IMLebanon

ألفرد رياشي : قد نشهد نسفاً للانتخابات أو تأجيلها إلى وقت لاحق

رأى الأمين العام للمؤتمر الدائم للفيدرالية د.الفرد رياشي، أن تعليق الرئيس سعد الحريري للعمل السياسي والنيابي، وبغض النظر عما اذا كان تعليقا مؤقتا أم طويل الأمد، هو بحد ذاته انتحار سياسي، وذلك لأن الفوضى السياسية ستعم الساحة السنية في غياب البديل عنه، وذلك على غرار الفوضى التي عصفت بالطائفة قبل اتفاق الطائف ووصول الرئيس رفيق الحريري الى سدة الزعامة السنية في لبنان، معربا بالتالي عن اعتقاده ان أحدا لن يتمكن من تعبئة هذا الفراغ، لاسيما ان الشارع السني غير مهيأ لتطويب زعيم جديد يستحوذ على العطف الذي احتضن الرئيس سعد الحريري على اثر استشهاد والده.

ولفت رياشي في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن الطائفة السنية الكريمة بعد تعليق الحريري لنشاطه السياسي، لن تكون كما قبله، اذ من الممكن للتطرف على سبيل المثال، ان يتنامى في عدد من المناطق ذات الأغلبية السنية، لاسيما في طرابلس وجوارها، خصوصا اذا ما توافر له الدعم من أطراف محلية وجهات خارجية، ناهيك عن أن مصلحة إيران تقضي بتعزيز التطرف في الشارع السني، لكي تتقدم من المجتمع الدولي بمشروعية هيمنتها على الدولة اللبنانية من خلال فصيلها المسلح حزب الله، مضيفا ان المجتمع السني كما غيره من المجتمعات اللبنانية، يرفض جنوح شارعه باتجاه التطرف، حتى وان كان لديه حس الانتماء الكامل لطائفته.

وردا على سؤال، أشار رياشي الى انه بعد انكفاء الرئيس الحريري أكان مؤقتا أم دائما، تبقى الساحة اللبنانية بانتظار انكفاء رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الساحة السياسية، والذي لم يعد انكفاؤه ببعيد، على ان يسدل بعده لبنان الستار على فصل الطائف، والذهاب بالتالي الى نظام جديد، علما ان حزب الله أكثر المتمسكين بالنظام الحالي للبنان، لما يقدم له من إمكانيات جسام للإمساك بمفارق السلطة وأهمها التنفيذية والتشريعية، وللسيطرة بالتالي على كامل المكونات الطائفية، وعلى المقدرات اللبنانية.

ولفت استطرادا الى أن حزب الله قد يقطف تكتيكيا «ثمار» تعليق الحريري لنشاطه السياسي والنيابي، وذلك على المستوى الانتخابي والنفوذ في الداخل اللبناني، لكنه على المستوى الاستراتيجي، قد يكون خاسرا محوريا نظرا لحاجته الى غطاء من زعيم سني معتدل، لا يكن له لا العداء ولا التودد، ويستطيع في الوقت عينه محاورته غب الطلب وعند الاقتضاء.

وعما اذا كانت الانتخابات النيابية ستتأثر سلبا بقرار الرئيس الحريري، أكد رياشي انه وبالرغم من الإصرار الدولي على انجاز الاستحقاق الانتخابي، الا أن إمكانية حصول الانتخابات قد تتضاءل مع غياب الحريرية السياسية عنها، خصوصا أن مفاعيل الضغوطات الدولية لإنجاز الانتخابات محدودة، لأن الطرف الإيراني الأقوى على الساحة اللبنانية غير مستفيد منها، ومن هنا الاعتبار ان الانتخابات النيابية غير مؤكدة، وقد نشهد إما نسفها بالكامل وإما تأجيلها الى وقت لاحق.