IMLebanon

ميقاتي يدافع عن الخليجيين أملًا في التفاتة سعودية

جاء في “العرب” اللندنية:

تعكس سرعة إدانة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، للإساءة إلى البحرين وطلب فتح تحقيق بشأن مؤتمر عقدته جمعية بحرينية محظورة في بيروت الأسبوع الماضي، تضمن انتقادات للمنامة، سعيا للظهور في موقع المدافع الأول عن الخليجيين أملا في التفاتة سعودية لأزمته، لكن حزب الله، الذي يهيمن على قرارات الحكومة اللبنانية المعطلة، لا يهتم بالرغم من أن تنفيس الأزمة الخليجية خاصة مع السعودية يخدمه هو قبل غيره.

وقال ميقاتي في بيان إنه “يشجب بقوة ويدين التطاول على مملكة البحرين، قيادة وشعبا، ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية، والإساءة إليها بأي شكل من الأشكال”، مبديا حرصه على العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين.

وأفاد بأنه “يرفض استخدام لبنان منطلقا للإساءة إلى مملكة البحرين والتطاول عليها، مثلما يرفض الإساءة إلى الدول العربية الشقيقة، ولاسيما منها دول مجلس التعاون الخليجي”.

واعتبر أن “ما يربط بين لبنان ومملكة البحرين أعمق من تصرف خاطئ لا يعبّر عن رأي الشريحة الأكبر من الشعب اللبناني، التي تكن للبحرين كل المودة والمحبة والاحترام”.

والأسبوع الماضي، عقدت جمعية “الوفاق” المحظورة في البحرين، مؤتمرا في بيروت تحدثت فيه عن “انتهاكات حقوقية” تعرض لها مواطنون في المملكة خلال العامين الماضيين.

وأعلنت الخارجية البحرينية الأحد أنها قدمت “احتجاجا شديد اللهجة”، لحكومة لبنان، لاستضافة بيروت ما اعتبرته “مؤتمرا معاديا” للمنامة.

وقالت الوزارة في بيان إنها “تعرب عن بالغ أسفها واستنكارها من استضافة بيروت مؤتمرا صحافيا لعناصر معادية ومصنفة بدعم ورعاية الإرهاب، لغرض بث وترويج مزاعم ضد المملكة”.

ويأتي هذا، في ظل أجواء متوترة بين الخليج ولبنان، إثر أزمة تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي، بخصوص حرب اليمن، ولاقت تأييدا من بعض الأفرقاء اللبنانيين كـ”حزب الله” (حليف إيران)، ورفضا من بعضهم الآخر كرئيس الحكومة ميقاتي.

وفي التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، سحبت الرياض سفيرها في بيروت وطلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة، وفعلت ذلك لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن، على خلفية تصريحات لقرداحي قال فيها إن “الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات”.

وقرّرت السعودية مؤخرا تعيين قائم بالأعمال لدى لبنان، وهو ما يؤشر على تجاوبها الضعيف مع الدعوة التي وجهها إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته الأخيرة؛ حيث دعا الرياض إلى العمل المشترك من أجل النهوض السياسي والاقتصادي في لبنان.

ويدرك رئيس الوزراء اللبناني، الذي ينتظر حتى الآن إشارات سعودية لاستقباله وقبول التعامل مع حكومته، أنه لا يمكن لبلاده تجاوز الانهيار الاقتصادي الوشيك دون دعم مالي خليجي وخاصة من الرياض.

وبناء على هذه الحقيقة، يحاول ميقاتي في كل مرة مغازلة الرياض والظهور في موقع المدافع الأول في لبنان عن مصالح دول الخليج وشؤونهم الداخلية أملا في استدارة سعودية تجاهه، إلا أن هيمنة حزب الله على الحكومة اللبنانية وسياستها الخارجية يكبلانه.

ويشكك مراقبون في قدرة ميقاتي على تنفيذ وعود لا يزال يطلقها بشأن حل الأزمة مع الرياض. ويقول هؤلاء إن تحركاته محكومة بموازين قوى داخلية لا يستطيع تغييرها بسهولة.

ويقول متابعون إن العقدة في الرياض وهي الوحيدة القادرة على تفكيكها إذا اقتنعت بأن ميقاتي يمكنه إدخال تعديلات على قواعد اللعبة التي يتحكم فيها حزب الله اللبناني، وهي مسألة مفتاح حلها في يد طهران وليس في يد لبنان.

ولا تريد السعودية الدوران في حلقات لبنان المفرغة ويصعب أن تقبل وساطات دولية أو عربية ما لم تتلق ضمانات بأن هناك تغييرا حقيقيا في المعادلة الراهنة، وهو ما لا يملكه ميقاتي، فجزء معتبر من مفاصل لبنان مرهون بإرادة إيران وحليفها حزب الله.

وفي غضون ذلك يبدو حزب الله غير مهتم بتطويق الأزمة الخليجية بالرغم من أن تنفيس الأزمة يخدمه هو قبل غيره.

ومن شأن تنفيس الأزمة مع الرياض أن يخدم الحزب انتخابيا، في وقت تراجعت فيه شعبيته لدى اللبنانيين الذي يحملونه مسؤولية تدهور علاقات بيروت مع محيطها العربي والإقليمي وتدهور أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية التي دفعتهم إلى مربع الفقر.

وبدلا من معاضدة مساعي ميقاتي لنزع الشوائب مع الرياض، علّها تعدل موقفها من الساسة اللبنانيين وهو أمر مستبعد في الظروف الراهنة وفشلت وساطات عديدة في تحقيقه كان آخرها الوساطة الفرنسية، لا يزال الحزب يخوض تصعيدا ضد الرياض خدمة لأجندات إيران الإقليمية.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في وقت سابق إن السعودية تمارس “عدوانا غير مبرر” على لبنان وعليها أن تعتذر عن ذلك.