IMLebanon

غلاء فاحش مع بداية العام… والصحّة في خطر

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

لم يختلف طالع العام الجديد على البقاعيين عن سابق أيام العام الماضي، فأطلّ عليهم حاملاً معه جملة ارتفاعات طالت مختلف جوانب حياتهم، منها ما هو مرتبط بتحليق الدولار ومنها المتعلق باستهتار المواطنين بفيروس “كورونا” ومتحوراته.

على عكس الآمال والأمنيات، وخلافاً لحسابات بيدر توقعاتهم بحلول وانفراجات على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، بدا المشهد أكثر ايلاماً وشدّة من سابقاته، وبدأت حفلة جنون ارتفاع الدولار وانسحابه على الأسعار التي يعجز المواطن عن مجاراتها في ظل انخفاض القدرة الشرائية وبقاء الرواتب كما هي، وما بينهما تفشي متحورة أوميكرون في ظل استلشاء الناس بصحتها وانعدام سبل الوقاية.

أمضى الكثير من اللبنانيين سهرتهم ليلة رأس السنة، وقد غاب عن موائدهم العديد من الأطباق والأصناف بسبب الغلاء الفاحش، منتظرين جميل الأيام القادمة ليعوضوا ما فاتهم، فكانت الصدمة بمزيدٍ من الغلاء طاول أبسط الأصناف التي يستندون عليها لتأمين متطلبات الطعام والمستلزمات اليومية، لتكون الخضار والفواكه الوجهة الأساس التي لحقتها الموجة، وزادت أسعار الكثير من السلع تحت حجة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، حيث يتم استيراد عدد من البضائع من سوريا، فارتفع سعر كيلو البندورة ثلاثة آلاف ليرة لبنانية عن أسعار العام الماضي، كذلك سعر الباذنجان بذات القيمة، اضافة الى البطاطا وبعض أنواع الفواكه.

وأوضح أبو أحمد، صاحب أحد محال الخضار في بعلبك، لـ”نداء الوطن” أن “الزيادة مرتبطة بارتفاع أسعار البيع بسعر الجملة ومن سوق الحسبة حيث رفع التجار تسعيرتهم بالتوازي مع ارتفاع الدولار، والأصناف التي زادت أسعارها مستوردة من سوريا، ويتم احتساب تكلفة الشحن والضريبة عليها، الأمر الذي يتحمله المواطن ويدفع ثمنه زيادة عن الأسعار القديمة”، وأكد “أن الحركة خلال عيد رأس السنة كانت خفيفة وعلى غير نهج السنوات السابقة، كذلك الأصناف التي كانت تشتريها الناس والكميات اختلفت أيضاً وكانت أقل، في حين استغنى الكثيرون عن بعضها هذا العام واكتفوا بالقليل”.

إختلف المشهد عند الخمسينية سعاد التي قصدت المحل لشراء بعض الخضار، وأكدت لـ”نداء الوطن” أن ما اشترته قبل أيام لم يكن كما في السابق، فكيلو الكستناء وصل الى 170 ألفاً وقد اعتادت على شرائه ليلة رأس السنة، “ولكن بالناقص منو، فكيلو لحمة أفضل لأولادي، وبعض الفواكه ككيلو المانغو وصل الى 250 ألف ليرة وغيرها أصبحت من الكماليات، أما الخضار التي لم نعد نستطيع مجاراة غلائها فبتنا نشتريها بنصف الكيلو، على أمل ألا نصل ونشتري بالحبة سواء البندورة او البطاطا وغيرها”.

حال الأجبان والألبان لا يختلف عن الخضار وغيرها، حيث امتنع صاحب أحد المعامل عن استلام الحليب الطازج بسبب ازدياد سعره، واوضح أن السعر ازداد ألف وخمسمئة ليرة لبنانية عن الاسبوع الماضي، ويشهد هذه الزيادة كل أسبوع، واذا استمرينا بهذا السعر فسنضطر الى زيادة الأسعار، وعليه امتنعت عن الاستلام والزيادة الى حين تبلور الصورة عند جميع المعامل والموزعين، سائلاً عن السبب في هذه الزيادة وهل الأمر أيضاً مرتبط بالدولار.

صعوبات جمّة ترخي بظلالها على يوميات المواطنين ويعانون من تبعاتها التي تنعكس على أوضاعهم الاقتصادية والصحية معاً، فاستغناؤهم عن وجبات الطعام خلال اليوم وتخفيضها، واشعال المدافئ في الليل فقط، كلها أسباب تؤدي الى تدهور حالتهم الصحية المحفوفة بالمخاطر أصلاً مع انتشار فيروس “كورونا” ومتحوراته، وارتفاع نسبة الوفيات في بعلبك خلال الاسبوع الفائت بفعل الاستهتار وعدم اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة.