IMLebanon

بين الـ “L’Orient-Le Jour “و”Ici Beyrouth” مواجهة فرنكوفونية لقضايا لبنانية

كتب جان فغالي في “أخبار اليوم”:

في الحادي والثلاثين من آب الفائت، كتب رئيس تحرير صحيفة “لوريون لوجور” ميشال توما مقالته الأخيرة في الصحيفة تحت عنوان:
Pour une lutte continue

وفي ختام المقالة يقول “من خلال هذه الافتتاحية، أقلب صفحة رحلتي الصحافية في L’Orient-Le Jour. رحلة دامت أكثر من 42 سنة ومرت بأصعب وأصعب أيام الحرب والأزمة اللبنانية. في نهاية عمل طويل وشاق، يمكننا تحمل استراحة قصيرة (جدًا) في ظل الظروف، لكنني لن أتخلى عن مهنتي كصحافي وسأستمر رغم كل الصعاب في الكفاح من أجل سيادة وحياد وتعددية لبنان ليبرالي منفتح على العالم وقبل كل شيء يحترم الحريات العامة والفردية.” إنتهت المقالة.

منذ أيام قليلة، أعلِن عن مشروع إعلامي فرنكفوني ألكتروني تحت مسمى ici beyrouth، من خلال التدقيق في مَن يكون فريق عمل المشروع، تبيَّن أن ميشال توما هو أحد أعضاء فريق العمل والذي سبق أن كتب في مقالته الأخيرة ” لن أتخلى عن مهنتي كصحافي”.

في التدقيق أكثر، تبيَّن أن زملاء له ممن سبقوه إلى الاستقالة من الصحيفة “لم يتخلوا أيضًا عن مهنتهم كصحافيين” ومنهم زياد مخول وميشال حجي جورجيو، وزملاء وزميلات آخرون، وعلى رأس الفريق رئيس مجلس الإدارة مارك صيقلي.

وما لفت أن المستقيلين منسجمون في الطرح السياسي وفي نظرتهم إلى القضايا السياسية والسيادية، حتى يمكن القول أن ما يجمعهم هو قيم “ثورة الأرز ” والنظرة السيادية إلى الوضع في لبنان.

هذه العناوين كانت محط نقاش سياسي يومي في الصحيفة بين وجهتَي نظر : وجهة نظر المدير العام والمدير التنفيذي، ميشال حلو (حفيد بيار حلو وميشال أده)، ووجهة نظر الفريق الذي استقال من الصحيفة:

وجهة النظر الاولى التي يقودها حلو، تُركِّز على أولوية محاربة الفساد، وفي نظر هذا الفريق أن محاربة الفساد كفيلة بإنقاذ البلد.

وجهة النظر الفريق الذي استقال تقوم على أولوية استرداد السيادة من خلال نزع سلاح حزب الله ووضعه تحت سقف الشرعية ودولة القانون.

الفريق الاول كان يرى وجوب التركيز على محاربة الفساد إنْ لم يكن بالإمكان طرح مشكلة حزب الله، فيما الفريق الثاني تمسك بطرحه لجهة” ربط النزاع” مع حزب الله، معتبرًا أنه حتى لو أُنجز ملف مكافحة الفساد وبقي حزب الله على حاله لجهة سلاحه، فإن الأمور ستبقى على ما هي عليه. إذا مكافحة الفساد يجب الا توقف الإهتمام بملف حزب الله.

شيئًا فشيئًا أدرك الفريق الثاني أن الطرح السياسي للفريق الأول على صفحات الجريدة هو الغالب، وكأن هناك تحييدًا أو “مسايرة” لحزب الله، وحين رأى هذا الفريق أن “ما باليد حيلة” وأن لا إمكانية لتظهير طرحه في الصحيفة، آثر الخروج منها، فكانت الاستقالات المتلاحقة، لكنه ليس خروجًا من المهنة بل دخولٌ إلى منصَّة إعلامية يحاولون من خلالها تظهير ما كانوا يريدون تظهيره في ال L’Orient-Le Jour ولم يُوفَّقوا.

بين ال L’Orient-Le Jour وIci Beyrouth ، ستقع مواجهة فرنكوفونية على قضايا لبنانية سياسية وسيادية، والقارئ هو الرابح في نهاية المطاف لأن المواجهة ستكون بين مخضرمين سيجهدون في إقناع القارئ كلُّ بوجهة نظره.

التحدي كبير ، ال L’Orient-Le Jour ستضاعف جهودها لتُثبت أن خطها السياسي هو الصحيح، و Ici Beyrouth لا سبيل أمامها سوى العمل على طرحها السياسي الذي لم تنجح في تظهيره في الصحيفة.

على رغم كل المصائب، تبقى بيروت مساحة للإعلام الذي يسعى للاستمرار.