IMLebanon

انتخابات رابطة الثانوي نحو تأجيل جديد؟

كتبت فاتن الحاج في الأخبار:

للأسبوع الثالث، سيسعف الطقس العاصف أحزاب السلطة في الهروب مجدداً من «طقس التوافق» العاصف بينها على التمثيل والرئاسة في انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي. إذ سيكون تأجيل انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة للرابطة، المقررة الأحد المقبل، خياراً وارداً، بما أن الأحزاب هي صاحبة القرار في الهيئة الحالية.

وفي المعلومات أن القوى التي تسعى إلى «تركيب» لائحة ائتلافية، وهي حزب الله، تيار المستقبل، حركة أمل والحزب الاشتراكي، لم تجتمع بعد التأجيل الثاني تذرعاً بالطقس الذي «برّد» الأجواء التفاوضية. فيما قرر التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية الخروج من المشهد الانتخابي. إذ أعلنت مصلحة المعلمين في القوات، في بيان، أنها لن تدعم أياً من اللوائح المتنافسة ولم ترشح أياً من أعضائها على أي لائحة، تاركة الحرية لمندوبيها المحازبين «بانتخاب من يرونه أهلاً لتمثيلهم وتحقيق تطلعاتهم المهنية واستعادة الحقوق في انتخابات الرابطة». كما أن هناك توجهاً لدى التيار الوطني الحر بعدم دعم أي من اللائحتين المتنافستين للمعارضة النقابية، «لائحة قوى التغيير النقابية ـ الثانوي ينتفض» ولائحة «مستقلون»، لأنه «غير مقتنع باستقلالية اللوائح وتركيبتها التي لم تبن لاعتبارات نقابية تغييرية كما يدعي عرابوها إنما هي لوائح متناقضة لتصفية حسابات سياسية مع الأحزاب» وفق مصادر في التيار.

أما في ما يتعلق بالموقف من لائحة الأحزاب، فالتيار «باق على موقفه المبدئي بعدم الانضمام إلى اللائحة، استناداً إلى أن التجربة السابقة لم تكن مشجعة لجهة التعاطي معنا، وتغليب البعد السياسي في القرارات النقابية».

على المقلب الآخر، فشلت المعارضة النقابية التي كانت، عشية التأجيل الأول للانتخابات، قاب قوسين من تشكيل لائحة موحّدة لمواجهة أحزاب السلطة. إذ أعلن أحد مكوناتها، لقاء النقابيين الثانويين، الانسحاب من المفاوضات بعد أكثر من أسبوعين على انطلاقتها، احتجاجاً على «المنطق الاستئثاري والجهوي» لأحزاب المعارضة، لا سيما الحزب الشيوعي، في تركيب اللائحة. وولدت لائحة «مستقلون» بعد ساعات قليلة على إعلان لائحة «قوى التغيير النقابية – الثانوي ينتفض» التي تضم التيار النقابي المستقل، لجان الأقضية، مهنيو ومهنيات تربية، مجموعة الأستاذ المستقل في الشوف، مجموعة تربويي عكار، مجموعة المستقلين في البقاع الغربي، الحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية.

في جعبة عرابي لائحة «الثانوي ينتفض» ما يقولونه عن المفاوضات «العسيرة» التي دارت في الأسابيع الماضية، بدءاً من الاتفاق على بيان إطلاق جبهة قوى التغيير النقابية وحتى إعلان اللوائح. يروي هؤلاء كيف أن «لقاء النقابيين الثانويين اعترض على البرنامج الذي وضعته لجنة الصياغة وطالب بنسفه ورفض أن يضع ملاحظات عليه، قبل أن تتعرض المجموعات المكونة لقوى التغيير النقابية للاعتداء وإطلاق التصنيفات، والقول إنها مفبركة ومفرخة من التيار النقابي المستقل».

