IMLebanon

عرض إيراني لإدارة بايدن سيجعل من طهران “قوّة أولى”!

كتب أنطوان الفتى في “أخبار اليوم”:

بعد لبنان، ها هي إيران تصبّ اهتمامها على الأردن، الذي يشكّل صِلَة الوصل الأميركية – العربية مع سوريا من جهة، ومع عدد من المشاريع في لبنان والمنطقة، من جهة أخرى.

فبعد الإقحام الإيراني للبنان الرّسمي، بطلب استثناء من الأميركيين للتعامُل الإقتصادي مع إيران، على غرار العراق وأفغانستان، وجّهت طهران “راداراتها” الى الأردن، فاتّصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بنظيره الأردني أيمن الصفدي.

صداقة

واعتبر عبد اللهيان أنه يتوجّب على إيران والأردن استثمار الفرص والإمكانات الإقتصادية والتجارية في المنطقة، لتعزيز علاقة الأخوّة والصداقة مع دولها. كما شدّد على أهمية تعزيز العلاقات والتعاون بين كل دول المنطقة، خصوصاً بين إيران والعراق وسوريا والأردن.

خطوط مُخالِفَة

وانطلاقاً ممّا سبق، يظهر أن إيران تمضي في رسم خطوط مُخالِفَة لتلك الموجودة في الصّفحات الأميركية والعربية، على مستويات عدّة، أهمّها:

* التواصُل مع الأردن، في محاولة للتأثير على ما هو مرسوم على خطّ مصر – الأردن – سوريا – لبنان، من مشاريغ غاز وكهرباء، تلتقي مع محاولات إيرانية كثيرة للدّخول الى لبنان كهربائياً، وعلى صعيد المحروقات، ومشاريع أخرى كثيرة.

* الحديث الإيراني عن تعاون بين إيران والعراق وسوريا والأردن، من خارج التكامُل المصري – الأردني – العراقي.

* إقحام إيران ومنظومتها “المُمانِعَة” أنفسهم بحاجات لبنان الكهربائية والإقتصادية، والحديث في الإعلام “المُمانِع” عن عَدَم القدرة على انتظار انتهاء التفاوُض مع “صندوق النّقد الدولي”، انطلاقاً من حاجة لبنان الى حلول سريعة. وهو ما قد يؤثّر على السلوكيات السورية، على صعيد استجرار الغاز المصري، والكهرباء من الأردن.

“عدوّة”

أكد مصدر مُتابِع أن “لا إيران، ولا “حزب الله” سيقبلان ببرنامج لبناني مع “صندوق النّقد الدولي”. فهُما يتحدّثان عنه كأنه دولة عدوّة، وهذا أكثر من كافٍ لتوضيح ما يفكّران به، على هذا الصّعيد”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله سخر بالأمس ممّن طالبوا عبد اللهيان بأن تطلب إيران هي ضمانات للبنان، من الولايات المتحدة، للتعاطي معها. ولكن هذه السخرية تطال الحكومة، والدولة اللبنانية، أي لبنان الرسمي الذي تحوّل الى مجموعة من الموظّفين المعيَّنين من قِبَل “الحزب”، والذين يعملون لديه”.

تحطيم

وشدّد المصدر على أنه “لا يُمكن الوثوق بالنّظام السوري أيضاً، لأن لا شيء يضمن ذهابه بعيداً في الانفتاح على العرب، وعلى أوروبا والولايات المتحدة من بعدهم. ولكن لا تعويل كبيراً على سوريا، نظراً الى أنها مقسّمة بين خمس قوى أساسية، هي: روسية، إسرائيلية، إيرانية، تركية، وكرديّة حليفة لواشنطن”.

ودعا الى “انتظار ما ستُسفِر عنه مفاوضات فيينا. فإذا نجحت، ستنسحب الولايات المتحدة من العراق وسوريا. ولكن إيران ستنقضّ على المنطقة كلّها، وستحطّمها، في تلك الحالة”.

قوّة أولى

وكشف المصدر أن “الإيرانيين قدّموا عرضاً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، له علاقة بالمنطقة كلّها. وهو عرض إذا نُفِّذ، سيرتدّ سلبياً على الإدارة الأميركية، بعد كارثة انسحابها من أفغانستان، وذلك لأنه لصالح واشنطن في الشكل، بينما هو لصالح طهران في المضمون. وهو عرض سيترك جزءاً من المنطقة مع إسرائيل، وجزءاً آخر مع تركيا، ولكنّ تل أبيب وأنقرة ستنزعجان منه في مدى بعيد، لأنه سيجعل من طهران قوّة إقليمية أولى مع مرور الوقت”.

وتابع:”لا يُمكن النّجاح في أي اتّفاق مع إيران، إذا كانت الإدارة الأميركية ضعيفة وجبانة. وهذا مع الأسف هو حال إدارة بايدن، وإدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، الذي شهد العالم على أيامه اتّفاق عام 2015 مع طهران”.

وختم:”المشكلة هي أن كلّ الذين يتعاطون مع إيران، منذ عام 1979، لا يمسّون بالنّظام الإيراني، ولا بعقيدته، رغم أنه يقوم على النار والحديد. وهذا ما يجعل أي تعامل معه غير ناجح، لأنه لا يخاف على حاضنته الأساسية، ليقدّم في مقابل الإحتفاظ بها، والحفاظ عليها”.