IMLebanon

روكز : «الميغاسنتر» ضرورة ملحّة

رأى نائب كسروان جبيل المستقل، المرشح عن المقعد الماروني في الدائرة نفسها، العميد الركن المتقاعد شامل روكز، ان الانتخابات النيابية استحقاق دستوري مقدس، لا بد من إنجازه في موعده المحدد دون أي تلكؤ او تأخير، الا ان الموضوعية المجردة من أي حسابات سياسية ضيقة، تتطلب اعتماد الميغاسنتر، أولا لتسهيل العملية الانتخابية على المقترعين المقيمين بعيدا عن قراهم حيث هم مسجلون في دوائر النفوس، خصوصا في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، وثانيا لتشجيع المواطنين على ممارسة حقهم الديموقراطي في اختيار ممثليهم في الندوة النيابية.

روكز صاحب مشروع قانون الميغاسنتر، لفت في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان الميغاسنتر آلية انتخابية إصلاحية بامتياز، ومعتمدة في أكثر الدول المتقدمة حضاريا وديموقراطيا، ومن واجب السلطة بالتالي، اعتمادها انطلاقا من الوضع المادي المأساوي الذي يثقل كاهل المواطنين، ويحول دون تمكينهم من تمويل انتقالهم الى ضياعهم وقراهم لممارسة حقهم في الاقتراع، مؤكدا ان الوقت مازال يسمح بإنجاز هذا العمل الحضاري، فيما لو كان لدى السلطة نية صادقة لإنجازه، لكن وعلى ما يبدو، هناك من لا يريد الميغاسنتر بهدف ممارسة الرقابة على المقترعين، الا ان روكز يعود ليؤكد انه بقدر ما ان الميغاسنتر ضرورة لتشجيع الناخبين على الاقتراع، بقدر ما يجب الا يكون مدخلا لتأجيل الانتخابات النيابية.

وعن توقعات المراقبين والخبراء بأن التغيير سيكون طفيفا في المجلس النيابي المقبل، رد روكز الأسباب الى قانون الانتخاب، الذي فصل على مقاس الزعامات السياسية، التي عاثت بالبلاد فسادا وأوصلتها الى الانهيار، فنظرية الصوت التفضيلي الواحد، وكيفية تقسيم الدوائر الانتخابية، إضافة الى شد العصب الطائفي والمذهبي والمناطقي، كلها خزعبلات مدروسة بما يمكن الطبقة السياسية من التحكم سلفا بنتائج الانتخابات، مشيرا في المقابل الى ان الشعب يملك الإمكانية والإرادة الكاملة لتغيير كل التوقعات، وعليه بالتالي ان يتحمل مسؤولياته في إخراج البلاد من النفق الأسود الذي أقحم فيه، وذلك من خلال الاقتراع لأصحاب الأيادي البيضاء غير الملوثة بالفساد.

وفي سياق مختلف، أعرب روكز عن قناعته بأن لبنان لن ينزلق الى حرب داخلية، لكن ان يشكك بمناقبية المؤسسة العسكرية وبولائها للبنان، وان تتهم قيادة الجيش بالتبعية والعمالة للسفارة الأميركية، أمر مرفوض بالمطلق، وهو باطل ومدان ومستنكر، معتبرا ان الجيش قيادة وضباطا ورتباء وافرادا، فوق كل اعتبار، وفوق كل الشبهات والاتهامات، وهو الضمانة الوحيدة المتبقية في خندق حراسة السيادة والسلم الأهلي والوحدة الوطنية، مؤكدا انه لا أحد أيا كان موقعه وحجمه ودوره، يستطيع تصنيف الجيش او إعطاءه شهادة بالوطنية، فالجيش اللبناني مدرسة في القيم الوطنية الجامعة، وما التفاف الشعب كل الشعب حوله، سوى سلاحه الأمضى في مواجهة التحديات، والتضحية في سبيل لبنان السيد الحر والمستقل.

وختم روكز واصفا الوضع اللبناني بالمأساوي، فالأحزاب والميليشيات التي تسيطر على مفارق السلطة، أوصلت البلاد الى الانهيار، ولا يمكنها بالتالي ان تكون هي المنقذ، وقد اثبتت في كل المحطات والمراحل، انها تتعاطى الشأن العام من موقعها كسلطة امر واقع، وبروحية الزعامات السياسية والمناطقية والطائفية، وليس بروحية رجال الدولة، معتبرا بالتالي ان المعركة مع الفساد والفاسدين طويلة، ولا بد بالتالي من مؤتمر دولي تحت عنوان «الوحدة اللبنانية»، لإخراج لبنان من أزماته على اختلاف أنواعها ومخاطرها، ولإخراج اللبنانيين من النفق المظلم.