IMLebanon

“الحزب” يتدخل لنجدة “التيار”

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

لا يبدو أن حسماً ما أو صيغة نهائية ستتبلور في شأن الإنتخابات النيابية على صعيد عكار، قبل منتصف آذار المقبل؛ أسوة بباقي المناطق، حيث أن كل الأطراف السياسية واللاعبين على الساحة، وكلما تقدمت الأمور معهم خطوة لجهة تأليف لائحة، تراهم يعودون خطوتين إلى الوراء وإلى نقطة البداية، وكأن الأمور تدور في مكانها.

سبب عدم حسم اللوائح هو دخول معطيات جديدة إضافية على المشهد الإنتخابي لم تكن موجودة من قبل، بالإضافة إلى دخول لاعبين جدد، ناهيك عن تبدل مزاج الناخب العكاري بشكل عام، إذ ليس سهلاً التكهّن بتوجهاته الإنتخابية من الآن، ما يفرض على جميع الأطراف أن تفكّر مرتين قبل اختيار أسماء المرشحين، لتبدو الأمور وكأن كل فريق على الساحة في دائرة الشمال الأولى، ينتظر أن يبدأ الفريق الآخر إعلان أسمائه كي تتبعه الأطراف الأخرى بتبنّي أسمائها أو بإجراء التغييرات المناسبة بعد أن تكون قد بنت على الشيء مقتضاه.

وبينما حيّد تيار «المستقبل» نفسه تنظيمياً عن السباق الإنتخابي، تتابع الأحزاب والقوى والتيارات الأخرى على الساحة العكارية مسعاها في هذا الصدد. ولمحافظة عكار 7 نواب في المجلس النيابي (3 سنة، 2 أرثوذكس، 1 ماروني و1 علوي). في إنتخابات العام 2018 حسمت النتائج على الشكل التالي: 4 لتيار «المستقبل» هم: (وليد البعريني، محمد سليمان وطارق المرعبي عن السنّة وهادي حبيش عن الموارنة). 2 لـ»التيار الوطني الحر» هما (أسعد درغام أرثوذكس ومصطفى علي حسين علوي) ونائب لـ»القوات اللبنانية» هو وهبي قاطيشا أرثوذكس.

بين الفينة والأخرى تطرح أسماء مرشحين في حلبة التواصل الاجتماعي من باب جس النبض، لكن سرعان ما تتبدل البورصة فتهبط أسهمها وترتفع أسهم أخرى. نواب «المستقبل» وإن كان يتم التداول بنيتهم خوض الإنتخابات مجدداً، الا انهم لم يعط أي منهم موقفاً واضحاً في هذا الخصوص باستثناء النائب وليد البعريني الذي يعمل على تشكيل لائحة قد تضم نواباً آخرين من «المستقبل» وشخصيات. أوساط البعريني تشير إلى أن «ثمة خلط أوراق بشأن تشكيل اللائحة واعتماد الأسماء النهائية، والمسعى لأن تكون اللائحة تلبّي تطلعات الشارع العكاري».

وفيما تحدثت تسريبات على خط النائب السابق طلال المرعبي ونجله عضو كتلة «المستقبل» طارق المرعبي، عن إمكانية ترشح الأب بدل الإبن، تنفي أوساط الأب ما يتم التداول به وتؤكد أن لا شيء محسوماً إنتخابياً من جهتها حتى الساعة.

أما أوساط «القوات» في عكار فتعتبر أن كل ما ينشر في في ما خصّ الترشيحات والتحالفات غير دقيق، وأن الأمور قيد التداول والترشيحات عندما تنجز تعلن من معراب حصراً.

ويستكمل النائب السابق خالد الضاهر من جهته جوجلة المعطيات الإنتخابية وذكرت مصادر قريبة منه أنه «يعمل على تشكيل لائحة تراعي بتركيبتها المبادئ السيادية الوطنية التي يؤمن بها الأخير».

الضيف الجديد على الطبق الإنتخابي في عكار هذه المرة سيكون «حزب الله» الذي دخل إلى المنطقة أخيراً عبر الخدمات الإجتماعية. ثمة من يرى في دخوله في هذا التوقيت محاولة منه لنجدة حليفه «التيار الوطني الحر»، الذي يعاني من عقدة تأمين مرشحين سنّة يدعمون لائحته ومرشحيه. وتشير مصادر قريبة من تحالف 8 آذار أن العمل يجري لتوحيد جهود هذه القوى جميعها بلائحة واحدة خلافا لما كان عليه الوضع في إنتخابات 2018 وذلك لكي تضمن نواباً أكثر وتكون اللائحة متماسكة وعلى قدر المنافسة الجدية.

المجتمع المدني وقوى الثورة من جهتها تحاول جمع قواها بلائحة واحدة حتى تضمن المنافسة. هذه هي المعطيات الإنتخابية على الساحة العكارية حتى اليوم، والأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي تتبلور.