الشاعر طوني ابي كرم بأغنية “اتجوزتوا وزمطّوا” من كلماته وألحانه ونفذناها سوياً. الأغنية من توزيع “بودي نعّوم” وتسجيله. كان تعاوناً رائعاً وحققت الأغنية نسبة مشاهدة عالية على “يوتيوب” ووسائل التواصل الاجتماعي. طبعاً ليست سوى البداية فأنا اريد دخول عالم الغناء بأغنيات متعددة الأنواع فلا أكون متعدياً، لا بل أدخله بأسلوبي الخاص وبخفة دمي المعهودة، وأتمنى ان تنال أعمالي إعجاب الجمهور.

درست الموسيقى قبل دخولك التمثيل وكنت بارعاً فيها، لماذا لم تكمل؟

درست الموسيقى الكلاسيكية وكان التركيز على “الهارموني، الكمان والبيانو”. أحببت هذا النوع من الموسيقى بالرغم من عدم وجود بيئة حاضنة لها في لبنان لأنها غربيّة الأصل. وبما انه لا توجد فرص عمل فعلية هنا، ما من حل إلا بالسفر الى الخارج او الانتقال الى شيء آخر. صادف ذلك وجودي في “استوديو الفن” 1993-1992 وفزت آنذاك بالميدالية الذهبية عن فئة “أغاني المونولوج”، لذا كان علي الاختيار بين الموسيقى والتمثيل، فاخترت التمثيل لأن مجالاته أوسع أما الموسيقى فللتدريس فقط. تغيّرت رؤيتي للأمور اليوم فقررت معاودة نشاطي الموسيقي كوني درست “العزف والهارموني والسولفيج” لعشرة أعوام متتالية. سأركز على شخصيتي الفنيّة في الغناء والتلحين وتأليف الموسيقى، وهكذا لا يضيع ما تعلّمته سدىً.

كابي حويك اسم كبير في عالم الكوميديا المحلية، هل تعني لك العالمية شيئاً وتفكر بها؟

العالميّة حلم يراود كل فنان، ولا شك في أنّ نخبة من الكوميديين اللبنانيين لديهم موهبة فنية عالمية. عشت في أميركا وسافرت الى عدّة بلدان منها “فرنسا وانكلترا واستراليا” وكنت اتردد الى مسارحها، فما رأيت فرقاً كبيراً بين نجوم الكوميديا العالميين واللبنانيين. يهمني الوصول الى العالميّة عبر المثابرة والحظ بالتأكيد.

اخبرنا عن تجربتك الكوميديـــــــــة على مسارح باريس.

قدمت مع الممثل شادي مارون عرضاً كوميدياً على مسارح باريس بعنوان “شادي وغابي Comedy Show”، فنالت اعجاب اللبنانيين. ثقافة الضحك تختلف بين بيئة وأخرى، فما يضحكنا في لبنان لا يضحكهم بالضرورة، لذلك اشتريت نصاً من الكوميدي والكاتب الفرنسي “ساشا جوداسكو”، وقدمت الكوميديا باللغة الفرنسية لخمسة عروض بمشاركة عشرة ممثلين فرنسيين وكانت تجربة رائعة. وللمسرح الباريسي نكهته الخاصة وهو بمتناول الجميع بعكس لبنان، حيث يتعذر على معظم اللبنانيين شراء التذاكر بسبب الوضع الاقتصادي المتهاوي. أولوية اللبناني اليوم في تأمين لقمة العيش والبنزين والدواء وما الى ذلك…

مررت اخيراً بظروف صحية خطرة كيف عشت هذه التجربة؟

اكتشفت عن طريق الصدفة ورماً في الرأس والحمد لله كان حميداً، ولكنه في موقع حساس وبدأ ينمو بوتيرة سريعة جداً فخضعت لعملية جراحية دامت لعشر ساعات. عشت مرحلة دقيقة وكان تعرضي للشلل ممكناً واحمد الله على طبيبي يوسف قمير الذي انقذني من كارثة مقبلة.

مررت بعلاقة زواج لم يكتب لها النجاح، ما سرّ الزواج الناجح برأيك؟

عشت التجربة لثمانية أشهر فقط، قررنا الانفصال بعدها بتفاهم. لا أنكر انه كان لها الفضل بصعودي على المسارح الفرنسية. لا أعرف ما هو سر الزواج الناجح لعلّه توفيق من الله.

