IMLebanon

بعلبك الهرمل تنأى بنفسها عن تحركات “17 تشرين”

كتب عيسى يحيى في نداء الوطن:

أطلت الذكرى الثانية لثورة السابع عشر من تشرين وأحوال اللبنانيين على حالها بل ازدادت سوءاً، وغابت التحركات عن الشوارع والساحات وأصبح التاريخ للذكرى أكثر منه لاستعادة نبض الشارع من جديد.

خفت صوت المتظاهرين وانطفأ لهيب حماسهم وانكفأ نشاطهم وتحركهم عن الساحات في ‏بعلبك الهرمل، وعاد كل منهم إلى عمله لتأمين قوت عياله في هذا الزمن الصعب، وبدأ الشباب مرحلة البحث عن سبيل يوصلهم إلى خارج البلاد بعدما ضاقت بهم وبطموحاتهم، وبقيت الشعارات والأسس التي انطلق منها معظم الثوار عنواناً على منصات التواصل الاجتماعي يدل على حالهم حتى أصبحت الثورة إلكترونية بامتياز.

قبل عامين، كان فرض رسم 6 دولارات على الواتساب الشرارة الأولى التي أشعلت حماسة الناس ودفعتهم للنزول إلى الشوارع تعبيراً عن غضبهم جراء سياسة الحكومة في زيادة الضرائب آنذاك، وما هي الا أشهر حتى وصلنا إلى زيادة مئات الدولارات التي أضيفت على جيوب اللبنانيين يدفعونها بكامل الرضا والقبول من دون أي اعتراض، ومعها لم تبق سلعة إلا ورفع الدعم عنها ولم توفر الطبقة السياسية فرصة خلال المرحلة السابقة الا وضخت فيها جرعات أمل وتخدير للبنانيين، ساعة عبر البطاقة التمويلية، وأخرى من خلال قوانين وتعاميم لاستعادة الناس اموالهم من دون أن يطبق ‏منها شيء على أرض الواقع، ويبقى هؤلاء يدورون في الحلقة نفسها.

في بعلبك كما في مدينة الهرمل وما بينهما من مدن وبلدات، غابت التحركات على الأرض احتفالاً بالذكرى او تجسيداً لها واعتراضاً على الحال الذي وصلنا إليه، مئات الثوار الذين اعتادوا النزول إلى الشوارع ورفع الصوت التزموا منازلهم وفرغت ساحة المطران رمز الثورة البعلبكية من روادها وغابت الأعلام والاناشيد الثورية والوطنية بعدما صدحت لسنتين في ارجائها وخفقت إلى جانب تمثال الشاعر خليل مطران المواجه لقلعة بعلبك.

‏مصادر مواكبة للتحركات في بعلبك أكدت لـ”نداء الوطن” ان الاهداف والمطالب لم تتبدّل او تتغيّر منذ اليوم الأول لانطلاقة الثورة رغم بعض الانقسامات في صفوف الثوار في بعلبك، حيث شهدت ساحة المطران اكثر من خيمة كانت تمثل كل واحدة منها جهة معينة، قبل أن يزيلها الجيش اللبناني”، مضيفة بـ”أن الأوضاع اليوم وخصوصاً الأمنية منها، وبعد أحداث الطيونة دفعت كثيرين إلى التزام منازلهم وعدم النزول إلى الشوارع خوفاً من ردات فعل مضادة وسبق أن شهدت المدينة مثلها، ناهيك عن عدم تحقيق أي مطلب أو تغيير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بل تحكمت الطبقة السياسية في شؤون البلاد اكثر وجاء تشكيل ‏الحكومة ليزيدنا قناعة ان السلطة تعيد إنتاج نفسها ولا يمكن أن يتبدل شيء”.

وأضافت “أن التغيير الاساسي والفعلي يكون في الانتخابات، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في بعلبك الهرمل نتيجة عوامل عدة أبرزها سيطرة الثنائي الشيعي ونفوذهما في المنطقة وارتفاع نسبة مؤيديهما ولا يمكن لأحد أن ينتزع منهما أي ممثل من النواب الشيعة الستة كذلك لا يمكن أن ‏تتحالف الأحزاب مع الثوار في بعلبك الهرمل لأن القاعدة الثورية في المنطقة ضعيفة جداً ولا تمثّل أكثر من واحد بالمئة من عموم البقاعيين”.