IMLebanon

طرح العرب يُلاقي طرح بكركي

كتب د. رودريك نوفل في “اللواء”: 

حمل وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح معه إلى بيروت مبادرة عربية دولية مؤلفة من عشرة بنود، طلب الحصول على أجوبة عنها خلال مهلة لا تتجاوز تاريخ التاسع والعشرين من الشهر الحالي.

وصل الوزير الكويتي السبت وإجتمع بكل من ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي وعبدالله بو حبيب كونه وزير الخارجية، وأبلغهم أن دولة الكويت «تريد مساعدة لبنان ولكن عليكم ان تساعدوننا بمساعدة أنفسكم»، وقال أنها «فرصة سانحة عليكم التعاطي معها بجدية»، وحرص الوزير الكويتي على التأكيد انها مبادرة خليجية وعربية ودولية تحظى بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا، كما قال أنه يحضر الى لبنان، على وجه السرعة، بصفته «موفداً خليجياً وعربياً ودولياً» ويجب التعامل مع مبادرته «على هذا الأساس». وأعطى مهلة للحكومة اللبنانية لتقديم جواب خطي على المبادرة في مهلة أقصاها التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وهو التاريخ الذي تستضيف فيه دولة الكويت الاجتماع التشاوري لمجلس وزراء الخارجية العرب بصفتها رئيسة الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي.

على عبدالله بوحبيب المدعو الى الاجتماع أن يحمل أجوبة الحكومة اللبنانية بغية عرضها على الاجتماع. الجدير بالذكر أن لبنان سيتسلم رئاسة المجلس الوزاري العربي في دورته المقبلة. واللافت للإنتباه في كلام الوزير الكويتي امام القيادات الرسمية اللبنانية، كما ذكّر بموقفٍ شريفٍ لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور سليم الحص الذي أدان الاحتلال العراقي للكويت في العام ١٩٩٠، وأنّه كان اول موقف لبناني وعربي ودولي يدين الهجوم.

المبادرة الخليجية والعربية والدولية تتألف من عشرة بنود، والهدف منها «إعادة الثقة بين لبنان ودول الخليج»، وترتكز على القرارات الدولية (ولا سيما القرار ١٥٥٩) وقرارات جامعة الدول العربية واتفاق الطائف، والمقصود «هو مساعدة لبنان واعادة الامور الى طبيعتها» بحسب الموفد الكويتي.

البنود العشرة للمبادرة هي:

١- قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات شاملة.

٢- الالتزام بتنفيذ إتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.

٣- شمول الإصلاحات جميع القطاعات ولا سيما الطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود.

٤- العمل مع لبنان لضمان تنفيذ هذه الإجراءات.

٥- أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي (١٥٥٩) و(١٦٨٠) و(١٧٠١) والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة.

٦- ضمان ألا يكون لبنان منطلقاً لأي اعمال إرهابية تزعزع إستقرار وأمن المنطقة، ومصدرا لتجارة وترويج المخدرات.

٧- التأكيد على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان.

٨- إنشاء آلية مساعدات في إطار يضمن الشفافية التامة ويظهر العزم على إيجاد الآليات المناسبة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني.

٩- ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية.

١٠- وقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية وتحديداً الخليجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس.

هذه المبادرة هي إنتصار لمبادرة البطريرك الراعي الذي بدأ بالدعوة للحياد في تمّوز ٢٠٢٠ وبعدها يوم إجتمع حوله اللبنانيون من كلّ حدب وصَوب في ٢٧ شباط ٢٠٢١ يوم أطلق مطالبته بمؤتمر دولي لأجل لبنان و«لاءات» ١٧ أزعجت محوَر الممانعة وهذه الـ«لاءات» السياديّة الوطنيّة النافرة كتبها العرب بمفرداتٍ منمّقة وبدعم أوروبي أميركي واختاروا الدبلوماسيّة حتى في الشكل بإرسالها مع الوزير الكويتي وليس السعودي أو الإماراتي كي لا تشكّل إحراجاً لـ«السياديين» في الداخل وبلهجة مبطّنة كي يتلقفها محور الممانعة بسلاسة.

ويمكن تلخيص الجواب اللبناني بالآتي:

١- لبنان يرحّب بأي تحرك هدفه اعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج.

٢- حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الدول العربية وخصوصاً الخليجية.

٣- حسن العلاقات بين لبنان والكويت.

٤- مع إتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية وكل القرارات العربية ذات الصلة.

٥- هذه الورقة ستُدرس بنداً بنداً، وستكون موضع تشاور لأخذ لبنان الموقف المناسب منها.

وتظهر العرقلة في تحفّظ على البند الخامس تنفيذ القرار ١٥٥٩ الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات، الأمر الذي لا يناسب حزب الله الذي يسيطر على مكامن البلد.

موضوع هذه المبادرة سيكون جدالي بإمتياز في الأيام المقبلة إذ إن البلد ليس بخير ولا يستطيع رفض هكذا مبادرة بنفس الوقت لبنان الرسمي «محشور» والسلطة ساقطة لا محال، وقد تكون الموافقة على أن يتم بحث المبادرة بنداً بنداً مدخلاً لكسب الوقت والمماطلة لإدراك الإنتخابات وهذه الألاعيب هي الشيء الوحيد الذي تجيده السلطة.

«أنا هنا لانتشال لبنان»

استخدم هذه العبارة وزير خارجية الكويت بصفته موفداً عربياً وخليجياً ودولياً. تصريح لم يُعلن عن عبث، فالعالم الحر والعرب والخليج يرمي حبلاً لإنتشالنا من القعر وعلينا التقاطه، وهي فرصتنا الأخيرة ليعود للبنان دوره بأن يكون بلداً جامعاً مركزه وعاصمته بيروت عاصمة الادباء والعلماء والاطباء والمثقفين في العالم العربي، وأن يعود دور بيروت عاصمة الدول العربية لتكون جامعة ومستشفى ومصرف الشرق وبلد التلاقي والتسامح والأديان ومهد الحضارات.