IMLebanon

“عزوف” الأزرق يخربط الحسابات

كتب أسامة القادري في نداء الوطن:

سقط قرار الرئيس الحريري بتعليق عمله وعمل تيار المستقبل السياسي وعدم خوض الانتخابات باسم التيار على البقاعيين مؤيدين وقوى سياسية على اختلافها كالصاعقة. دويه كان كبيراً على القاعدة الشعبية، فبدت مصدومة ومربكة لا تعرف كيف يمكن أن تلملم شارعها خاصة في الوسط السني، والذي يعاني أساساً من تمدد مجموعات حزبية موالية لـ»حزب الله» تحت مسمّى «سرايا المقاومة» في القرى ذات الغالبية السنية، مستغلة تراجع التيار وترهله وتوقف مؤسساته الاجتماعية والخدماتية في احلك الظروف الاقتصادية وأكثرها ضراوة على مواطن لم يعد عنده حيلة للصمود في وجه الأنواء.

هذا ما فتح الحديث والدعوات في الشارع السني الى ضرورة ملء الفراغ خوفاً من أن تملأه حركات وأحزاب مدعومة من «حزب الله»، او حتى مجموعات اسلامية متشددة تهدف الى الانقضاض على الشارع السني واستمالته بعد احساسه بـ»اليتم» على حد تعبير إحدى الفاعليات البقاعية التي قالت «إن حزب الله بدأ بعد عملية بيعه المازوت الإيراني بمليوني ليرة عن كل برميل واحد بتوفير مليون ومئتي ألف ليرة، وبالتالي حوّل الداتا والمعلومات التي دوّنها لديه عن كل شخص يقبل بالمازوت الإيراني الى مسؤولي المناطق المختصين في التواصل والاتصال بهدف تجنيد هؤلاء الاشخاص ليصبحوا تابعين للسرايا».

وبدأ المتابعون والفاعليات في القرى البقاعية السؤال عن دور رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري وحركة سوا التي يدعمها، في التحرك وقطع الطريق أمام المستثمرين في غياب المستقبل؟ وأن لا تُترك الناس لقدرها ويصبح مصيرها تحت مقصلة حلفاء «حزب الله». وحذرت هذه الفاعليات من أن تقع الخلافات بين من هم محسوبون على بهاء الحريري وبين محازبي وقياديي تيار المستقبل في البقاع، «لأن قرانا يتغلغل فيها ازلام «حزب الله»، بين المازوت ورخص السلاح والدعم في المحاكم المدنية والعسكرية».

وفي السياق نفسه دعت منسقيتا تيار المستقبل في البقاعين الأوسط والغربي المحازبين ومنسقي القرى والبلدات ومسؤولي المكتب السياسي للإجتماع بأقرب وقت ممكن للعودة الى القواعد المنتسبة الى التيار لرسم خطة عمل حزبية وتعبئة سياسية لتأطير الدم الجديد في التيار، وبحسب أحد قياديي التيار أن المرحلة المقبلة بالنسبة لنا هي مرحلة عملانية لترتيب البيت الداخلي والتفرغ للعمل الحزبي البحت، فبعد النقد الذاتي الذي قدمه الرئيس الحريري لكل المرحلة التي مر بها منذ 2005 حتى اليوم بكافة المحطات، وضع التيار والقيادة والمحازبين أمام مسؤولية واضحة هي القراءة الدقيقة والواقعية من خلال ورشة عمل توعوية تبدأ من الاسبوع المقبل في كافة المناطق والمنسقيات.

وفي المقلب الآخر خلطت كافة الاوراق الانتخابية بعدما عزف عضو كتلة المستقبل النيابية النائب محمد القرعاوي والنائب سيزار المعلوف عن الترشح الى الانتخابات النيابية المقبلة.

فالقرعاوي أكد لـ «نداء الوطن» أنه يلتزم قرار الرئيس الحريري بعدم خوض الانتخابات وأنه لن يترشح عن أحد المقعدين السنيين في البقاع الغربي وراشيا، وذلك احساساً منه بالمسؤولية لما آلت إليه الأمور.

فيما المعلوف يعتبر أن عزوف تيار المستقبل عن الترشح لهذه الانتخابات، ولما يمثله هو عزوف مكون وطني اساسي في التركيبة اللبنانية، وبالتالي تكون الانتخابات ناقصة ولهذا السبب اعلن عزوفه عن الترشح عن المقعد الارثوذكسي في دائرة زحلة.

ارتدادات اعلان تعليق العمل السياسي لـ»المستقبل» اربك قوى السلطة في البقاع الغربي وأحدث فيها تشظياً طال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي المصرّ على خوض الانتخابات كمستقل وحليف لحركة أمل، هذا ما قد يزعزع العلاقة بين الوزير السابق حسن مراد المرشح عن أحد المقعدين السنيين وبين حركة أمل على خلفية أن الاول يبني استراتيجيته على التحالف مع التيار الوطني الحر، فيما ما زالت أمل تضع فيتو على هذا التحالف.

وأمام هذا الوضع أشارت مصادر مقربة من الحزب التقدمي الاشتراكي الى أن «الحزب حالياً بعد انسحاب المستقبل وضع أمام ضرورة التعامل مع شخصيات سنية موزونة تشبهنا وتشبه التيار في السياسة وموقفها من «حزب الله» وسلاحه لنبني معها تحالفاً اضافة الى التحالف مع حزب القوات». فيما تنفست قوى التغيير والمجتمع المدني الصعداء مع خروج أحد أبرز الاخصام لها معوّلة على استمالة جمهور المستقبل من خلال تشكيل لائحة مكتملة تضم مجتمعاً مدنياً وتغييريين مدعومة من حركة سوا للبنان.