IMLebanon

بهاء الحريري في بيروت قريبا

كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”: 

كل المؤشرات  تدل على ان الانتخابات النيابية المقبلة التي دخل لبنان في مدارها بشكل رسمي ستكون مختلفة عن الانتخابات السابقة لا سيما منذ العام 2005 وما تلاها، فعزوف الرئيس سعد الحريري وتياره عن المشاركة في هذه الانتخابات إضافة الى الظروف والخلافات  السياسية كلها عوامل أدت الى «خربطة» خارطة التحالفات واربكت المشهد الانتخابي خصوصا أن ثورة 17 تشرين الاول وما تلاها من احداث وازمات افرزت شخصيات ووجوهاً جديدة طموحة تهدف الى التغييّر لوصول لبنان الى شاطىء الامن والازدهار والاستقرار من جديد.

والمفاجأة السياسية كانت بدخول الابن البكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري بهاء الحريري على خط هذا الاستحقاق وهو اعلن بصراحة ووضوح  عزمه على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة كونها نقطة محورية في تاريخ لبنان، وهو بحسب ما اعلن في حديثه لصحيفة اليوم السعودية التي وصفته بالمرشح الاول للانتخابات النيابية بأن الشعب اللبناني لا يريد فقط قيادة جديدة غير ملوثة بالفساد المستشري بل هو يطالب بذلك. الشيخ بهاء الحريري وفي باكورة اطلالاته السياسية وجه نهاية الشهر الماضي رسالة مباشرة الى اللبنانيين اكد فيها العمل  لاستكمال مسيرة والده كاشفا عن انه سيكون قريبا في بيروت.

هذا الاعلان سبقه تعيين الحريري للسيد صافي كالو ممثلا سياسيا عنه في لبنان قبيل عودته المتوقعة  قريبا دون تحديد ما اذا كانت ستكون قبل الرابع عشر من شباط ذكرى استشهاد والده، ولكن اللافت انه فور تعيينه  كالو باشر الاخير  إجراء مروحة من الاتصالات والمشاورات مع شخصيات وقيادات بارزة لا تنتمي الى المنظومة السياسية الحالية كما تفيد المصادر القريبة من الحريري، وكانت باكورة لقاءات كالو الرسمية زيارة بكركي واجتماعه مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي  حيث كانت جولة افق أطلع البطريرك الماروني على برنامج الحريري الابن وقراره المشاركة في الانتخابات لا سيما ان كالو وحسب المعلومات اصبح على اطلاع مباشر على كافة المستجدات السياسية وهو يتابع كل ما يخص القاعدة الشعبية.

واللافت ايضا الزيارة التي قام بها ممثل الحريري السياسي امس  الى دار الفتوى حيث اجتمع مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ونقل اليه تحيات الشيخ بهاء الحريري وتطلعاته السياسية واهدافة المقبلة من خلال مشاركته في الحياة السياسية وبالانتخابات النيابية المقبلة في هذه المرحلة التي تشهد حالة من الشرذمة  لدى الطائفة السنية، كما أبلغ المفتي دريان ممثل الحريري وبحسب المعلومات تأكيده بأن دار الفتوى ستبقى صرحا جامعا للطائفة وللبنان وهي على مسافة واحدة من جميع أبنائها، مجددا دعوته الجميع للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقبل بإعتبار ان المكون السني هو من الركائز الاساسية للبلد.

وفي الموازاة  تسجل حركة «سوا للبنان» نشاطا انتخابيا بارزا في كل المناطق اللبنانية التي تنوي فيها خوض هذه المعركة، وذلك قبيل اعلانها رسميا عن اسماء مرشحيها ولوائحها،  وبحسب المعلومات فإن هناك جوجلة تجرى حاليا للاسماء التي يمكن ان يتم ترشيحها أو دعمها أو تبنيها من قبل الحركة على مساحة الوطن ككل، ويتم اختيار هذه الاسماء بعناية ودقة ضمن الشروط الذي ينادي بها الشيخ بهاء وأهمها نظافة الكف والكفاءة وان تكون لديها افكار تغييرية تصحيحية.

وحتى الان ترفض المصادر التأكيد او النفي عما اذا كان بهاء الحريري سيترشح شخصيا في مدينة صيدا كما تفيد بعض المعلومات، وهي تفضل انتظار الاعلان الرسمي لمرشحي حركة «سوا للبنان» الذي سيكون قريباً.

وتجدد المصادر التأكيد على اهمية ان تفرز الانتخابات المقبلة طبقة سياسية جديدة  تكون  مختلفة عن المنظومة السياسية الحاكمة والتي اوصلت البلد الى ما وصل اليه من ازمات خطيرة وغير مسبوقة اقتصاديا واجتماعيا، اضافة الى تدهور علاقات لبنان مع اشقائه العرب واصدقائه في العالم  بسبب سياساته العدائية لعدد من الدول، وتدعو المصادر المواطنين كافة الى الاقتراع بكثافة وتحديد خياراتهم من اجل احداث ثورة من خلال صناديق الانتخابات ومحاسبة المسؤولين  ان كان عن انفجار مرفأ بيروت او عن انهيار الدولة، وذلك من اجل ايصال شخصيات تغيّيرية جديدة الى الندوة البرلمانية، لمواجهة منظومة عقد الصفقات السياسية على حساب مصلحة البلد والناس.

وتختم المصادر بتجديدها التأكيد على ان تحالفاتها الانتخابية لن تشمل اي من الاحزاب او الشخصيات التي شاركت في السلطة خلال السنوات الاخيرة الماضية والتي اوصلت البلد الى قعر جهنم.