IMLebanon

جعجع يمتّن وضعيته الانتخابية… الحصاد وفير!

كتب ماريو ملكون في “نداء الوطن”:

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابيّة، تكثر التّحليلات والقراءات لواقع التّحالفات، ولا يُخفى على أحد أن معظم الخُلاصات هي وليدة “دسّ سياسي” لشدّ العصب أو ضربه، حتّى تلك التي تحمل رداء المهنيّة والاختصاصيّة. بناءً على ذلك، نعرض قراءة أوليّة لواقع “القوّات اللبنانيّة” الانتخابي بالاستناد إلى الأحداث المستجدّة منذ العام 2018، في السياسة والتّحالفات.

لم تكن إنتخابات العام 2018 سهلة على معراب، فقد سيطر عليها شبح الالغاء والتقويض والتحجيم الذي حاولت قوى السلطة مجتمعة فرضه على “القوّات” منذ حكومة العهد الاولى، لكن أتت حساباتها ورغم كلّ التحالفات العريضة التي أرستها شمالاً وجنوباً، يساراً ويمنياً، بوجه اللوائح القواتيّة شبه الانفراديّة، عكس ما اشتهته.

حينها، تمكّنت “القوّات” من الخروج منتصرةً بكتلة نيابية وازنة، لكن السؤال يبقى، هل تستطيع أن تسلك درب المواجهة نفسها وتخرج متقدّمة أو أقلّه من دون خسائر في انتخابات تأتي عقب تصدّع العلاقة مع الحلفاء إضافةً إلى انتفاضة شعبيّة قضمت من حضور الجميع؟

لا شكّ، أنّ الرّافعة الانتخابيّة في استحقاق 2022، لم تعد في تركيبة التحالفات بشكل أساسي، بل في المسار السياسي والتغييري الذي تحمله هذه القوّة أو تلك في جعبتها، خاصّةً أنّ الوعي الذي تولّد إثر ثورة 17 تشرين الاول 2019، بات عاملاً رئيسياً في تحكيم خيارات اللبنانيين وأقلّه فئة وازنة منهم. هنا، تحضر “القوّات” بقوّة، خاصّةً أنّ مسلكها في الشأن العام، قد تضمّن مواجهات شتّى بدأت بوجه الادارات الملتوية للملفات العامّة وصولاً إلى الاستباحة المسلّحة للقرار السيادي.

كلّ هذا يأتي، على وقع نجاح معراب في إخراج نفسها من بوتقة السلطة، برداء نظيف لا غبار فساد عليه، من دون أن تنغمس في قوقعة الحراك الثوري الذي باتت تشوبه الصّدامات والانقسامات.

“القوّات” التي خاضت الانتخابات النيابية الاخيرة منفردةً من دون تحالفات في معظم الدوائر، تتّجه إلى تكرار تجربتها النّاجحة، مع فارق ملحوظ وهو الالتفاف الشعبي حول خياراتها والذي تُرجم تأييداً لافتاً للوائحها في انتخابات المجالس النقابية والطلابية.

الالتفاف الشعبي تمدّد إلى اجتذاب العديد من القوى والشخصيات السيادية والتي باتت على قناعة تامّة، أنّه ما من إمكانيّة لتحقيق التّغيير المنشود من دون تكاتف الجهود والترفّع عن حسابات الربح والخسارة؛ من هذا المنطلق، فإنّ استعدادات معراب التي تضجّ بمواعيد اللقاءات الانتخابية تعد بمفاجآت كبرى في اللوائح.

حلفاء من كلّ الطوائف، سيحضرون بقوّة في لوائح “القوّات” التي ستُغطّي كافّة الدوائر الانتخابيّة، حيثُ تعتزم معراب خوض الاستحقاق بخطوط سياسية واضحة تُمهّد لمرحلة متجدّدة من مواجهة الهيمنة الايرانيّة ومن انهاء كلّ رواسب تحالف الفساد والسّلاح.