IMLebanon

مساع لإحياء تحالف “14 آذار” في وجه “الحزب”–”التيار”

جاء في العرب اللندنية:

يسعى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إلى إحياء تحالف 14 آذار قبل الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في الربيع القادم لمواجهة حزب الله – التيار الوطني الحر، لكن مساعيه تصطدم بعدد من المعوقات أبرزها وجود رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في المهجر وعدم حماسته لخوض غمار الانتخابات المقبلة إلى حدّ الأن.

ووجه جنبلاط ما قال إنها “نصيحة” إلى الحريري بالعودة من المهجر، “حتّى نواجه سلميا ونقاوم سلميا، ونقول كفى”، مشيرا إلى أنّه يقدّر ظروفه كما الضغوط التي يتعرّض لها، لكنّه لو كان مكانه، لعاد لأنّ غيابه عن الساحة “لا يفيد”.

ومنذ ولادة حكومة نجيب ميقاتي، يتواجد الحريري في منزله في فرنسا ولم يتدخل في الشأن السياسي العام، فيما تشير أوساط مقربة منه إلى أنه سيعود إلى لبنان بصدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، باعتبار أنه لن يقدم على أي خطوة، قبل حسم مصير الانتخابات، وما إذا كانت ستُجرى أساسا، بالنظر إلى الجدل على موعدها بعد أن ظهرت مؤشرات تدفع نحو تطييرها.

وتقول تلك الأوساط إن الحريري غير جاهز للمعركة الانتخابية التي يرى أن خسائرها تفوق كل المكاسب المحتملة منها.

وبهذه المساعي يكون جنبلاط قد رسم خارطة طريقه الانتخابية التي تنطلق من مشترك مواجهة المحور السوري الإيراني، وتمرّ من خلال التحالف التاريخي مع تيار المستقبل والطبيعي مع حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، إلا أن إعادة إحياء التحالف الذي تمكنت من خلاله الأحزاب من حصد الأكثرية النيابية في وقت سابق، مرهون بمدى تجاوب الحريري غير المتحمس، وتثبيت موعد الانتخابات التي يعتقد الكثيرون أنها لا تزال في دائرة الشك.

ويتشارك التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية المواقف من الأزمة الدبلوماسية مع السعودية خصوصا لناحية تحميل حزب الله المسؤولية عنها، بعد أن تعمّقت الخلافات بين تلك الأحزاب منذ العام 2017، خصوصا بعد أن ذهب حزب القوات بعيدا في التمايز عن شريكيه.

وتقول أوساط سياسية لبنانية إن إحياء هذا التحالف القديم يعود إلى طبيعة الواقع الانتخابي الراهن، حيث يغيب الدعم الخارجي عن كل من المستقبل والاشتراكي التقدمي بشكل أساسي، في حين أنّ قانون الانتخاب الحالي يقود إلى إضعاف هذه الأحزاب في حال عدم تحالفها في عدد من الدوائر.

وقبل أشهر، استبعدت مصادر مقربة من الأحزاب إمكانية حصول تحالف جديد، لكن المعادلة تغيرت اليوم بعد أن برزت عناوين سياسية واضحة، كذلك الذي طرحه جنبلاط، أي “منع تسليم البلد إلى المحور السوري – الإيراني”.

ويرى متابعون أن ظهور بوادر إحياء التحالف ستبدأ مع عودة الحريري إلى لبنان، حيث من المفترض أن يحسم، في البداية، قرار مشاركته في الانتخابات من عدمها، على أن يقدم بعد ذلك رؤيته السياسية التي سيخوض الاستحقاق الانتخابي على أساسها، الأمر الذي يفتح الباب أمام عودة التحالف الثلاثي من جديد، أو يقود إلى دفنه بشكل نهائي.

وحذر سمير جعجع من سعي حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر إلى تأجيل الانتخابات، مشيرا إلى أن حزب الله لا يريد أن يدخل انتخابات نتائجها غير مضمونة له أو لحلفائه ويمكن أن تفضي إلى خسارته الأغلبية الحالية.

أوساط لبنانية تقول إن حزب الله يخاف بالدرجة الأولى على حظوظ شريكه في التحالف التيار الوطني الحرّ الذي تراجعت نسبة الثقة فيه داخل بيئته المسيحية التقليدية

وقال جعجع إنه دون انتخابات في البرلمان الذي يتمتع فيه حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه بالأغلبية “سترى المزيد من الشيء نفسه”، في إشارة إلى الانهيار المالي في لبنان الذي تقول الأمم المتحدة إن الأزمة جعلت 80 في المئة من شعبه في حالة فقر.

وتقول أوساط لبنانية إن حزب الله يخاف بالدرجة الأولى على حظوظ شريكه في التحالف التيار الوطني الحرّ الذي تراجعت نسبة الثقة فيه داخل بيئته المسيحية التقليدية بينما نجحت كتل وشخصيات أخرى في ملء الفراغ الذي تركه، خاصة في ظل ارتهان مستقبل التيار بفرض جبران باسيل على رأسه كونه صهر الرئيس ميشال عون.

وتشير التوقعات إلى أن أداء التيار المتراجع سيعطي فرصة خاصة لحزب القوات اللبنانية من أجل التوسع على حسابه، وأن تصريحات جعجع الداعمة لإجراء الانتخابات في موعدها تخفي اقتناعه بأن بوسعه أخذ الكثير من حصة التيار.

وأضافت هذه الأوساط السياسية أن حزب الله أجرى تقييما داخليا للوضع السياسي الراهن ولحظوظ الحزب وحلفائه في الحصول على نتائج شبيهة بالتي حصلوا عليها في الانتخابات الماضية، وأن التقييم أفضى إلى تسجيل مخاوف جدية على حظوظ الحزب في مناطق سيطرته خاصة لدى الفئات الشبابية.

ولا يريد حزب الله أن تجرى الانتخابات في ظروف يطغى عليها تعكّر المزاج العام ويتنامى فيها الغضب على الطبقة السياسية التي تم تحميلها مسؤولية الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد، وأنه يعتقد أن تأجيل الانتخابات بالرغم من مساوئه سيكون أفضل من إجرائها دون التأكد من تحقيق نتائج جيدة.