IMLebanon

قبلان: لا نقبل بأية وصاية سياسية على لبنان

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “هذا البلد أصبح مرتعا للفساد والنهب الشامل، وهو يعاني من أخطر حصار خانق تقوده واشنطن، وللأسف يتشاركه بعض العرب، ورغم أننا مع القضايا العربية إلا أننا ضدها عندما تتحول قضايا عبرية، ولن نقبل أن يتحول لبنان فريسة ضعيفة لأي شهية ظالمة”، محذرا “من المس بالديموقراطية والتنوع السياسي وكم الأفواه الا ما أحدث الفتن بين اللبنانيين، ويجب أن نتذكر أننا في لبنان ولسنا في سجن، ونحن أهل بلد ولسنا بياعي وطن، ومعادلة نهش الضعيف يجب أن تنتهي”.

وأضاف في خطبة الجمعة: “كتأكيد للمؤكد، أقول: لبنان للبنانيين، ومن يمنع عنا لقمة العيش لا نريده بيننا وذلك من باب الدفاع عن النفس المشروع، ولبنان أكبر من أن يسقط أو يندثر، ولعبة التهديدات معيبة وقد انتهت، والخيارات أمامنا كبيرة، ولبنان القوي لن يعود ضعيفا رغم سكاكين واشنطن وخناجر إخوة يوسف، فبلد يوجد فيه مقاومة بهذا الحجم والقوة والأخلاقيات، هذا البلد لن يهزم ولن يذل، بل سيبقى بلدا قويا، حتى في معادلات المنطقة إن شاء الله تعالى”.

ورأى أنه “على الحكومة أن تكون حكومة شعب، لا حكومة ضد الشعب، والمطلوب عمل أرضي، عمل فاعل، لا نريد شعارات، خاصة أن الأميركي لا يريد من هذه الحكومة إلا الانتخابات، وهو أعلنها صراحة وتلميحا، والباقي دعاية علاقات عامة مفضوحة. وعلى قاعدة “بطون الضباع لا تمتلئ” يجب على الحكومة كسر أنياب جمهورية مافيا التجار، وتخليص الشعب والأسواق من أسوأ حقبة تجارية احتكارية لئيمة، المطلوب منها أن تكون حكومة شعبية، وخاصة أن كراسيها “مسوسة”، وترك الشارع لهواه محرقة للبلد وللناس، المطلوب منها نزع أنياب دكاكين الدولار الأسود، والحد من لعبة التفخيخ المالي وتأجيج النزعات الطائفية من الداخل اللبناني، لأن هناك من يريد تصفية الحسابات بقتل الناس من خلال الصناديق الانتخابية، وعلى طريقة “أطعم البقرة حتى تذبحها”.

ووجه خطابه للـ”بعض” بالقول: “العنتريات مفسدة للأوطان، والخطاب الطائفي محرقة للبلد، وشد العصب الانتخابي لا يكون بتحليل دم الطوائف، ودماء شهداء الطيونة ما زالت على الأرض، كما أن أشلاء شهداء المرفأ ما زالت تبحث عن العدالة بعيدا عن أوكار السفارات”، معتبرا أنه “من غير المقبول أن يكون لبنان على طاولة البيع والشراء، أو المساومة، وبعد الكرامة والسيادة لا توجد أوطان، وجبة الخوري وعمامة الشيخ ضرورة ماسة للعيش المشترك، وليس للتفريق بين طائفة متمردة يجب أن تعاقب، وطائفة تنتظر الجوائز المالية لأنها في قلب الرهان”.

وأكد قبلان أننا “لا نريد دولة مصابة بجلطة دماغية، كما لا نريد حرق البلد بخلفية حسابات إقليمية دولية قذرة، تذكروا جيدا أن العيش المشترك ضرورة وطنية، وانتبهوا جيدا إلى أنه لا يوجد في لبنان قانون انتخابي صانع ملوك، بل صانع عيش مشترك، والعيش المشترك خط أحمر لبقاء لبنان وحماية وجوده”.

وقال: “أن “لبنان ليس لقيطا، ولا نقبل بأية وصاية سياسية على لبنان، نحن عرب لكن لبنانيون، نحن لبنانيون لكن أخلاقيون، ومن غير المقبول أن نتحول خنجرا في ظهر الحق مهما كلف الثمن، وبمقدار إصرارنا على عروبيتنا وأخلاقياتنا، نصر على استقلالنا وسيادتنا وأهليتنا السياسية وديموقراطيتنا وحريتنا ومواقفنا الحرة، ونحن لا نمتهن المقاولة بالأوطان، بل نمقت سياسة دفاتر الشيكات بشدة، والبلد قوي، وشعب هذا البلد ليس وليمة لأحد، وإغراق لبنان بالمشكلات الداخلية سيحوله مارد قوة، لا ماردا من ورق، والأيام ستكون شواهد، إن شاء الله تعالى”.