IMLebanon

دول خليجية تدرس وقف الطيران إلى لبنان

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

تتصاعد حدة الأزمة بين الدول الخليجية ولبنان في ظل اعتكاف القوى السياسية اللبنانية عن المبادرة، وترك المعالجة للوساطات الخارجية، وسط معلومات تفيد بأن إجراءات خليجية جديدة ستتخذ بحق لبنان، وفي هذا السياق، علمت القبس أن هناك توجهاً لبعض الدول التي سحبت سفراءها من بيروت، إلى حظر الطيران إلى لبنان في الأيام المقبلة. في حين دعت البحرين مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى ضرورة المغادرة فوراً.

وفي سياق متصل، استدعت الخارجية اليمنية سفيرها في بيروت للتشاور، لافتة إلى أن «تصريحات قرداحي انحراف عن الموقف العربي الداعم للشرعية اليمنية».

وفي تصريح يؤشر إلى انسداد أبواب الحل، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب: إن السعودية تملي شروطا مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور حزب الله. وصرح لرويترز: «نحن أمام مشكلة كبيرة، إذا كانوا يريدون فقط رأس حزب الله، فنحن لا نستطيع أن نعطيهم إياه».

في غضون ذلك، تتجه الأنظار إلى مساعي التهدئة التي ستقوم بها قطر، إضافة إلى كلٍّ من أميركا وفرنسا، في حين لم تحمل محادثات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قادة دول العالم في غلاسكو، وأبرزها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أي جديد، وسط معلومات عن أن الوساطات الدولية ستفرض وقائع جديدة تتجاوز موضوع وزير الإعلام جورج قرداحي إلى هيمنة حزب الله وملف الحدود، والإصلاحات والانتخابات، وهو ما يحتم استمرار الحكومة وعدم استقالتها، في وقت لا يبدو أن حزب الله وحلفاءه بوارد التراجع عن مواقفهم، إذ أعلن الوزير قرداحي، أنه ليس متمسكاً لا بمنصب ولا بوظيفة «لكن المسألة تعدت ذلك إلى الكرامات».

وأمس، أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن «معالجة الخلاف الذي نشأ مع السعودية وعدد من دول الخليج مستمرة على مختلف المستويات على أمل الوصول إلى الحلول المناسبة»، وبرزت مخاوف الهيئات الاقتصادية التي نقلت شكاواها إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، ولا سيما أن آلاف العائلات مهددون مباشرة، لأن هناك مصانع قائمة بلبنان بحد ذاتها وجهتها الحصرية الخليج، إضافة إلى ذلك هناك استيراد لمواد أولية لا تأتي إلا من السعودية، عدا السياحة والتجارة والزراعة.

وما رشح عن لقاءات ميقاتي في اسكتلندا يشير الى ان الحكومة باقية بدعم أوروبي ـــ أميركي. فالفرنسيون والأميركيون يعارضون استقالة الحكومة نظراً لتداعياتها الخطرة على المستويات الاقتصادية والأمنية على لبنان، ولأن الاستقالة في هذه الظروف قد تطيح الاستحقاق الانتخابي الذي يعد مدخلاً للتغيير. في المقابل، لا تبدو من حزب الله وحلفائه بوارد التراجع عن مواقفهم، إذ أعلن الوزير قرداحي «أنه بانتظار عودة ميقاتي لوضع جميع الأوراق على الطاولة»، مضيفاً أنه ليس متمسكاً لا بمنصب ولا بوظيفة «لكن المسألة تعدت ذلك إلى الكرامات».

ووسط هذين الحدين تتعزز المخاوف من تحويل الازمة الدبلوماسية الى ورقة من أوراق الاشتباك الاقليمي في المنطقة، مع العلم ان أي موقف سعودي رسمي لم يشر إلى المطالبة باستقالة الحكومة او باستقالة الوزير قرداحي كخطوة تمهد للحل، لا بل إن كل المعطيات تشير إلى أن الأزمة أصبحت أبعد من ذلك بكثير.

والمثير في الموضوع عدم تطرق وزير الخارجية الأميركي خلال لقائه ميقاتي إلى الأزمة الدبلوماسية المستجدة، وبدلاً من ذلك جدد بلينكن دعم استمرار جهود الحكومة في اعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل».

وفي موقف لافت قام ميقاتي بجولة في الاجنحة التي اقامتها دول عدة ضمن المؤتمر، لعرض انجازاتها في مجال الطاقة المتجددة وخصّ الجناح السعودي بلفتة خاصة استقبله خلالها سفير السعودية في بريطانيا الامير خالد بن بندر. واثنى ميقاتي على خطة السعودية الخضراء و«مبادرة الشرق الاوسط الاخضر» التي اعلنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقالت مصادر الرئيس ميقاتي انه فور عودته من غلاسكو سيتواصل مع الفرقاء السياسيين بشأن الحل للخروج من هذه الازمة وذلك بعد تشاوره مع الافرقاء الخارجيين.

وشدد النائب في كتلة ميقاتي النيابية علي درويش على «ان الحكومة حاجة لبنانية»، مشيرالى «أن ميقاتي مدرك لخطورة الوضع وزيارة وزير خارجية قطر الى بيروت هي نتيجة جولة الاتصالات الواسعة التي قام بها ميقاتي»..