IMLebanon

“الحزب” يُطلق حكومة لبنان بطلب إيراني!

جاء في “السياسة”:

ما كان لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي ولدت أول من أمس، أن تبصر النور، لو لم يبادر “حزب الله”، الذي كان يمنع التأليف، إلى إطلاق سراحها، بناء على أمر إيراني عاجل، استجاب للطلب الذي سبق وتقدم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اتصالهما الأخير.

وبالتالي فإن هذه الحكومة لا تختلف كثيراً عن سابقتها، من حيث أن قرارها لن يكون خارج إرادة “حزب الله”، ولو حاول رئيس الجمهورية ميشال عون الذي حصل على الثلث المعطل والرئيس ميقاتي إظهار عكس ذلك، بدليل أن قوى المعارضة أجمعت على أن الحكومة الجديدة لا تتمتع بالاستقلالية، سيما وأنه لم يتم الإفراج عنها، إلا عندما أراد “حزب الله” بطلب إيراني.

وفيما ينتظر الحكومة الميقاتية التي ستعقد أولى جلساتها، غدا، في قصر بعبدا، الكثير من الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، إلا أنها ورغم طغيان المحاصصة النافرة على تركيبتها، فإنها قد تشكل بارقة أمل للخروج من النفق، خاصة وأنه وفور الإعلان عنها، تهاوى سعر صرف الدولار في السوق إلى ما يقارب الـ 15 ألف ليرة، وإن كان عاود ارتفاعه بعض الشيء، أمس.

وأكدت أوساط معارضة بارزة، لـ “السياسة”، أنه وفي “موازاة الترحيب العربي والدولي بولادة الحكومة اللبنانية، لفت عدم صدور أي موقف من جانب المملكة العربية السعودية وأعضاء مجلس التعاون الخليجي حتى الآن، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على إشارة تحفظ على هذه الحكومة، نتيجة استمرار الموقف اللبناني السلبي من دول مجلس التعاون، باعتبار أن “حزب الله” هو من يتحكم بالقرار الداخلي، بناء على مستلزمات الأجندة الإيرانية”. وأشارت، إلى أن رغبة الرئيس ميقاتي بالانفتاح على الدول العربية، تحتاج ترجمة عملية، يأتي في مقدمها إخراج الحكومة من عباءة “حزب الله”، ورفض استخدام لبنان منصة للتهجم على السعودية والدول الخليجية، ودون ذلك، عبثاً يحاول ميقاتي أو غيره” .

إلى ذلك، قالت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو: “أيها الأصدقاء اللبنانيون الأعزاء، تبقى فرنسا ملتزمة إلى جانبكم وستتأكد من أنه سيتم تلبية حاجاتكم والتجاوب مع تطلعاتكم من خلال أعمالٍ ملموسة. ميدانياً، سأظل أحرص على ذلك وسأواصل العمل معكم وإلى جانبكم”.

وأضافت، “يتطلب الوضع المأساوي في البلد التزاماً بناءً من قبل كل القوى السياسية، بحيث تتمكن الحكومة التي يقودها الرئيس نجيب ميقاتي من العمل بتصميم في سبيل تحقيق الاستقرار والوحدة والازدهار في لبنان و من أجل كافة اللبنانيين”.

وبعد الإعلان عن تشكيل الحكومة، شدد الرئيس عون، على أنّ “الحكومة أحسن ما تم التوصل اليه”.

وقال: “نعاني من حصار كبير والثلث المعطل كان حرب سياسية عليّ والثقة ستمنح للبرنامج”.

واعتبر أن “كلمة جهنم ساء تفسيرها عن جهل او عن قصد ونحن عايشين بجهنم والمهم ان نطلع من هذه الهوة الكبيرة”.

من جهته، أكد الرئيس ميقاتي، أنه سيطلب الدعم من دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال: “لدى هذه الحكومة مهمات محددة ضمن 4 نقاط هي: مواجهة جائحة كورونا، ومعالجة المضاعفات المادية الناتجة عن انفجار مرفأ بيروت، والإصلاحات بشكل عام، والانتخابات النيابية”.

وأضاف: “لا يمكن أن نكون مع الدول العربية إلا بعلاقة ممتازة، وليس هناك أي نوع من أنواع الثلث في هذه الحكومة وكل حديث عن وجود ثلث معطل أو مقنع غير صحيح”.

وأردف: “نحن بحاجة إلى شهر لبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي من أجل تشريع بعض القوانين”.

ولفت ميقاتي إلى أن “الدعم أوقف تقريباً لأنه لم يعد لدينا المال لندعم، وليس لأننا قررنا ذلك وقد طُبقت شروط صندوق النقد الدولي من دون أن نطبقها نحن”.

وقال: “سنعمل على اتفاق مُرضٍ مع “النقد الدولي”، ولن أطلب فترة سماح “100 يوم” وسنبدأ بالعمل فوراً والإتصالات الدولية بدأت”. وعن موعد الانتخابات، أكّد ميقاتي أنه “يجب أن تحصل في وقتها من دون أي تردد”. ومن جانبه، أكد “التيار الوطنيّ الحر”، أنه “قام بواجبه الوطني في تسهيل ولادتها وهو ينتظر بيانها الوزاري ليحدّد موقفه من إعطاء الثقة لها، مع فتح باب النقاش لذلك”.

في المقابل، أشار الرئيس فؤاد السنيورة، إلى أن “التشكيلة الحالية ليست ما يحتاجه لبنان، لكنها أفضل الممكن”.

وقال: إن “الضوء الأخضر لتشكيل حكومة أتى من إيران فلم يعرقلها حزب الله”.

من جهته، غرد رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل، كاتباً: “تشكلت الحكومة بضوء أخضر إيراني وتكريساً لسيطرة حزب الله على القرار اللبناني”.

وأضاف، “هذه ليست لحظة سياسية بل استمرارية لعمل المنظومة ولنهج المحاصصة اللذين أوصلا البلد إلى ما وصل اليه”.

وأكد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع حول رأيه بالحكومة الميقاتية المولودة أمس، أن “النواة الصلبة للمجموعة الحاكمة المكونة من “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” مسؤولة عن إيصال لبنان إلى الحضيض فكيف لها أن تنتشله عن طريق حكومة هي مسؤولة عن تشكيلها في شكل أساسي؟”.