وما سرّ تعاونك الدائم مع الكوميدي شادي مارون؟

مرّ تعاوني مع “شادي مارون” بفترات انقطاع ولكن صداقتنا دامت. كنا معاً في استوديو الفن وعملنا سوياً لسبع سنوات مع المخرج “سيمون أسمر” ثم توقفنا لفترة لنجتمع مجدداً في مسرحية “سين سين” وفي برامج تلفزيونية. شادي مارون من أوائل الكوميديين في لبنان وهو محترف ويحب عمله وهذا ما يجمعنا، وعلاقتي به تتخطى الصداقة وتتعداها الى الأخوة.

من أوّل كوميدي على الساحة اليوم؟

لا أستطيع القول بأنّ هناك كوميدياً في المرتبة الأولى، لأنني بذلك أقلل من شأن الآخرين. لكل كوميدي تاريخه وتتفاوت الشهرة بحسب العمل. قد يكون الأول بالشهرة وليس بالموهبة.

يقال ان الكوميدي شديد الحزن وثمة حتى من انتحر كـ”روبن وليامز”، ما رأيك؟

تجوز هذه النظرية لأن الفنان شديد الاحساس، ويعيش في قلقٍ دائم لتقديم الأفضل لجمهوره وقد تنعكس الشهرة سلباً عليه وخاصة في أوقات الركود وقلّة العمل.

كيف تعاملت مع كورونا؟

لازمت المنزل خلالها وعملت على برنامج يجمع شعراء الزجل على “الانترنت” باسم “كابي حويك لايف شو”، لاقى نجاحاً باهراً وجمع جمهوراً لبنانياً وعربياً. كان لي أيضاً تعاون بالفرنسية مع الكوميدي “شادي مارون” من بيروت والكوميدية الفرنسية Anne Plantey من باريس على تطبيق زوم من تأليف المحامي “الكسندر نجار”، الذي قد أتعاون معه في مسرحية تعرض على مسارح باريس لاحقاً.

ما رأيك بما يحصل للبنان حالياً من مشاكل اقتصادية واجتماعية؟

لم يشهد لبنان مشاكل مشابهة سابقاً. نعيش حرباً اقتصاديّة لا نعلم متى ستنتهي، ولكن “لا بدّ للقيد ان ينكسر ولا بد لليل أن ينجلي”. سيرجع بلدنا كما عهدناه وسيكون من أجمل البلدان. عشنا على وقع القذائف والانفجارات لكن ما نعيشه اليوم أسوأ بكثير.

هل تؤمن بحل لمشاكلنا عبر الثــورة ولماذا؟

يعبر الشعب كل يوم عن امتعاضه مما يعيش من ذل واسى فيقطع البعض الطرقات وينتفض، ولكن هذا ليس حلاً ولا يمت للثورة بصلة. نريد ثورة مسلّحة أو مدعومة من الجيش اللبناني بكامل عتاده لتغيير النظام الحاكم ولكن ذلك مستحيل ولن يحصل.

هل يأتي التغيير بعد الانتخابات النيابية القادمة؟

كنت أتطلّع دائماً الى دول الغرب المتحضرة وأغار منها كونها منظّمة وتحترم المواطن وتُجري الانتخابات في موعدها. تطوّرت الأنظمة في العالم ونحن على حالنا وفي تراجع دائم. ثم هل يقبل الجميع بالتغيير عبر الانتخابات؟ لا أعتقد. وأخشى عدم حصولها.

ماذا تشاهد على الشاشات اللبنانية؟

أشاهد الأفلام والمسلسلات العالمية على “نيتفليكس” لأنها تحترم المشاهد وتقدّم له أقوى الاعمال انتاجاً ومضموناً. ثمة تعاطف مع الانتاجات المحليّة ولكنها لا تقارن بالعالمية.

لماذا لا نراك ممثلاً بالمسلســلات اللبنانية؟

يختلف العمل في المسلسلات عن طريقة عملنا بالكوميديا. خضت تجربة تمثيلية في مسلسل “فارس الأحلام” من كتابة “منى طايع” وإخراج “جورج شلهوب”، وستكون لي مشاركات عدة في هذا المجال.

كلمة أخيرة للقرّاء؟

أشكر كلّ من قرأ هذه المقابلة وأعدكم بأنني سأستمرّ في تقديم الأعمال التي ترضيكم، وكل ذلك بفضل محبتكم لي وللفن.