وتجنباً لضياع فرصة قيام جبهة المعارضة، أشار العرابون إلى أن «التفاوض انتقل إلى مستوى آخر له علاقة بتأليف اللائحة لجهة وضع معايير ومنها تمثيل المحافظات الثماني، ومراعاة التركيبة الديموغرافية لكل محافظة، فأتى الرفض من لقاء النقابيين الثانويين باعتبار أنه يمكن أن يكون هناك 4 أو 5 نقابيين مستقلين متميزين في محافظة واحدة، ما أثار استغراب بقية المكونات، لكونه يشكل إهانة للأساتذة المندوبين الذين خاضوا معارك طاحنة في ثانوياتهم ضد أحزاب السلطة. فيما وصف اللقاء التمثيل الديموغرافي بالمذهبية والطائفية، كما خرق مبدأ عدم التواصل والتفاوض والتحالف مع أحزاب السلطة عندما أراد تزكية أستاذ ترشح على لائحة السلطة عام 2014 ضد لائحة المستقلين ويترشح في ثانويته بالتحالف مع تيار المستقبل». ومن أسباب فشل التفاوض أيضاً أن اللقاء، بحسب العرابين، يريد أن يتمثل بـ 5 أو 6 أعضاء في الهيئة الإدارية، في حين أن عدد مندوبيه لا يتجاوز العشرة. ورغم ذلك، أفسحت لائحة قوى التغيير النقابية للقاء النقابيين الثانويين 48 ساعة من لحظة انسحابه من المفاوضات وحتى إعلان اللائحة.

إلا أن عضو لقاء النقابيين الثانويين حسن مظلوم تحدث عن «عقلية فوقية سادت المفاوضات وسلوك استئثاري للحزب الشيوعي الذي تمسك بـ 12 مقعداً وتركنا نتطاحن على المقاعد الستة الباقية، وهو سلوك لا يختلف عن سلوك أحزاب السلطة، إذ جرى تغليب المحاصصة الطائفية والتمثيل المناطقي على الاعتبار النقابي وتمثيل المستقلين الحقيقيين»، مشيراً إلى أن «الأحزاب الراعية للائحة لا يجب أن تتمثل بأكثر من تمثيل رمزي». ونفى مظلوم أن يكون متمسكاً برئاسة الرابطة، قائلاً: «لنسترجع الرابطة أولاً ومن ثم نحكي عن رئاستها». وعن اتهام لائحة «مستقلون» بأنها تضم حزبيين محسوبين على حركة أمل وحزب القوات والتيار الوطني الحر، أكد مظلوم أن «الجميع مستقلون وخارجون عن وصاية الأحزاب»، سائلاً: «كيف يمكن لأحزاب السلطة أن تدعم لائحة مستقلين وهي ستكون لائحتها الخاصة؟».

المفارقة أن مظلوم عرض مبادرة جديدة للائحة «مستقلون» تتمثل بوضع كل من أعضاء اللائحة الـ14 و أعضاء لائحة «الثانوي ينتفض» الـ 18 «استقالاتهم على طاولة المفاوضات من جديد، ومشاركة المرشحين فقط في الحوار، في محاولة أخيرة لإعادة تشكيل لائحة موحدة للمعارضة، على أساس الندية والمشاركة والبرنامج النقابي، لمجابهة أحزاب السلطة وقلب الطاولة عليها».

المبادرة لم تلق استحساناً في صفوف «لائحة قوى التغيير النقابية». وقال القيادي في التيار النقابي المستقل، جورج سعادة، إن «الأساتذة ليسوا حجارة شطرنج، وهناك أصول للتعاطي معهم، إذ لا يمكن بعد إعلان اللوائح العودة إلى الوراء، فهناك كرامات للناس، والوحدة قصفت عندما انسحب لقاء النقابيين الثانويين من المفاوضات، ونعت الأساتذة بأسوأ الأوصاف والاتهامات».

في هذه الأثناء، وقع عدد من الأساتذة المستقلين، ومنهم أعضاء «مستقلون»، عريضة لمناشدة لائحتي المعارضة بالتوحد ضمن لائحة واحدة «بعدما بتنا من دون طبابة وعرينا من كل مقومات الحماية الاجتماعية ولم يبق أحد ما بل إيدو فينا، بسبب تجريدنا من أدواتنا النقابية».