IMLebanon

ميشال عون وثلاثية الإغتيالات

كتب جان الفغالي في “نداء الوطن”:

لا يعترف العماد ميشال عون، في مجالسه الخاصة الضيقة، سوى بمحاولتين لاغتياله، لم تنجح اي واحدة منهما:

أمس مرَّت الذكرى الحادية والثلاثين على محاولة الاغتيال الثانية في قصر بعبدا، في 12 تشرين الأول 1990.

عصر ذلك اليوم، وكان يوم جمعة، وأثناء إلقاء العماد عون خطاباً في الجمهور المحتشِد، جرياً على عادته كل يوم، وكان الخطاب الأخير قبل عملية 13 تشرين، إقترب منه فرنسوا حلَّال وأطلق رصاصةً في اتجاهه، لكن عون لم يُصَب بل أصيب أحد مرافقيه الجندي جوزيف رعد الذي استُشهِد.

ما كُشف من التحقيق أن فرنسوا حلّال ينتمي إلى الحزب الشيوعي، وتقول المعلومات أنه كان يعمل لصالح المخابرات السورية، ونفَّذ العملية بطلب منها.

بعد عودة العماد عون من باريس، زاره فرنسوا حلَّال في الرابية، وقدَّم اعتذاره له، فقبِل الجنرال الإعتذار.

لم تكن محاولة الإغتيال هذه، المحاولة اليتيمة، إذ جرت محاولة لاغتياله في قبرص من خلال عملية إطلاق صاروخ على المروحية التي كانت تقله من بيروت إلى الجزيرة في التاسع والعشرين من نيسان، وتبين من التحقيق أن المجموعة التي نفذت العملية تنتمي إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي، والكلمة الفصل آنذاك في الحزب كانت للنائب والوزير السابق أسعد حردان. وكانت المجموعة توجهت إلى قبرص واستأجرت غرفة وأحضرت الصواريخ التي كانت ستُسقِط فيها مروحية العماد. قاد العملية “فلاديمير بوبوف” Vladimir Popov الذي كان ينتمي إلى الحزب القومي، وكان يعمل مصوراً في وكالة UPITN في بيروت، وأتاح له عمله كمصور ان يتحرك بسهولة في قبرص، ولذلك تم اختياره، وقد اعتقلت السلطات القبرصية المجموعة التي جرى تسليمها إلى السلطات اللبنانية التي عمدت إلى إطلاقها من دون أي توقيف.

العماد عون عاد وتحالف مع الجهتين اللتين حاولتا اغتياله: زار سوريا والتقى رئيسها بشار الأسد، وجلس مع وزراء من الحزب السوري القومي الإجتماعي على طاولة مجلس النواب. لكن في كلماته ومواقفه لا يذكر محاولتَي الإغتيال الآنفتي الذِكر، علماً أنه في مجالسه الضيقة لا يعترف سوى بهاتين المحاولتين لاغتياله، إلا إذا احتسبنا المحاولة الثالثة فجر الثالث عشر من تشرين الأول 1990، حين أغار الطيران الحربي السوري على قصر بعبدا، ونجَّته العناية الإلهية، و”عناية” السفير الفرنسي آنذاك “رينيه آلا”.

سؤالان، للتاريخ: لو “نجحت” عملية الإغتيال في 12 تشرين، هل كانت ألغيت عملية 13 تشرين؟

والثاني، لو نجحت عملية الإغتيال في 29 نيسان 1989، هل كان لـ “حرب التحرير” أن تستمر، وهل كنا لنصِل إلى “اتفاق الطائف”؟

الإضاءة على هذين السؤالين ومحاولة الإجابة عنهما، يميطان اللثام عن كثير من ألغاز وملابسات تلك المرحلة التي يحتاج الجيل الجديد الى ان يعرف كل شيء عنها.