IMLebanon

إضراب السائقين “أهلية بمحلية”

كتب جوني رمال في “نداء الوطن”:

لم يأت تحرك السائقين العموميين بشيء جديد، فقط قطع الطريق على الناس لأكثر من 5 ساعات، وما عدا ذلك لم تعر الحكومة تحركهم اي انتباه، لم تخصص لهم تنكة بنزين مدعوم كما يطالبون، ولم تدفع بالضمان الاجتماعي لرفع تعرفته، ظل التحرك ضمن الاطر الضيقة، «اهلية بمحلية». عند تقاطع النبطية كفررمان حبوش تجمعت الشاحنات والفانات والتاكسيات، وقطعت الطريق احتجاجاً على عدم تلبية الحكومة مطلبهم المحق. كانوا أكثر تصالحاً مع ازمتهم الراهنة، أدركوا ان قطاع النقل ماض نحو الافلاس، بعدما كان قطاع عز وإزدهار. قد يكون تحرك الاربعاء يتيماً، ولن ينسحب على الخميس والجمعة، وهذا ما يؤكده معظم السائقين الذين ركنوا آلياتهم جانباً وانتظروا بشارة خير ترشح من مجلس الوزراء المنعقد. ينفخ ابو علي سيجارته، يراقب ساعته جيداً، هي المرة الاولى التي يشارك فيها بالتحركات، لم يقتنع بها يوماً، لطالما كانت تحركات شكلية ظاهرها حقوقي وباطنها سياسي، الا أنه قرر كسر القاعدة، فخرج للمشاركة، علّ صوته يصل الى المسؤولين. جل ما يطالب به السائقون تنكة بنزين مدعوم، تؤهلهم للعودة الى العمل مجدداً، وتدفع بإتجاه خفض تعرفة النقل وقد باتت خارج امكانيات الناس.

لا يختلف اثنان على ان الازمة الراهنة قضت على قطاع النقل الذي وقع بين فكي كماشة، ارتفاع سعر تنكة البنزين وغلاء صيانة الآليات وبينهما ضاع السائق وبقي بلا عمل، فالراكب طار، ومعه طارت فرصة السائق بتأمين نقلة من النبطية الى صيدا، وأضيف اليها اضراب القطاع العام والجامعي، اذ كان القطاع يعتمد بنسبة كبيرة على طلاب الجامعات، ومع توقف الدراسة توقف حال القطاع. من أبرز مطالب السائقين، تعديل تعرفة الضمان الذي بات لا يغطي سوى 5 بالمئة فقط وباقي الفاتورة وفق سعر الصرف ما اوقع السائق في الفخ، يقول احمد إن أحد السائقين خضع لعملية قلب مفتوح بلغت كلفتها 90 مليون ليرة لم يغطّ الضمان سوى ٣ ملايين و»الباقي عملنا لمّة له لتأمين دفعها، هل هذا جزاء السائق ان يشحذ طبابته»؟

ينتظر السائقون الفرج وأن تنصفهم الحكومة، لأن لقمتهم مهددة ويتخوفون من ضياع القطاع في مهب الصراع الحكومي، وعلى حد قول السائق محمد «السائق اليوم يعيش القلة، لا نعمل، فلا ركاب ولا قدرة لنا على تأمين تنكة بنزين، فكيف سنواجه الوضع؟ ويبدو أن الحكومة مش فارقة معها». أما خليل فيؤكد انه اذا لم تنظر الحكومة بحالهم سيضطر كثر للتوقف عن العمل لان القطاع مشلول، «وعدونا بالاعفاء من معاينة الميكانيك ولكن ماذا فعلوا أعفوا الكل الا القطاع العام هل هي مؤامرة ضدنا لقطع رزقنا»؟ ولوح بتصعيد الخطوات.

آخر خرطوشة وجهها السائقون باتجاه الحكومة، علّها تتلقف الخطر القادم، ولكن على من يرمي السائق معاناته؟