IMLebanon

مولوي: لا نهوض بالوطن بدون تحصين الأمن

أقيم في معهد قوى الأمن الداخلي – عرمون، قبل ظهر اليوم، حفل تدشين مبنيين: مبنى غرف المنامة – مبنى قاعات التدريس، برعاية المكتب الدولي لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون INL، بحضور وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ومساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون INL تود روبنسون، والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا برفقة وفد، وقائد وحدة المعهد العميد أحمد الحجار، ورئيس الإدارة المركزية وكالة العميد الركن معين شحادة، وقائد وحدة الدرك الإقليمي العميد مروان سليلاتي، وكبار الضباط في قوى الأمن الداخلي.

بداية النشيدان الوطني والأميركي، فكلمة ترحيبية لعريف الحفل رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزيف مسلم. ثم عرض فيديو عن مراحل بناء المشروع.

وقال مولوي: “أهمية فريدة يكتسبها لقاؤنا اليوم كونه يمثل امتدادا لنهج الشراكة البناءة والمستمرة مع شركاء نتشاطر وإياهم المبادىء والقيم الإنسانية ذاتها، عنيت بذلك الولايات المتحدة الأميركية”.

واشار الى أننا “نحتفل اليوم بإحدى تجليات الشراكة الناجحة بين وطننا لبنان والولايات المتحدة الأميركية، ألا وهي افتتاح مبنى تدريبي جديد في معهد قوى الأمن الداخلي. إن هذا البناء سيؤوي في كنفاته نساء ورجالا من مؤسسة قوى الأمن الداخلي وباقي المؤسسات الأمنية حيث ستتشرب عقولهم ونفوسهم ثقافة الحياة والتفاني في سبيل الوطن كنقيض ورسالة في الوقت عينه بوجه ثقافة الموت والعدمية”.

واضاف وزير الداخلية: “في وجه محدودية الموارد التي نتجت من الأزمة الإقتصادية التي يمر فيها البلد سواء على المستوى اللوجستي أو على مستوى الموارد البشرية، تتنافس إنجازات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يوما بعد يوم على طمأنة المواطنين، وإسادة شعور الأمان في مجتمعنا. ففي وقت يحرم فيه أبطال قوى الأمن الداخلي من أمانهم الإجتماعي، ويقبلون صباحا، قبل انطلاقهم للخدمة، الخدود الطرية لأطفالهم عل القبلة تعوض تقصير دولتهم، ويقفون خائبين أمام أبواب المستشفيات التي ترفض استقبالهم بعد إصابتهم أثناء مهامهم، نراهم يخلصون الرهائن ويضبطون حبوب الموت، يجهضون خطط الظلام ويوقفون عصابات التكفير، يكبحون جموح تجار الإستغلال طمعا في ربح غثيث، وينفذون إلى عقل المجرم فيحرقون مشروعه. نعم أولئك هم أبطال قوى الأمن، أولئك هم رجال الوطن”.

وتابع: “في مناسبة افتتاح هذا المبنى التدريبي النموذجي، نرفع وإياكم راية سيادة وحكم القانون لتشكل مناسبة افتتاح هذا المبنى خطوة فعالة في مسيرة بناء الإنسان بعيدا عن الظلامية والممانعة، ممانعة التنوع والانفتاح والتطور. بناء الإنسان ممر إلزامي لبناء الوطن، ولطالما كررت أن الدولة التي تشبه طموحاتنا لا بد أن ترتكز على مبادىء السيادة والقانون والمساواة. هذه المبادىء المحفورة في دستورنا تحتم احترام القرارات الدولية الشرعية، وعلى رأسها القرار 1701، كذلك تحتم ولاء الدم الذي يلتزمه لبنان تجاه أشقائه من الدول العربية، لا سيما دول الخليج العربي”.

وأكّد أنّ “وزارة الداخلية والبلديات ستقف دائما وأبدا سدا منيعا في وجه كل متطاول على مؤسسة قوى الأمن الداخلي وضباطها وعلى رأسهم لواء الرجولة، أثمن دون حدود المناقبية والتفاني في الخدمة، خدمة الوطن والمواطن دونما تمييز أو استنسابية، وهو ما كان موضع ثناء لافت من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي البارحة الذي أنقل إليكم تحياته الخالصة”.

وأردف مولوي: “إنطلاقا من ذلك، أتمنى على السيد روبنسون وسعادة السفيرة، وإن كنت قد كررت سابقا أمامها هذا المطلب عدة مرات، أن يلاقوا هذه الإنجازات والتضحيات والحرفية والمناقبية للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بما يمكن من الدعم لا سيما على صعيد الأمن الإجتماعي لعناصرها وضباطها. لا مجال لأي نهوض بالوطن دون تحصين الأمن، وإنني أقرع أمام الجميع من القيمين على هذه الدولة جرس الإنذار”.

وختم: “اسمحوا لي ختاما أن أجدد الشكر للولايات المتحدة الأميركية على جهودها الجبارة في مساعدة قوى الشرعية في الدولة اللبنانية لا سيما في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية من تاريخ لبنان”.

