IMLebanon

ارتدادات الأزمة مع السعودية تتفاعل انتخابيًا في البقاع

كتب أسامة القادري في نداء الوطن:

لم تنعكس برودة الطقس وتدني درجة الحرارة على المناخ الإنتخابي بين البقاعيين على اختلاف الإنتماءات السياسية والطائفية، لترتفع الحرارة يوماً بعد يوم وتعطي زخماً للتحضير الميداني واللوجيستي من قبل جميع القوى الحزبية والتيارات لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، وسط تخوفهم من المتغييرات الواضحة في المزاج الشعبي عند الجميع.

هذا ما حوّل خطاب أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله بهجومه على الدول العربية وبمقدمتهم المملكة العربية السعودية الى مادة انتخابية دسمة عند جميع الأفرقاء في البقاع الأوسط. لم ينعكس هذا الهجوم فقط على الشارعين السني والمسيحي لما لديهما من مخاوف وانعكاسات اقتصادية واخوية بين البلدين، لان للبقاع حصة كبيرة من المقيمين والعاملين في الخليج العربي، ولذلك ايضاً كان صداها في الشارع الشيعي مدوياً، وتحول فيه الى أداة انقسامية، سيما أن ذلك بدا واضحاً في خروج أصوات مناهضة من البيئة الحاضنة لـ”حزب الله” اعتراضاً على سياسة تفريخ وتفقيس الاعداء للبنان واللبنانيين، والتصويب الدائم بإتجاه الدول العربية وخاصة الخليجية والتخوف من انعكاس خطابه على العاملين في دول الخليج، لكونهم الوحيدين المتبقين والذين يرفدون السوق اللبنانية بالأموال في ظل ازمة اقتصادية مستفحلة. ولذلك هناك من يسأل عن الاستفادة من توسيع دائرة العداء للبنان واللبنانيين والمصلحة الوطنية من ذلك.

لا شك أن ذلك تسبب في تمايز بالخطاب بين “حركة أمل” و”حزب الله”، وفي الضفة الاخرى يصرّ البقاعيون على حث القوى السياسية لأن تشكل جبهة بوجه “الحزب” وحلفائه انطلاقاً من الانتخابات النيابية، بإعتماد الخطاب “العروبي” أولاً لجذب الصوت السني على اعتبار أنه الصوت الأكثر حشداً واقتراعاً لما يملك من فائض بالأصوات ويصل الى حاصلين وكسور.

وتشير مصادر مقربة من “حزب الله” إلى أن الماكينة الانتخابية الخاصة بـ”الحزب” حركت عجلاتها وبدأت عملها ميدانياً لوجستياً في البقاع الأوسط، وقال المصدر: “يخطئ من يظن أن الوضع الإنتخابي الذي كان قائماً في دورة 2018 باقٍ كما هو. فجميع القوى تأثرت بحراك ما يسمى 17 تشرين، يعني المتغيرات في المزاج الشعبي انسحبت على بيئة المقاومة كما الآخرين”، وتابع: “للأسف هناك أصوات تربط صوتها الإنتخابي بمصالحها الشخصية مع السعودية، وليس من منطلق سياسي لما تقوم به في اليمن وسوريا، ومن مسألة التطبيع مع العدو الاسرائيلي والمراهنات على السلام”.

ترجم هذا الإنتقاد بزحمة مرشحين في الشارعين الشيعي والسني، ورفع غالبيتهم شعارات تصعيدية ضد سياسة “حزب الله” العدائية تجاه الدول العربية وبخاصة الخليجية. مما زخّم الحركة عند القيادات السياسية واصبحوا امام اعداد من الأسماء، فوصل عدد المرشحين عن المقعد السني الى أكثر من ستة والحبل على الجرار، فيتم التشاور على لائحة “المستقبل” بكل من القيادي المستقبلي الدكتور بلال الحشيمي، ورجل الأعمال محمد شفيق حمود صديق للتيار، والطبيب سليمان معدراني محازب مستقبلي، فيما يتم التداول في لائحة “القوات” بأسماء المرشحين عن المقعد السني محمد علي ميتا والدكتور خالد عبد الفتاح.

أما المرشحون عن المقعد الشيعي وفق خطاب تصعيدي بوجه “حزب الله”، فتشير المعطيات الميدانية أن المروحة بدأت تتسع ليتم التداول على لوائح الاحزاب المغايرة لـ”الثنائي”، بأسماء كل من رجل الاعمال علي سويدان، له علاقات ومصالح اقتصادية مع دول الخليج، الصحافي المعارض لـ”حزب الله” صبحي منذر ياغي، ورجل الاعمال المعارض عامر الصبوري، اضافة الى المرشح فراس ابو حمدان لما له من حيثية عائلية وازنة في الوسط الشيعي.

وأكد مصدر مستقبلي لـ”نداء الوطن” أن “التيار” بصدد خوض الإنتخابات النيابية المقبلة وفق شعارات تصعيدية وحدوية وسيادية وضد “حزب الله” وسلاحه، وان الرئيس سعد الحريري قادم الى لبنان خلال الاسبوع المقبل ليطلق الماكينة الانتخابية لـ”التيار”.

وأوضح المصدر أن “التيار” لم يحسم بعد اسم مرشحيه في الاوسط، انما الواضح حالياً أنه بصدد تشكيل لائحة مكتملة، كما لم يحسم اي شكل من اشكال التحالف، وعمّا اذا كان الخطاب الجديد يتطلب عملاً جبهوياً وتحالفاً مع حزب “القوات” قال المصدر: “هذا الأمر مرهون لعودة الحريري، واذا كان ذلك يفك مشكلة السعودية مع القيادة السنية فلا مشكل بالتحالف مع القوات انما لذلك تبعات”.