IMLebanon

ارتفاع الحرارة الانتخابية بقاعًا و”تزييت” عجلات “الماكينات”

كتب أسامة القادري في نداء الوطن:

لم تنعكس حالة الطقس الجبلي البارد والعاصف في البقاع على حرارة الطقس الانتخابي المرتفعة في الآونة الآخيرة بعد توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للإقتراع في الخامس عشر من شهر أيار المقبل، لتتسع رقعة مروحة الترشيحات على كافة المقاعد الانتخابية في دائرة زحلة والبقاع الأوسط.

فالمشهد سرعان ما تبدل وعادت الحياة الى شرايين المكاتب لكافة القوى الحزبية والسياسية، فلم يعد الأمر مقتصراً فقط على حزبي “القوات” و”حزب الله” اللذين كانا سباقين لتحويل مكاتبهم ومراكزهم الحزبية الى حركة مكوكية قبل شهر تقريباً واللذين انتهيا من كل ما يلزم لتجهيز الماكينات الانتخابية لوجستياً، ولوائح ناخبين حتى بدأ البعض بتحديد الأسماء وتوزيع الأدوار وتكليف مندوبين للتواصل بشكل دوري مع الناخبين قطعاً للطريق أمام أي إحتمال في تبدل أو تغيير في المزاج الانتخابي للناخبين المفترض أنهم مقربين.

وأشارت مصادر مقربة من حزب الله ل”نداء الوطن” أن قيادة البقاع انتهت كلياً من كافة التحضيرات، حيث انتهت من تحديد الأدوار وفقاً لرزنامة ثلاثية الدوائر، الدائرة الرئيسية تنطلق من المحازبين الملتزمين، أما الدائرة الثانية من المناصرين والثالثة من البيئة الحاضنة “للمقاومة”، يشكل المحازبون المحصلة الرئيسية لتوزيع الأدوار والترابط مع الدائرة الثانية وعبرها الثالثة.

الا ان هذه السرعة في انجاز الماكينة لم ينسحب على رسم التحالفات والانتهاء من تحديد الأسماء، وقال المصدر أن “حتى اللحظة لم يحسم موضوع التحالف مع التيار الوطني الحر، “حركة أمل” تصرّ وتضغط لعدم التحالف مع البرتقالي، هذا يضع الحزب في حرج مع حليفيه الخصيمن”، وتابع “أن قيادة الحزب بانتظار حسم خيار الوزير السابق نقولا فتوش في خوض الانتخابات من عدمه، وكذلك تحديد الحزب القومي السوري مرشحه في الاوسط ليبنى على الشيء مقتضاه في تحديد الأسماء”.

لا يخفي المصدر أن النتائج الإحصائية التقديرية للواقع الشعبي المؤيد للمقاومة “تراجع” وبالتالي تراجعت القوة التجييرية، “هذا ما يرتب مزيد من الجهد والعمل لأن يستطيع الحزب حصد ذات الرقم الذي حصده في الانتخابات السابقة، وقال “الحزب يراهن حالياً على ضعف المرشحين الى المقعد الشيعي، بعد عزوف رجل الأعمال نزار دلول عن الترشح”، لأن بإعتبار الحزب أن نجل الوزير السابق محسن دلول هو المرشح الشيعي الأقوى والقادر على حصد أصوات وكسر” البلوك” الثنائي، من خلال غرفه من معخزن والده التاريخي كأحد أبرز الشخصيات الشيعية البقاعية التي تركت أثرا وحضورا لم يستطع ملأه أي من النواب الذين تناوبوا على المقعد الشيعي في الأوسط منذ 2005 حتى اليوم”.

إلا أن هذا الواقع يبقى مرهوناً لمدى خلق منافسة فعلية على هذا المقعد الشيعي، حيث تتخبط قوى المعارضة ” 17 تشرين” في ايجاد شخصية شيعية قادرة على ثقب جدار الفصل بين الشارع الشيعي والحراك الديمقراطي، بعد مصادرة الصوت الاعتراضي من خلال تحالف ثنائي بين حزب الله وحركة أمل أرهق لبنان وفرض محاصصات البلد بغنى عنها.

الا أن هذا الواقع الانتخابي طرأ عليه وضع مستجد في رفع نسبة الحراك لدى مرشَّحَين عن المقعد الشيعي ومستقلَّين عن الثنائي، يعوّل كل منهم على حيثيته العائلية والضيعوية، فراس أبو حمدان ابن بلدة حزرتا البقاعية ولما لعائلته حضور في العديد من القرى والمناطق البقاعية ومتعطشة لأن تتمثل في المجلس النيابي، فانطلق بجولاته الانتخابية واستمزاج الأراء الشعبية حول ترشحه، وبدأ العمل على تشكيل ماكينته الانتخابية لتكون أحد عناصر قوته لفتح ابواب التحالف الانتخابي مع قوى سياسية بإستثناء حزب الله.

