IMLebanon

الحاج حسن: علينا ان نقاتل بالشراكة حتى آخر نفس

بدأ وزير الزراعة عباس الحاج حسن صباح اليوم الجمعة جولته في منطقة عكار من مركز مصلحة الزراعة الجديد في العبدة حيث عقد لقاء شارك فيه الدكتور هيثم عز الدين ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، النائب وليد البعريني، عارف شخيدم ممثلا النائب محمد سليمان، خالد المرعبي ممثلا النائب طارق المرعبي ورؤساء الإتحادات البلدية: عمر حايك، عبود مرعب، احمد المير، روني الحاج، وحشد من مخاتير ومزارعين.

ورحّب رئيس المصلحة طه مصطفى بالوزير الحاج حسن والحضور، وقال: “ها انتم، يا معالي الوزير، تقبلون التحدي وتكملون المهمة غير آبهين بخطورة الطريق ومعالجة الملفات، وعليكم تقع المسؤولية الكبرى لما لوزارة الزراعة من دور كبير، في تطوير الوضع الزراعي، الذي يشكل الرافعة الأساسية، لدفع عجلة البلد نحو الإقتصاد المنتج، بدل الإقتصاد الريعي، الذي ادى بنا الى هذه الحال”.

واضاف: “لقد سعيتم، يا معالي الوزير، على رغم عمر هذه الوزارة الذي لا يتجاوز الأشهر، الى ترتيب العلاقات مع الدول العربية، مع الإردن ومصر، وإن شاء الله قريبا مع السعودية، في مجال التعاون في القطاع الزراعي والتبادل التجاري، وتسهيل الإستيراد والتصدير، لكل المنتجات الزراعية ولا سيما الأساسية منها كالعنب والتفاح والبطاطا والحمضيات، وتوفير استيراد الأسمدة الزراعية لتخفيف الأعباء التي تكبدها المزارع اللبناني، في ظل هذه الأزمة المعيشيةالخانقة وارتفاع الأسعار. وسعيتم وما زلتم، الى اعادة التبادل التجاري بين لبنان ودول الخليج الى سابق عهده، واعتبرتم ان الأزمة الراهنة ما هي الا غيمة صيف، فلا بديل للأسواق الخليجية، نحن محكومون بروابط الأخوة والتعاون”.

وتوجه الى وزارة الزراعة: “ما زلتم توصوننا بالمزارعين ولا سيما صغار المزارعين، وبضرورة الوقوف الى جانبهم وتوفير المساعدات لهم، ووعدتم باطلاق مشاريع استراتيجة لدعم التعاون الزراعي، وسعيتم الى تطوير المشاتل الزراعية وتأهيلها لتكونوا على انتم جهوز لإستقبال هذه المشاريع، من زراعة النصوب والشتول، وتوفير الإرشاد للمزارعين، في المناطق اللبنانية كافة”.

وختم مصطفى: “نستقبلكم اليوم في مركز مصلحة زراعة عكار الجديد الذي اردتم عبر افتتاحه تطوير عمل المصلحة وتطويرها والرعاية التامة لكل المشاريع الزراعية في عكار، ولا سيما انها مصلحة مستحدثة لم يتجاوز عمرها 10 اعوام، وذلك لحرصكم على دعم الزراعة في المناطق المحرومة كعكار وبعلبك – الهرمل”.

بدوره، قال البعريني: “نرحب بكم بين اهلكم في عكار، في هذه الأيام ليس هناك ترف للزيارات، او انها مجرد زيارة، اكيد ان لدى معاليكم مشروعا، هو مشروع تحسين وضع المزارع”.

ولفت الى “الفيضانات التي تصيب الأهالي والمزروعات بخسائر كبيرة سنويا”، وقال: “يأتي وزراء ومسؤولون وغيرهم، ولكن ليس هناك حلول، ونتمنى من معاليك ان يكون من اولوياتكم ايجاد حل لحماية المزارعين”.

وأمل البعريني في “تكرار الزيارات مع نتائج عملية “لأن الناس ملوا من الكلام وغياب الأفعال، والله يعين المزارع وكل القطاعات التي تعاني الكثير، ولكن وزارة الزراعة كما يبدو ،هناك اياد خارجية بيضاء تقف الى جانب المزارع ، واتمنى ان تكون حصة عكاركما حصة اي مزارع في لبنان، يجب ان يشعر بان هناك سندا له وعنده امكانات للصمود لنحافظ على وطننا وان نبقى فيه، ولن نهاجر ونحن متمسكون بأرضنا، ونتعاون مع بعضنا للبقاء والصمود”.

وكانت كلمة الختام للوزير الحاج حسن، قال: “نحن اليوم في مصلحة الزراعة في عكار التي ستكون حتما بيت المزارع، ان كان في الشكوى او التوجيه والارشاد او المتابعة، في أي عمل يمكن ان يقدم ويخفف من آلام المواطنين والإخوة المزارعين ستكون مصلحة زراعة عكار، بيت ثان لهم”.

وأضاف: “لا شك في ان اي فرد منا اليوم تتبادر الى ذهنه اسئلة عديدة، اليوم حكومة متعثرة وزارة عمرها شهران ونصف شهر، كيف يمكنها ان تخرج الأزمة الإقتصادية، والإجتماعية والسياسية من عنق الزجاجة؟ وزارة الزراعة اليوم ماذا يمكنها ان تقدم والى اي مدى هي قادرة على النهوض بهذا القطاع المترهل الذي يعاني ما يعانيه، من البذور وصولا الى التسميد والمبيدات وليس انتهاء بتصريف الإنتاج، وهذه الحلقة غير موجودة بين المزارع والمنتج، دون ذلك حقيقة، عمل كبير لكن يحذونا الأمل، ووضعنا خططا منذ اللحظة الأولى، ونعمل على ان يكون هناك مواكبة ومواءمة بيننا وبين المجتمع المدني، وما بيننا وبين الهيئات المانحة حتى يكون التخطيط مستداما ويستهدف القطاعات التي يجب ان ننهض بها اليوم قبل غد”.

