IMLebanon

“المستقبل” مُربك انتخابيًا في طرابلس والخيارات ليست سهلة

كتب مايز عبيد في نداء الوطن:

أجواء ضبابية تسيطر على المشهد الإنتخابي في مدينة طرابلس. وتبدو الصورة في ما خصّ التحالفات والتحضيرات غامضة بالكامل، تخترقها بين الفينة والأخرى إشاعة من هنا أو خبرية من هناك، ومعلومات عن تقدّم شخصية أو تراجع أخرى.

معطيات تيار “المستقبل” الإنتخابية ليست على ما يرام، في ظل غياب رئيسه سعد الحريري وانكفائه عن الساحة منذ أشهر، وغياب نواب التيار وكوادره عن متابعة شؤون الناس وشجونها، بالإضافة إلى التراجع الشعبي الذي يعانيه في جسمه التنظيمي، وبالتالي فإن تشغيل الماكينة الزرقاء سيكون أكثر صعوبة.

نواب “المستقبل” في طرابلس ساهموا في هذا التراجع، عندما برهنوا عن حالة انفصام عن قاعدتهم الشعبية. فالنائب سمير الجسر وهو الرجل التشريعي والقانوني الأبرز في المدينة، افتقده الناس عند كل صغيرة وكبيرة طيلة السنوات الأربع. أما ديما جمالي التي قاتل التيار لأجلها مرتين، فأخلت الساحة عند أول فرصة وطارت. ولجهة أبو العبد كبارة فإن صحته لم تعد تسعفه كما في السابق ليكون بين الناس، ولذلك يحكى عن قرار متخذ بترشيح نجله كريم مكانه هذه المرة. هذا التراجع السياسي لـ”المستقبل” في طرابلس حاول المنسّقون ملأه بخدمات شخصية أو بما تيسّر. وهنا يُحكى في الكواليس عن تصدّر أسماء جديدة للترشح في السماء الزرقاء، ومنها اسم المنسق السابق ناصر عدرة والمنسق الحالي بسام زيادة إلى جانب نائب رئيس التيار مصطفى علوش، ولكن لا شيء محسوماً كما يبدو إلا التكهنات.

يؤكد علوش لـ”نداء الوطن” أن “كل الخيارات في الشارع السنّي مربكة، لأن الشخصيات التي يمكنها أن تخوض الإنتخابات ولديها الملاءة المالية والقدرات الشعبية منكفئة، أضف إليها، عدم حسم القرار لدى تيار “المستقبل”، ومن جهة المعارضة، فلم تأت بشخصيات مقنعة لخوض الإنتخابات. لكن ما يجري على الساحة السنّية يجري مثيله في باقي الساحات والتيارات التي لا تزال بحالة سكون انتخابي، وربما يعود ذلك إلى اعتقاد يسود لدى القوى السياسية بأن الإنتخابات لن تجري وأن ما هو آت على البلد من تطورات، أكثر أهمية من قصة من يترشح ومن لا يترشح”.

ويؤكد علوش أن قرار “المستقبل” الإنتخابي لن يتأخر كثيراً، وبأقصى حدّ في ذكرى 14 شباط ستكون هناك مواقف رسمية”. وعن امكانية استبعاد الجسر يشدد علوش على أن “لا شيء حاسماً في هذه المواضيع أقله حتى اللحظة، بالإضافة إلى أن أي فرضيات عن التحالفات الآن، غير واقعية”.

أما عن حركة بهاء الحريري في طرابلس فيرى علوش أنها “عجقة في الإعلام من دون أي بركة حتى الآن على المستوى الشعبي، وحتى اللحظة لا أستطيع أن أحكم إذا ما كان بهاء الحريري في السياسة موجوداً أم لا”.

ويستغرب علوش كما يستبعد “إمكانية التحالف مع فيصل كرامي”، وبالنسبة لـ”القوات اللبنانية” و”الحزب الإشتراكي” يرى أن “لبنان بحاجة إلى جبهة سياسية واسعة عابرة للطوائف والمذاهب، تضم القوى السياسية القريبة من بعضها وتتسم بواقع المواجهة مع “حزب الله”. هذا منطق التحالف الوطني بغض النظر إن حصلت إنتخابات أم لا، لأن الحفاظ على لبنان يفرض مواجهة الهيمنة والإحتلال الإيراني للقرار السياسي في لبنان، وإن أي طرف سيكون سقفه تحت سقف المواجهة مع “حزب الله”، سواء أكان “المستقبل” أم غيره، فلن ينجح، لأن العنوان اللبناني للمرحلة القادمة هو مواجهة التحلل الوطني الذي يتسبّب به حزب الله”.

ويختم علوش: “أنا متخوف من كل ما يحصل محلياً واقليمياً، في الملف النووي الإيراني والوضع السوري والوضع الاقتصادي في لبنان وتأثيره على الوضع الأمني، واسرائيل ومواجهتها للملف النووي الإيراني التي قد تبدأ في لبنان، ولا سبيل إلا بالمواجهة الوطنية للمشروع الإيراني في لبنان”.