كذلك هو الحال مع المرشح المستقل على ذات المقعد علي سويدان الذي أطلق لقاءاته الانتخابية الى القرى والبلدات البقاعية ذات الغالبية الشيعية معولاً على خدماته وعلاقاته الشخصية.

فيما القوات اللبنانية انهت لمساتها على الماكينة الانتخابية وحددت خيارها بخوض الانتخابات منفردة بلائحة من سبعة أسماء على كافة المقاعد بمعزل عن أي فريق مما يجعلها أكثر أريحية عن باقي القوى السياسية. وبحسب المعلومات أن القوات حسمت خيارها بإعادة ترشيح النائب جورج عقيص عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، لكونه من الذين سجلوا نجاحاً  في أدائهم التشريعي وحتى الخدماتي، وكذلك في المواقف السياسية.

فيما لازالت التجاذبات قائمة في تحديد أسماء المرشحين عن المقعد الشيعي والمقعد السني.

أما في البقاع الأوسط أي في تعنايل حيث منسقية تيار المستقبل، شهدت بعد توقيع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة الهيئات الناخبة حركة مكوكية لمنسقي القرى والبلدات، ومنسقي القطاعات والنقابات والعمل على تحضير الماكينة الانتخابية وداتا المعلومات عن الناخبين بين منتسبين ومؤدين.

وتشير المعطيات أن التيار “الازرق” بصدد خوض المعركة بمعزل عن أي تحالف سياسي مع أي قوى حزبية، انما التحالف مع مرشحين مستقلين، وقال مصدر مستقبلي لـ”نداء الوطن” أنه “بحال لمسنا أي تعاطي فوقي ومحاولة فرض شروط من قبل أي مرشح فإن التيار ذاهب بإتجاه خوض المعركة منفرداً”، غامزاً من قناة أن أي حليف في اللائحة مرجح فوزه لذلك شرطنا أن ينضم الى لائحة المستقبل لن نعطي أحداً اي حاصل مجاني، كما حصل في دورة 2018، وأشار المصدر أن حتى اللحظة المرشح السني للتيار هو النائب عاصم عراجي، وجميع الأسماء المتداولة صديقة ومرحب بها واي اختيار يحسمه الرئيس الحريري. ومن هذه الأسماء الدكتور رضا الميس والدكتور بلال الحشيمي، والدكتور سليمان معدراني.

ويوضح المصدر أن النائب سيزار المعلوف ربما اقترب من حسم خياره في التحالف مع تيار المستقبل كمرشح عن المقعد الأرثوذكسي، فيما لا زالت باقي المقاعد تشهد مدا وجزرا الى حين وصول الرئيس الحريري الى لبنان في الأيام القليلة المقبلة.

أما مكاتب الكتلة الشعبية بدأت فيها الحركة لمناصري الكتلة تحضيراً لاستكمال الماكينة الانتخابية، والتي تعد ماكينة سكاف من اقدم وأكثر الماكينات تواصلاً ومثابرة.

كذلك هي الحال بالنسبة لمكاتب النائب ميشال ضاهر في الفرزل، حيث لم تتوقف منذ انتخابات 2018، بل تحولت الى خلية نحل تتوزع بين الجمعية والعمل الانساني، وبين الماكينة الانتخابية التي عادت الى تحضير الاسماء والملفات والتواصل مع الناخبين والمفاتيح الانتخابية في القرى البقاعية.

فيما المشهد في ماكتب النائب السابق نقولا فتوش لا يبدو فيها الوضع أن “الدكتور الوزير” ذاهب الى الانتخابات، لكونها لازالت مقفلة بعد تضعضع كامل أعضاء الماكينة وتحول المفاتيح الانتخابية الى الجهة التي تدفع أكثر.

أما قوى المعارضة “17 تشرين” رغم اتساع صداها في الواحة البقاعية، لا يبدو أنها استكملت انجازات حسم التحالفات بعد، لتبني عليها اطلاق ماكينتها وتجهيزها، وتشير معلومات أن أبرز قوة اعتراضية في زحلة هي “زحلة تنتفض”، تعمل جاهدة لكسر الجليد بين قوى المعارضة بهدف الذهاب بلائحة موحدة، وقال” جرى التواصل مع باقي المجموعات في قرى البقاع الاوسط والشرقي، وتم الاتفاق على تشكيل لائحة موحدة، بحال فشلت مساعي التوافق والتحالف مع رئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف، وقال: “حتى اللحظة هناك اجماع ثوري على اسمين عيد عازار عن المقعد الارثوذكسي ويمنى الجميل عن المقعد الماروني رغم انها لم تحسم بعد ترشحها في زحلة”، وأكد أن لدى المعارضة إشكالية في إيجاد شخصية شيعية قادرة على ضخ اللائحة بأصوات شيعية.