IMLebanon

حصار اللبنانيين في منازلهم حتى الموت!

كتب سمير سكاف في “اللواء”:

كل 15 يوما يمكنك سحب مليونين أو 3 ملايين ليرة من المصارف كحد أقصى، هذا لمن ما يزال يملك بعض النقود (أي بين 120 و240 دولارا). وفي هذا الوقت، تأتي معظم الفواتير بالدولار أو على سعر صرف 17.000 ليرة للدولار الواحد. وقد ارتفعت أسعار المأكولات بشكل مخيف. وارتفعت فاتورة اشتراك الموتور الى حوالى 700.000 ليرة كحد أدنى وتصل الى الضعف لحوالى 10 أمبير (أو حتى 5 أمبير للبعض). هذه الطبقة اللبنانية الفاسدة تجبر اللبنانيين في أن تصبح العتمة خيارهم وفي أن يوقفوا اشتراك الموتورات!

أما البنزين المتوفر، وهو مغشوش في كثير من الأوقات، فإن «التفويل لحوالى تنكتين» تصل الى 450.000 ليرة.. أي ما يقارب الحد الأدنى للأجور! هذه السلطة تجبر اللبنانيين على فرض قيود الحركة على أنفسهم، وعلى عدم قدرة حتى الأستاذ والموظف على التوجّه الى عمله.

هذا من دون حساب الأدوية والاستشفاء والمدارس والتعليم… والفقر يقارب 80% من كل الشعب اللبناني! وهذه السلطة تفرض على اللبنانيين أن يختاروا الجهل والمرض والألم والموت!

لم يبقَ للتخفيف من آلامنا سوى تصديق بالعهد القوي وبالوعود الكاذبة وبالتعهدات الكاذبة لصندوق دولي يؤمن بسلطة التوافق الأميركي – الإيراني. لم يبقَ لنا سوى تسليم رقابنا ومستقبل أولادنا الى من سرق كل أموالنا وحوّلها الى حساباته في الخارج ليقوم بإنقاذنا.

معظم الإعلام والإعلاميين يصابون بملازمة استوكهولم ويتعاطفون مع الجلّادين ضد المواطنين!

المرعب هو تخاذل معظم الإعلام والقبول بدور الأقوياء، حتى ولو كانوا سارقين ومدمرين له ولأولاد مسؤوليه ولمؤسساتهم! وعدم دعمه للقوى التغييرية. وكأن الاعلام يأس قبل غيره وقرّر القسم الأكبر منه ومن إعلامييه الاستسلام. وقرروا أن يصابوا بملازمة استوكهولم والتصديق والتعاطف مع الجلادين!

والمريب هو تواطؤ وتخاذل القضاء وقيادة الجيش والقوى الأمنية وبقاؤها ألعوبة في يد سلطة سياسية تقضي على أبناء الوطن. بدلاً من القيام بانتفاضة إنقاذية قضائية – عسكرية لصالح المواطن الذين قسموا اليمين لحمايته. وهم تحوّلوا الى شهود زور على ذبحه!

يوماً بعد يوم يضيق الخناق.. البعض يأس والبعض يفقد إمكانية الحركة، ويقتصد بها. وخنق إمكانية التحرك السلمي تبشّر بتحرّك عنفي لا محالة. أبشروا! تغييب العدالة القسري في أكبر قضية جرمية في لبنان في تفجير المرفأ هي مؤشر لما سيتعرّض له الشعب مستقبلاً. والدور المقبل هو لحريات على الطريقة السورية. وإن الغد لناظره قريب! فإلى متى يختار الكثيرون الموت البطيء؟!