وتابع وزير الزراعة: “منطقة عكار هي جزء من هذا الوطن هذا الجزء الذي لطالما تردد القيادة العسكرية والمؤسسة العسكرية دائما، وعلى مسامع الجميع وتقول عكار هي خزان الجيش اللبناني وبعلبك – الهرمل هي خزان الجيش، هذا الخزان اسس لهذا الإنتصار الذي نعيش في كنفه، الإنتصارات متعددة لكن الإنتصار الأبرز والأكبر هو انتصارنا كمواطنين، على ان نحمي هذه الدولة ان تكون وطنا نهائيا لنا جميعا”.

كما اعتبر ان “هناك مسؤولية انتماء، وشعور الإنتماء الى الدولة هو مسؤولية الجميع، فمعيب في حقنا اليوم ان يشعر مواطن في عكار، او في اقاصي مرجعيون او في بعلبك – الهرمل تحديدا بأنه مغبون، ولا ينتمي الى هذا الوطن، الذي ضحى وقدم الشهداء”.

واشار الى انه “في الزراعة هناك مشروعات عديدة، وقد وجهت كل المصالح، في كل المحافظات، وتحديدا في مصلحة عكار بان يصار الى درس مشاريع للمنطقة”، متوجها الى النائب البعريني: “سعادة النائب، تحدثت منذ بعض الوقت وكنا تحدثنا مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي ان تعمد البلديات الى تضع مقترحات مشاريع ولو صغيرة ونحن مستعدون كوزارة زراعة مع جدوى اقتصادية وكلفتها التقريبية، وانا مستعد عندما تحضر الهيئات المانحة التي تحتاج الى ان نقدم اليها هذه المشاريع وهي تختار، وبذلك يكون المجتمع المدني شريكا في التخطيط وفي المسؤولية، حتى اذا نجحت نجحنا واذا خسرت نخسر معا”.

وشدد الحاج حسن على “دور المسؤول المحلي الذي عليه مسؤولية المتابعة والمواكبة والمحاسسبة والمساءلة، ومسؤوليتي اليوم تنتهي وانا منتدب في مهمة سياسية لإدارة ازمة معينة وتنتهي، ولكن مسؤوليته امام الناس اكبر من اي شخص آخر، لأنهم انتخبوه، وعلينا ان نقاتل حتى آخر نفس لتحقيق مشروع او مشروعين لكل بلدة، الهموم كبيرة والمسؤوليات كبيرة وانا اؤمن بالشراكة وفي تقديم المشاريع، ولن نصل الى اي مكان، إن لم نكن شركاء في وصف الواقع”.

ولفت الى “اننا تعودنا في كل المناطق اللبنانية ان يأتي المسؤول انيقا ويطرح طروحات يكذب ، ويقطع وعودا طنانة رنانة، ثم يغادر الى منزله ويبقى الحرمان والوجع ومن عنده بقرة مريضة لم يقدم له شيئا، والأعلاف تبقى غالية والتسويق في مكانه، وسوقنا متعثرة في السعودية”.

الى ذلك، اعتبر اننا منذ عامين الى اليوم “نعيش في ازمة كبيرة جدا، ازمة اخلاقية بامتياز، حتى العمل السياسي يجب تغيير المنهجية التي كانت متبعة وانتهت، وهذا الموضوع اصبح وراءنا، اليوم نحن جميعا امام المسؤولية، اتحدث باسمي وباسم كل الحكومة. نريد اليوم منهجية سياسية جديدة، تستهدف اولا واخيرا المواطن، بغض النظر من أي تيار او اي جهة او حزب، لا بل ازيد، كوزير زراعة رأيت على بعض مواقع التواصل الإجتماعي، وتلقيت اتصالات ليل امس من الإخوة المواطنين الأعزاء الغالين جدا على قلوبنا، والذين يصنفون انهم في الحراك، ادعوهم الى مكتبي في الوزارة ونحن حاضرون لأي مقترح”.

وختم: “لم يأت وزير الزراعة الى عكار لإطلاق الوعود لأنني لا املك ترف هذه الوعود. اقول لهم اليوم نتحدث وبعد شهرين حاسبونا. هذه الوزارة خلية نحل، اشكر كل مفصل فيها، حتى اقول نحن لخدمة الناس معارضة قبل من هم في السلطة، في خدمة اهلنا في الحراك الذين يشعلون الدواليب، الذين انتمي اليهم، بمعنى انتمائي الى جرحهم وتعبهم والى البطالة التي ينتمون اليها. لا يمكن ان نغفل عيوننا عن هذا الأمر، معيب في حقنا ان نرى مشهدا واحدا، وكم كنت اتمنى ان يكون بيننا صوت معارض يريد ان يقول كلمة غير موجودة في المشهد السياسي”.

بعد ذلك، تابع الوزير الحاج حسن جولته العكارية وكانت محطته الثانية في بلدة  تلحياة حيث استقبله في مقر البلدية رئيسها خالد خضر خالد، رئيس نقابة مزارعي الخضر وامين الصندوق للاتحاد العام للنقابات الزراعية في لبنان، رئيس نقابة مزارعي التبغ والتنباك في الشمال رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد محمد صقر.

وكانت جولة افق حيال اوضاع النقابات والزراعة في عكار عموما.