IMLebanon

لبنان على الأجندة الروسية والنفط على جدول الأعمال

كتب خالد العزي في نداء الوطن:

احتفل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب بعيد استقلال البلاد وعيد ميلاده الأخير في موسكو بعد تلبيته لدعوة خاصة من نظيره الروسي. حيث أُجبر الوزير اللبناني على زيارة العاصمة الروسية ليس من أجل المتعة والاستجمام، بل من اجل فك الحصار الدولي عن الحكومة التي تعاني من تفكك شديد يهددها بالاستقالة وتصريف الأعمال بسبب الخلافات الداخلية.

صرح بو حبيب في لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بان لبنان يمر بأصعب وقت في تاريخه الحديث ويأمل في مساعدة موسكو. وتحدث عن الأزمة اللبنانية الداخلية، وعن العلاقات الفاسدة لبيروت مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وعن التهديد المستمر للبنان من إسرائيل، وشدد الوزير اللبناني في المؤتمر الصحافي مع نظيره الروسي على أهمية التعاون اللبناني مع جميع الدول، الشرقية والغربية على حد سواء. واعلن انه مستعد للسفر الى المملكة العربية السعودية لحل الازمة العالقة بين لبنان ودول الخليج العربي، وشدد على ان “حزب الله” هو حزب لبناني ومكون اساسي في لبنان ممثل في الوزارة ومجلس النواب لكن بالنسبة لجناحه العسكري يعتبره ابو حبيب أكبر من لبنان ومرتبط بالمحور الإقليمي وليس باستطاعة لبنان حل هذه القضية. بدورها موسكو ترى بانها لا تفرض أفكاراً على شركائها حول من يمكن أن يكونوا أصدقاء لها او لا. ولم يستغرب لافروف زيارة زميله كونها أول رحلة له بعد تعيينه وزيراً في أيلول الماضي، لكونها تشكل أهمية خاصة لروسيا.

لقد ساءت علاقات بيروت مع المملكة ودول الخليج العربي نتيجة تصريحات وتصرفات غير مسؤولة من المسؤولين، بعد ان كانت الطبقة السياسية تعول على كرم الاخوة في الخليج وعلى تقديمهم مساعدة مالية كبيرة. لكن اللافت في الامر هو محاولة روسيا الدخول على خط الازمة وتقديم كل ما في وسعها لضمان عدم ارتباطها بأي جماعة سياسية معينة في لبنان، من خلال التنسيق مع كافة االاطراف، بالوقت الذي تقوم فيه موسكو بشكل دوري بإجراء اتصالات وثيقة مع “حزب الله” من اجل التنسيق في لبنان وسوريا.

لكن خطوة موسكو بتزويد لبنان بصور أقمار صناعية لمرفأ بيروت (قبل عدة أشهر من الانفجار وبعده مباشرة)، وهو ما طلبه الرئيس اللبناني من روسيا، بعد ان رفضت هذا الأمر سابقاً، يجب أن تؤدي إلى تفسير الكثير عن أسباب المأساة وطبيعة الدمار للتحقيق العدلي وإلا تكون من دون قيمة.

فتسليم صور الأقمار الاصطناعية في حادثة تفجير المرفأ، ان كانت حقيقية، قد يفتح باب الصراع مع فرنسا صاحبة المبادرة الفرنسية في لبنان ومنجزة التسوية مع إيران والتي كانت قد وعدت بتسليم الصور. لقد عرج الوزير الروسي على أنشطة الشركتين الروسيتين في لبنان “نوفاتيك” التي تحاول التنقيب على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية الى جانب شركة اني الايطالية والفرنسية توتال، وكذلك شركة “روسنفت” دخلت على خط تطوير قطاع الطاقة اللبناني عن طريق إقامة خزانات للنفط في منطقة شمال لبنان وحتى الآن لم تنتهِ الشركة من المشروع الذي طال انتظاره.

محاولة روسيا للدخول الى لبنان من بوابة المصالح الاقتصادية التي تشكل اهمية خاصة لموسكو عن طريق شركاتها النفطية والتجارية التي يجب ان تلعب دوراً قادماً في الدولة اللبنانية من خلال اصدقائها الجدد، تشكل مزاحمة لفرنسا في كافة مستعمراتها القديمة ولا سيما الافريقية. تطرقت روسيا الى موضوع عودة اللاجئين السوريين الذين يشكلون عبءاً فعلياً على لبنان نتيجة تفاقم الازمة المالية والصحية والسياسية. لبنان غير قادر على التحمل ويتفق تماماً مع موسكو على أنه يجب عليهم العودة إلى ديارهم والمؤتمر الدولي يساعد موسكو بتقديم نفسها كلاعب أساسي في لبنان وضامن فعلي للعديد من الأطراف التي تحتاج الى صديق قوي في المنطقة. اتهم الوزيران بإن الغرب يعرقل عودة اللاجئين، وتذكر لافروف كيف بذلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كل ما في وسعهما لمنع المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين، الذي نظمته روسيا في سوريا قبل عام.

لكن روسيا تأمل بعقد مؤتمر جديد حول اللاجئين في إحدى الدول المجاورة لسوريا حيث ألمح سيرغي لافروف لزميله إلى أن موسكو ستكون سعيدة إذا استضاف لبنان المؤتمر، ولكن نظراً لاعتماد بيروت على الغرب، سيكون من الصعب تنفيذ هذه الفكرة حالياً. وعلى الغرب ان يستثمر في إعادة إعمار سوريا، وليس بتوجيه الموارد لدعم مخيمات اللاجئين.

لكن السؤال المهم في تطوير علاقات موسكو بالمنطقة ولبنان واحد منها، هل “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي” سمحوا لها بالدخول الى حديقتهم الخاصة؟

روسيا تحاول دائماً ان تلعب في المناطق الرخوة للوصول الى دور مستقل لها لكن تعرف جيداً بانها لا تستطيع تجاوز الولايات المتحدة وفرنسا.

لكن لا بد من القول بان المطلوب من روسيا الكثير الكثير في مجال كشف المعلومات من ناحية الصور المرسلة او لجهة من المسؤول الحقيقي في كشف موضوع النترات وتحميلها وشحنها إلى لبنان على متن باخرة مالكها روسي وقبطانها روسي امتنعت روسيا عن تسليمهما إلى لبنان.