IMLebanon

أبو الطيّب القرداحي

كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:

لو سُئِل 100 مواطن لبنانيّ ممن هم فوق الثامنة عشرة من العمر، ومن خارج دائرة حزب الإتحاد الثوري الأرمني أي “الطاشناق”: ما اسم وزير الصناعة الحالي في لبنان؟ فالأرجح أن نسبة الإجابات الصحيحة ستتراوح بين صفر و 3%، والأرجح صفر.

وإن طرحت “إعلامية” السؤال نفسه بطريقة مبسطة، على 100 شخص في مناسبة الأعياد: ما اسم عيلة وزير الصناعة الذي ترون صورته على الشاشة؟ واسمه الأول جورج، واسم الشهرة يبدأ بحرف الباء، ومن يعرف الجواب الصحيح يحصل على قسيمة شرائية بنصف مليون ليرة، ستكرّ الأجوبة الصادمة: الوزير جورج بارد، جورج بارود، جورج بردويل، جورج برخش، جورج بادن باول، جورج بخعوني، جورج بندر، جورج بزي، جورج بري، جورج بربر، جورج بن وسّوف، جورج بابادوبولو…

حرام جورج بوشكيان. ما حدا سامع فيه.

وإن جال مراسل فرنسي على 100 من مواطنيه في جرود الألب وسألهم عمن يعرف منهم اسم وزير الإعلام اللبناني فسيجيب 99 منهم: Georges kourdahi وواحد فقط، من أصول يمنية، ستكون إجابته خاطئة: “إنه مالئ الدنيا وشاغل الناس أبو الطيب القرداحي”.

منذ دخول جورج قرداحي معبود النساء، ونجم الشاشات والحملات الإعلانية الدسمة، إلى الحكومة، من بوابة سليمان بك فرنجيه، رضي “حزب الله” عنهما، والناس في سيرته وبيض الصحائف وسودها تسلّط الضوء على “تخبيصاته”، القديمة والجديدة، بدءاً بآرائه ببشار الأسد وافتتانه بقيادته السلسة، مروراً بوجوب احترام الصحافيين لقادة البلاد الميامين الأنقياء الطاهرين في ما يكتبون ويتلفّظون به، إنتهاء بالمقابلة الشهيرة في برنامج “برلمان الشعب ” وأسوأ ما فيها ختامها.

بقصد منه أو من دون قصد، أخطأ في التعبير أو لم يخطئ، فإن مطلب استقالة القرداحي تخطّى لبنان وتحوّل تالياً، مطلباً إقليمياً ودولياً، الجميع تدخّل، ولم يكن ينقص سوى أن يتناول جو بايدن السماعة ويتصل بسنترال فيطرون كي يحوّلوه على قصر القرداحي للتمني عليه أن يحلحلها. لكن اتصال ماكرون بالرئيس ميقاتي فرمل اندفاعة “جو”.

في شرحه لما سبق استقالته، كشف القرداحي لـ “فرانس 24″ أن ماكرون إتصل بالرئيس ميقاتي وقال له بصريح العبارة: بدكن نحكي بالموضوع اللبناني مع القيادة السعودية مطلوب تقدموا مبادرة.

رد ميقاتي: شو المبادرة ؟ فجاوب ماكرون: إنتو بتعرفو”. وكان أن استقال وزير الإعلام بعد 40 يوماً من المماطلة.

وفي معلومات خاصة أن فخامة الرئيس ماكرون اتصل بزوجته بريجيت فرحاً وأبلغها أن لديه خبراً رائعاً. قبل أن يكمل قاطعته: أعرف أعرف أنك نجحت في إبرام صفقة الـ “رافال”.

– ما هو أهم من صفقة الـ 17 ملياراً بكثير يا بريجيت إستقالة جورج قرداحي. أتصدقين يا حبيبتي أنني نجحت في دفعه إلى الإستقالة؟ قال ماكرون في اتصاله مع السيدة حرمه.