IMLebanon

سفينة بحرية أميركية في بيروت.. بأي مهمة؟

في لفتة بارزة تدل على عمق العلاقات العسكرية الاميركية – اللبنانية، رست السفينة الأميركية “USNS Choctaw County” في مرفأ بيروت، منذ ايام، كجزء من تدريبات يجريها الأسطول الأميركي، ووصفت بأنها “الأولى من نوعها في الأسطول الخامس” وبحسب بيان وزعته السفارة الأميركية في بيروت، فقد وصلت السفينة – وهي سفينة للنقل السريع –  إلى لبنان يوم 20 أيلول في زيارة كانت مقررة سابقاً. وقالت إن “هذه الزيارة التاريخية هي الأولى لسفينة بحرية أميركية إلى قاعدة بحرية لبنانية، وهي تسلط الضوء على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني”، مشيرة إلى أن “هذه الزيارة بإدارة القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية(NAVCENT)، تعتبر جزءا من مهمة هذه القيادة التي تهدف إلى بناء قدرة البحرية اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين وتعزيز قدرات الاستجابة للكوارث، بما في ذلك تبادل الخبراء المتخصصين بين البحرية اللبنانية وطاقم القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية الذين يعملون على الاستجابة للكوارث، والصحة العامة، وإجراءات مكافحة الألغام، وطب الغوص، وقدرات البناء”.  وقال قائد الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة الأدميرال براد كوبر، إنها “فرصة جديدة للبحرية الأميركية للعمل مع نظرائنا اللبنانيين… نحن نستهل حقبة جديدة من تعزيز وتوسيع بناء القدرات في جميع أنحاء المنطقة”…

التعاون والتنسيق بين الجانبين آخذ في التوسّع اذا، وهذا التقدّم ما كان ليتحقق بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، لولا نجاح المؤسسة العسكرية اللبنانية في نيل ثقة واشنطن، عاما بعد عام، وإنجازا وراء انجاز. فالجيش اللبناني أظهر على مر السنوات الماضية، كفاءة عالية وتفوّقا قلّ نظيره، أكان في الميدان خلال ردعه الارهاب وصونه الامن في الداخل وعلى الحدود، او على مستوى التكيّف مع التقنيات الحديثة والمتقدّمة التي أُرسلت اليه من الولايات المتحدة، وقد تدرّبت طواقمه على استخدامها بدورات مع الاميركيين في بيروت او في واشنطن.

وفق المصادر، الولايات المتحدة وإن كانت “انكفأت” نوعا ما لبنانيا، وتراقب من بعد التطورات السياسية المحلية وتفضّل تجيير “ملفّنا” الى فرنسا، الا انها مهتمة بقوة بدعم الجيش، وهذه الاولوية ثابتة على أجندتها ولن تتبدّل. فرهان واشنطن لصون الاستقرار في لبنان ولردع اي تهديد ارهابي (او سواه)، هو على الجيش اللبناني فقط لا غير، الذي تريد ان يصبح في اقرب وقت، الممسك الوحيد بالسلاح وبقرار الحرب والسلم على طول الـ10452 كلم2… ولهذه الغاية، تتابع المصادر، هي، وكل شركائها الدوليين ومعهم العواصم الكبرى، لن يتركوا المؤسسة العسكرية تضعف او تنهار سيما تحت وطأة الازمة المالية اللبنانية، وسيستمرون بدعمها بكل ما يجب لتصمد وتستمر وقد اضطرّت امس الى القيام بعملية اعادة انتشار “لتخفيف الاعباء الاقتصادية” كما اعلنت قيادة الجيش.

وفي السياق، غداة سفر قائد الجيش العماد جوزف عون إلى تركيا في زيارة يلتقي خلالها نظيره التركي ومسؤولين آخرين للبحث في تعزيز التعاون العملاني بين الجيشين، وطلب دعم لوجستي يتضمن معدات وآليات، يتحضّر “القائد” لزيارة واشنطن، نهاية الشهر الجاري، ضمن برنامج رتّبته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. ومن المفترض أن يحصل عون على مساعدات أميركية مباشرة وعلى وعود بالطلب إلى دول أعضاء في حلف الأطلسي أو متعاونة معها لتقديم مساعدات عسكرية مباشرة للجيش اللبناني من بينها معدات موضوعة خارج الخدمة لدى جيوش هذه الدول.