IMLebanon

عبد اللهيان في لبنان لتثبيت النفوذ وسط غياب عربي

جاء في “العرب اللندنية”:

وجّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس، في زيارة رسمية أداها إلى لبنان والتقى خلالها المسؤولين اللبنانيين رسائل مباشرة لخصوم بلاده مفادها أن لبنان منطقة نفوذ إيرانية، وسط غياب عربي ولامبالاة سعودية بتطورات الأوضاع في بيروت.

وقال عبداللهيان بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إن “وجود قوى غريبة في المنطقة هو العامل الأساسي في زعزعة الأمن فيها، والملفات الإقليمية يجب أن تحل على يد أهل المنطقة”.

وتعكس تصريحات عبداللهيان الذي أغرق في استحضار مصطلحات “العدو” و”القوى الأجنبية”، رغم حديثه عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان عبر بناء محطتين للتوليد الكهربائي، أن الأخير آتٍ لتسجيل نقاط لمصلحة المشروع الإيراني لا انشغاله بما يعانيه اللبنانيون من نقص في الوقود والأدوية وحتى الرغيف.

وتنبه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى فحوى زيارة عبداللهيان والهدف الحقيقي منها حينما أكد على أنه يرحب “بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية”.

وفي وقت سابق انتقد ميقاتي جلب حزب الله للمازوت الإيراني عبر سوريا، معتبرا ذلك إضعافا لمؤسسات الدولة وتعد على سيادتها.

ويتزامن تواجد عبداللهيان في لبنان مع وصول الناقلة الإيرانية الثالثة التي تحمل المازوت إلى ميناء بانياس السوري استعدادا لدخولها إلى بيروت عبر منافذ غير شرعية ودون مراقبة أجهزة الدولة اللبنانية.

ويؤكد محللون أنه تم الإفراج عن حكومة ميقاتي بعد تفاهمات فرنسية – إيرانية (ماكرون – رئيسي) وهو ما يجعل حزب الله الموالي لإيران الطرف الأقوى سياسيا وميدانيا.

ومن هنا يأتي التحفظ السعودي في دعم لبنان الغارق في الأزمات، إذ تنظر الرياض إلى حكومة ميقاتي على أنها حكومة حزب الله.

وتأتي زيارة عبداللهيان إلى بيروت بعد فشل المساعي الفرنسية في تليين مواقف الرياض تجاه بيروت.

ومؤخرا غادر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الرياض من دون وعود لدعم لبنان وهو نفس الموقف الذي اتخذته الرياض خلال مكالمة سابقة جمعت ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وتقول أوساط سياسية سعودية إن مشكلة الرياض مع بيروت ليست في الأشخاص ولا في الحكومة، بل في السياسات اللبنانية لاسيما الخارجية التي يتحكم فيها حزب الله الموالي لإيران.

وتعتبر أوساط سياسية لبنانية أن السعودية هي الجهة الأكثر قدرة على دعم لبنان ومساعدته للخروج من أزماته، وهو ما فعلته في السابق، لكن هذه الأوساط تتساءل إن كان ميقاتي قادرا على إقناع السعودية بأنه ليس رئيس حكومة يتحكم فيها حزب الله من وراء الستار، وهل بمقدوره أن يتصرف بعيدا عن إملاءات الحزب وأمينه العام حسن نصرالله؟

وتنظر دوائر سعودية إلى حكومة ميقاتي على مثل ما نظرت إليه عام 2011، بمعنى أنه ألف حكومة حزب الله، ما يشير إلى أن السعودية لا صلة لها بالتسوية الداخلية – الخارجية التي جاءت بميقاتي إلى التكليف مجددا.

نجيب ميقاتي أكد على أنه يرحب بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية

وبذلت الرياض كل ما في وسعها على مدى سنوات مضت لدعم لبنان وحث الفرقاء على منع ارتهانه إلى أيّ جهة خارجية، لكنّ اللبنانيين ظلوا ينظرون إلى المملكة كجهة مهمتها ضخ الأموال وتحريك الاقتصاد والسياحة دون أيّ التزام سياسي تجاهها، وهو خيار لم يعد يتماشى مع سياستها الجديدة.

وقدّمت المملكة المليارات من الدولارات في سبيل إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية (1975 – 1990)، لكنّها بدت في السنوات الماضية غاضبة جراء فشلها في كبح جماح حزب الله المسلّح والنافذ المدعوم من إيران.

والأربعاء، تظاهر العشرات من اللبنانيين في العاصمة بيروت، رفضا لزيارة عبداللهيان إلى البلاد.

وتظاهر المحتجون في منطقة الأشرفية، شرق بيروت، بدعوة من مجموعة نشطاء تطلق على نفسها اسم “المجموعات السيادية”. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات منها “إيران أخرجي من لبنان”، و”نطالب بتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني”. وقال إيلي محفوض، رئيس حزب حركة التغيير، في كلمة خلال التظاهرة، إننا “نرفض زيارة وزير خارجية إيران إلى لبنان وكأن المقصود منها الإيحاء بأنّ الجمهورية اللبنانية هي دولة محتلّة فعليًّا وهي امتداد للنظام والنفوذ الإيراني”.

وأضاف محفوض “السيادة قبل الرغيف وسنقاوم كل احتلال مستندين إلى حقنا في تطبيق الدستور والقرارات الدولية”. وشدد على أن زيارة وزير خارجية إيران “لا تأتي في السياق الدبلوماسي الطبيعي بين الدول بل هي تمثيل سافر لاحتلال نرفضه ونقاومه.

وتتهم أحزاب سياسية منها حركة التغيير، وحزب الأحرار، والقوات اللبنانية، إيران بمحاولة بسط نفوذها في لبنان من خلال تنظيم حزب الله، وهو ما ينفيه الحزب عادة.