IMLebanon

بموافقة عون وبري… اعتذار رسمي كبير من السعودية والإمارات!

كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:

العجز اللبناني عن احتواء أزمة العلاقات المتفجرة مع أشقائه في الخليج، بدا ظاهرا للعيان، في المناشدة الثانية التي وجهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى وزير الأزمة جورج قرداحي، يحثه فيها على الاستقالة، كسرا للشر الذي تسببت فيه مواقفه، وبالرفض الذي عبر عنه ميقاتي، بالقول: «ان مناشدته لم تترجم واقعيا..»، هذه الواقعة دلت على ان منطق المؤسسات في لبنان سقط في الهاوية، وان الحكومة اللبنانية باتت حكومة بحكومات كثيرة. والدليل عجزها عن الاجتماع قبل قبع (اقتلاع) المحقق العدلي طارق بيطار من ملف التحقيق بتفجير المرفأ، بحسب شروط حزب الله.

وأمام هذا الصدود، وزير لا يستقيل، ولا قدرة لرئيس الحكومة على إقالته، ومجلس وزراء لا يجتمع، ووضع اقتصادي مريع، وعلاقات لبنانية – عربية في الحضيض.

هذا الوضع المزري، حاول الرئيس ميقاتي إيجاد المخرج منه، عبر لقاءاته الكثيفة والخاطفة، مع رؤساء الدول في مؤتمر المناخ بغلاسكو، وبمساعدة من أصدقائه الفرنسيين، الذين التقى مطولا برئيسهم ايمانويل ماكرون، وكل ما حصل عليه، على المستوى السياسي خصوصا، متابعة الدعم لحكومته التي يجب ألا تستقيل مهما كانت الظروف، لأن الأميركي لا يريدها ان تستقيل، حتى لا تضيع الانتخابات النيابية، فيما يدعوه الفرنسي للصمود، من دون ان يتكبد مشقة التواصل مع حزب الله، الذي غطى ماكرون مشاركته الحكومية. فقد التقى ميقاتي وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن في غلاسكو، حيث جدد بلينكن «دعم استمرار جهود الحكومة في إعادة الاستقرار وتحقيق التعافي الاقتصادي والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي وصولا الى تنظيم الانتخابات النيابية».

كما أكد «مواصلة دعم الجيش والقطاعات التربوية والصحية والبيئية». ونقل الأهمية والعاطفة الخاصة التي يكنها الرئيس جو بايدن للبنان ولاستقراره وتعافيه، تمهيدا لنهوضه من جديد».

كذلك تحادث الرئيس ميقاتي مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة المتحدة والدور البريطاني في دعم لبنان، لاسيما في عملية النهوض الاقتصادي. ولفت قيام ميقاتي بجولة في الأجنحة المرافقة للمؤتمر، وقد خص الجناح السعودي بلفتة خاصة استقبله خلالها سفير السعودية في بريطانيا الأمير خالد بن بندر، حيث أثنى الرئيس ميقاتي على خطة السعودية الخضراء و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر». كذلك زار الرئيس ميقاتي جناح دولة الإمارات العربية المتحدة.

المصادر المتابعة، تحدثت لـ «الأنباء» عن محاولة جديدة لعقد جلسة الحكومة، فور عودة ميقاتي من اسكتلندا، يصدر عنها اعتذار رسمي كبير للسعودية والإمارات عما صدر عن الوزير قرداحي، وعلى اعتبار ان أزمة العلاقات القائمة مع الاخوة في الخليج، تجاوزت وزير الإعلام قرداحي لتطول الوضع اللبناني برمته.

وطبقا للمصادر عينها، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وافقا على هذا المخرج، وبقيت موافقة حزب الله ورئيس المردة الزغرتاوي سليمان فرنجية، على عقد الجلسة التي يمانع بها الحزب، ويرفض المردة إقالة قرداحي.

وفي حال فشلت هذه المحاولة أيضا، فسيكون الرئيس ميقاتي مطالبا بالاستقالة، من جانب رؤساء الحكومة السابقين، الذين رشحوه لرئاسة الحكومة، وقد بات بعضهم يجاهر، بالاستعداد لسحب الثقة من ميقاتي، وضمن إطار موقف إسلامي جامع.