IMLebanon

رجل العام 2021 العربي

كتب فاروق يوسف في “العرب اللندنية”:

يحق لطارق البيطار أن يكون رجل العام، لا لأنه قام بواجبه بنزاهة وحسب بل وأيضا لأنه أعاد إلى شعبه اعتباره، ما فعله هو الأهم، ما سيفعله لن يكون مهما، لذلك فقد رشحه الكثيرون لكي يكون رجل عام 2021 العربي.

ليس الرجل سياسيا وهو ما يعني أن مقالتي لا تُنشر في المكان الخطأ.

لو كان سياسيا لما فعل ما فعله ولما استحق أن يحتل ذلك المكان المميز في ذاكرة سنة كانت هي الأسوأ بالنسبة إلى اللبنانيين.

وإذا أردنا الحق فإن بيطار لم يجترح معجزة. كل ما فعله أنه قام بعمله الذي يفرض على صاحبه النزاهة. فالرجل قاض والقاضي إن لم يحكم بالعدل يتخلى عن الشرط الأساس لمهنته.

من خلال نزاهته وهب بيطار أبناء وطنه شيئا من الأمل. لا يزال هناك شيء ما حيا في لبنان الذي لا يزال قادرا على استئناف حياته من لحظة الحقيقة.

ليختلف السياسيون في ما بينهم ولكن لبنان ينبغي أن لا يكون حطبا لنار خلافاتهم.

لم يُصنف بيطار طائفيا. فهو في عمله لا يمثل طائفة بل هو لا يمثل اللبنانيين. إنه يمثل روح العدالة التي قرر أن يكون مخلصا ووفيا لها، فكان من الصعب عليه باعتباره لبنانيا أن يضع معلوماته الشخصية في قنينة ويلقيها في البحر ولكنه فعلها.

نبش ونقب وحفر وبحث وفكك وحذف وفسر ولصق وتأمل وفكر وأعاد بناء الوقائع ودرس شخصياتها إلى أن وصل إلى النتيجة الصادمة التي تكمن صدمتها في إعلانها. لو لم تُعلن لما كانت صادمة.

هل كان الرجل شجاعا إلى درجة تقوده فيها بطولته إلى الانتحار؟

الرئيس الفرنسي ماكرون بكل ما عُرف عنه من دقة في قول الحقيقة لم يجرؤ على تسمية الفاعل حرصا منه كما يُقال على عدم تفجير اللغم اللبناني.

تلك حجة سياسية لا يفهم بيطار منها شيئا وهي تتعارض مع نزاهته. ومن سوء حظ السياسيين أن الرجل خُلق نزيها ولم تكن النتائج التي توصل لها تمثل انتقام فريق سياسي من فريق سياسي آخر. بدليل أن أحدا لم يكذبه ولم يقل إن تلك النتائج تعتمد على وقائع زائفة أو على مواقف منحازة.

لم يُصنف بيطار طائفيا. فهو في عمله لا يمثل طائفة بل هو لا يمثل اللبنانيين. إنه يمثل روح العدالة التي قرر أن يكون مخلصا ووفيا لها.

لا يعقل أن يكون وحيد زمانه وإلا فإنه لن يصر على الوقوف وحيدا، بل لن يقوى على القيام بذلك.

يستحق طارق بيطار أن يكون رجل العام لا لأنه قام بواجبه بنزاهة وحسب بل وأيضا لأنه أعاد إلى شعبه اعتباره.

هناك لبنانيون يقاومون القبح والفساد واللصوصية والخيانة والرثاثة والاستقواء بالسلاح. كان بيطار واحدا من هؤلاء.