IMLebanon

بكركي تُصعّد… مخاوف على كل الإستحقاقات!

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

تمتاز عظات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومواقفه بأنها عالية النبرة وتحذّر ممّا يُحاك لضرب أسس الوطن.

لا تزال المخاوف تراود سيّد الصرح تجاه عمل بعض الأفرقاء على «تطيير» الإنتخابات النيابية ومن ثم الرئاسية، إذ إنه لا أمان مع هذه الطبقة السياسية التي تفعل كل ما بوسعها للإستمرار على الكراسي والإمساك بالسلطة.

تعلم بكركي جيداً أن هذه الطبقة الحاكمة لن تسلّم الحكم على طبق من فضّة، فالإنتخابات تقترب وهناك أزمة لدى كل فريق حاكم، من هنا يأتي إصرار البطريركية المارونية على إجراء الإنتخابات في موعدها واحترام المهل القانونية وعدم اختراع حجج واهية من أجل «تطييرها».

وتأتي نظرة بكركي إلى الإستحقاق النيابي من زاوية أوسع من بعض حسابات القوى السياسية، فهي مدخل إلزامي لإجراء الإنتخابات الرئاسية، فإذا طارت طار معها الإستحقاق الرئاسي ودخل لبنان مرحلة فراغ شبيهة بالتي عاشها البلد بعد إنتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان عام 2014، وتعطيل «حزب الله» و»التيار الوطني الحرّ» لجلسات الإنتخاب عبر إفقاد النصاب.

من جهة ثانية، فإن بكركي تنظر إلى هذه الإنتخابات من بوابة التغيير الشامل، وتعتبر أن القرار بيد الشعب، فإذا أراد أن ينتخب مَن أَفقره وجوّعه وأَدخله في لعبة المحاور وشرّع السلاح غير الشرعي وضرَب أُسس الدولة وقطَع علاقاتها مع كل الدول الخارجية، عندها فليتحمل كل ناخب مسؤولية قراره.

أمّا مِن وجهة نظر البطريركية المارونية، فإن هذه الإنتخابات مهمّة جداً وهي مدخل لمحاسبة كل فاسد وكل من أوصل الوضع إلى «الحضيض»، فهناك طبقة سياسية حكمت لبنان منذ ما بعد 1990، وأقدمت على تشريع الفساد وتقوية الدويلات على حساب الدولة، لذلك فإن من الواجب محاسبتها.

إذاً، ترى بكركي في هذه الإنتخابات مناسبة «لقبع المنظومة» التي تحاول «قبع» المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار، وتعلم جيداً أن القضية ليست متوقفة على انفجار المرفأ، بل إن السرقة والفساد والهدر وضرب مؤسسات الدولة وتشريع الميليشيات والإستقواء على الأجهزة الرسمية، أمور جعلت الدولة تنهار وأوصلت إلى انفجار المرفأ الذي دمّر العاصمة وحصد أرواح مئات المدنيين الأبرياء.

وأمام كل هذه الوقائع سيلجأ سيّد الصرح إلى تصعيد مواقفه وعظاته كي يستكمل مسيرة توعية الشعب، لأن الشعب اللبناني مغلوب على أمره وبحاجة إلى راعٍ ليدلّه على الطريق الصحيح، لكن لن تصل خطوات الراعي إلى حدّ التدخل في الإنتخابات النيابية وتفضيل اسم على آخر، بل يعتبر أن الناس عليها أن تعرف من تختار.

وتتخوّف بكركي من استعمال قضية عزوف الرئيس سعد الحريري عن الترشّح ومقاطعة تياره للإنتخابات من أجل ضرب الإستحقاق الإنتخابي واستعماله كشماعة للقول إن هذه الإنتخابات غير ميثاقية.

ستكثر الزيارات الإنتخابية إلى بكركي لأخذ البركة، وسيكرّر الراعي المواقف نفسها على مسامع كل المرشحين، وهي إلتزام الحياد والعمل لإنقاذ الوضع ودعم مشروع الدولة وعدم السماح لسيطرة السلاح غير الشرعي على الحياة السياسية، وبالتالي فإن الراعي قال كلمته ويبقى على الناس الإختيار في صناديق الإقتراع.