IMLebanon

الانتخابات “طايرة”؟!

جاء في “سكاي نيوز”:

تسود حالة مِن الترقّب في الأوساط اللبنانية عن مصير الانتخابات المقررة في أيار المقبل، خاصّةً بعد إعلان رئيس الوزراء الأسبق، سعد الحريري، انسحابه مِن الحياة السياسية، ورغم تأكيد رئيس البلاد، ميشال عون، أنّه لا عائق من إتمامها، إلا أنّ مُحلّلين اعتبروا أن تأجيلها وارد بقوة.

كان الحريري أعلن تعليق عمله بالحياة السياسية ودعوة كتلته في تيار المُستقبل لاتّخاذ الخطوة نفسها وعدم الترشّح للانتخابات النيابيّة أو عدم التقدّم بأي ترشيحات مِن تيار المستقبل أو باسم التيار.

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، قال إن هناك عاملًا جديدًا دخل على الخط السياسي وهو رجل الأعمال بهاء الحريري، وإذا استطاع خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة إقناع باقي الأطراف السياسية الموجودة على الساحة بأن يجمع أصوات المنتخبين السّنّة ستتم الانتخابات وإن لم يحدُث سيتم تأجيلها.

وأضاف عاكوم، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنّه “حسب اتفاق الطائف فإنّ هناك أمرًا يُسمّى ميثاقية؛ بمعنى أنّ كُلّ طائفةٍ لها حزب سياسي أساسي يُمثّلها يجب أن يكون موجودًا حتى يكون الكل موجودًا في أي قرارٍ أو انتخابات أو موضوع جماعي”.

وأشار إلى أنّ “قرار انسحاب سعد الحريري كان يعني تأجيل الانتخابات لكن دخول بهاء مع المدّ التركي في لبنان صارت الأمور تحتاج إلى إعادة نظر بانتظار ما سيقدر عليه خلال الفترة المقبلة”، لافتًا إلى أنه “لا يمتلك قاعدة شعبيّة وسيعتمد على الانتشار التركي، وهو رغم أنه كبير لكنه محدود خشية الإعلان عن التبعية التركية وخوفًا من خسارة قوى إقليمية أخرى لا تجمعها علاقات جيّدة مع أنقرة، وبالتالي سيتم تأجيل الانتخابات لفترة طويلة”.

وحول المُستفيدين، قال إن تأجيل الانتخابات يأتي في صالح حزب الله والرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لأنّه عندما تتأجّل الانتخابات ستظلّ نفس الكتل النيابية ونفس القرارات التشريعية وأيضًا ستتأجّل الانتخابات الرئاسية، فلا انتخابات رئاسيّة دون انعقاد البرلمانية إذ إنّ مَن ينتخب الرئيس الجديد هو المجلس النّيابي وليس الشّعب مُباشَرَة.

وعن إمكانيّة عدول الحريري عن قراره، قال إنّه “يتوقّف على تحالفات جديدة أو دعم إقليمي وعربي قوي كونه “علّق” العمل السياسي ولم يعتزل، إذًا كلّ شيء وارد”.

الأكاديمي المُتخصّص في الشؤون الدولية، سمير الكاشف، قال إنّ قرار الحريري بالانسحاب من الحياة السياسية كان مُفاجئًا وأربك الجميع في لبنان، وتأجيل الانتخابات وارد.

وأضاف الكاشف، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هناك مُحاولات سُنّيّة لإنقاذ الانتخابات وإتمامها خشية تداعيات ذلك على البلاد التي باتت على حافة الهاوية، وهو ما عبّر عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث أكّد أنّ لا دعوة إلى مقاطعة هذه الانتخابات.

وأشار إلى أنّ هناك دعمًا دوليًّا لإتمام الانتخابات إلى جانب دعم شعبي إذ إنّ أبرز مَطالب احتجاجات تشرين كانت حكومة مُستقلّة وإجراء انتخابات نيابية مبكّرة وتنفيذ الإصلاحات ومحاسبة الفاسدين.

مُغازلة السّنّة

وفي محاولةٍ لمغازلة الطائفة السّنّيّة في البلاد، أجرى الرئيس اللبناني زيارةً مفاجئةً لمقر دار الفتوى في بيروت للتأكيد على دورها في وحدة البلاد.

ومِن بيت السنة، قال عون إنه لا يرى سببًا لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرّر إجراؤها في أيار المقبل، بعد إعلان رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري مقاطعتها وانسحابه من الحياة السياسية.

وأوضح عون أنّه أكّد للمفتي، الشيخ عبد اللطيف دريان، “أهميّة الدور الذي تلعبه الطائفة السّنّيّة الكريمة في المحافظة على وحدة لبنان وتنوّعه السياسي، وعلى المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وأبنائه”.

وأضاف: “سمعنا أنّ هناك مُقاطعةً لدى الطائفة السنّيّة، وهذا ما لا نريده، ولا نريد أن تخرج مِن الحياة السياسية لعدم حصول أيّ اختلالٍ للتوازن، فمِن المُهمّ مُشاركة سائر المكونات بالحياة الوطنية والسياسية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وأبنائه.. نحن أنجزنا كُلّ التحضيرات حتى تتم الانتخابات في أوقاتها المعيّنة”.