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون INL: “إنني سعيد بحضوري إلى لبنان وسررت بهذه المنشأة الجديدة والرائعة، وأعتقد أن هذا المشروع سيوطد العلاقة أكثر بين لبنان والولايات المتحدة، كما قامت منذ عشر سنوات بدعم قوى الأمن الداخلي بحوالى 18 ميلون دولار أميركي في الاستثمار في بناء المنشآت كالقرية التدريبية النموذجية وتعزيز التدريب وغيرها من المساعدات. الآن يمكننا تسليم هذين المبنيين اللذين سوف يوفران وسائل أفضل للتعليم والتدريب المتقدم والمستمر، كذلك سيخففان على العناصر من صعوبات التنقل. إن قوى الأمن الداخلي تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على الامن بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان. نأمل أن تؤمن هذه المنشأة القدرات والمعارف اللازمة لجميع العناصر بغية تنفيذ مهامهم في حماية مجتمعهم على أكمل وجه”.

من جهتها، قالت السفيرة الأميركية: “إنني سعيدة جدا للانتهاء من بناء هذا المشروع الجميل الذي سيساعد حتما قوى الأمن الداخلي والمعهد في تطوير التدريب وتعزيزه، وسيسهم في استكمال تدريب عناصر وحدة الدرك وفق قواعد الشرطة المجتمعية. علما أنه جرى تدريب 2000 عنصر حتى اليوم من هذه الوحدة”.

كما قال المدير العام لقوى الأمن الداخلي: “منذ وقت ليس ببعيد وتحديدا بتاريخ 3/05/2019، اجتمعنا هنا في هذا المعهد لنضع معا حجر أساس لمشروع إشادة مبنيين ضمن برنامج EP2 المتعلق بتدريب عناصر الدرك الإقليمي بما يناسب مع عمل الشرطة المجتمعية. وهذا طبعا من ضمن ثمرات التعاون المجدي بين بلدينا لا سيما فيما خص قوى الأمن الداخلي وتعزيزها التقني عبر تقديم المساعدات المادية والعينية والتدريب التخصصي. وجدير بالذكر هنا أن هذا المشروع هو من ضمن المشاريع المدرجة في خطتنا الإستراتيجية الخمسية التي أصبح من المحال تنفيذها بالكامل ضمن المهل المحددة لها بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة”.

وأضاف: “اليوم نجتمع هنا من جديد للاحتفال بمناسبة الانتهاء من تشييد المبنيين واستلامهما، فأحدهما مؤلف من 6 طوابق ليستوعب ألف مقعد طالبي والثاني هو مبنى مخصص لمنامة العناصر المتدربين، مؤلف من خمسة طوابق، يستوعب حوالي 500 سرير، بالإضافة الى ملحقات تعنى بخدمات المبنيين ومحطة توليد كهرباء وباحات خارجية للرياضة ودرج يصل المباني بالطريق الرئيسي للمعهد، كما تم تجهيز المبنيين وفرشهما بكافة معدات التدريس والمنامة والتجهيزات اللوجستية. هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في رفع مستوى الكفاءة المهنية لدى عناصر قوى الأمن الداخلي من خلال تطوير أنظمة التدريب وسيساعد باستيعاب المزيد من المتدربين، وسيسمح لهم بالإقامة داخل المعهد طيلة فترة التدريب لتمكينهم من المشاركة في الدورات بشكل أسهل وأقل كلفة عليهم وعلى قوى الأمن الداخلي”.

وأوضح عثمان: “تبقى أهمية هذا المشروع من حيث نواح عديدة أهمها تعزيز البيئة التقنية اللازمة للتدريب الآمن والمستمر من أجل تحسين أداء عناصر قطعات الدرك الإقليمي في قوى الأمن الداخلي ضمن مفهوم الشرطة المجتمعية المراعية لحقوق الإنسان، وذلك من خلال توفير الأبنية والتجهيزات اللازمة للتدريب التي تجعله أكثر مرونة”.

وأردف: “إن لبنان والعالم يمرون بوضع استثنائي، صحيا واقتصاديا وأمنيا ، ورغم كل الصعوبات التي تعترضنا كقوى أمن داخلي ورغم تدني قيمة رواتب العناصر لأكثر من 90 بالمئة، ما يحول في بعض الأحيان دون تمكن بعضهم من الانتقال إلى مراكز خدمتهم، بالإضافة إلى الضائقة المعيشية التي يمر بها الجميع، ما زلنا نقوم بواجباتنا المطلوبة منا بموجب القانون بكل حرفية وشفافية على أمل أن لا تطول الأزمة الراهنة، كما أننا نعطي أولويتنا لحفظ الأمن والاستقرار ونكافح الجريمة على أنواعها، لا سيما الجريمة المنظمة والعابرة للحدود والوقوف بالمرصاد للارهاب والمتورطين به، مما يعطي شعورا بالارتياح والاطمئنان لدى الرأي العام المحلي، ويعكس ارتياحا لدى الدول الصديقة بأن لبنان رغم أزماته والعواصف التي تحيط به من كل جهة، لا يزال قادرا على مسك الأمن بالشكل المطلوب”. وسنبقى على عهدنا في القسم الوطني الذي أقسمناه عند انخراطنا في قوى الأمن الداخلي إيمانا منا بوطننا وبالشرعية وبدولة المؤسسات”.

وختم: “أخيرا، بإسمي وباسم قوى الأمن الداخلي أشكر معالي وزير الداخلية لمشاركتنا هذا الافتتاح إيمانا منه بالدور الأمني الفعال الذي نقوم به، وأشكر الولايات المتحدة الأميركية على الوقوف الدائم الى جانب مؤسسات الدولة اللبنانية ومنها قوى الأمن الداخلي”.

كما تحدث قائد معهد قوى الأمن الداخلي: “نجتمع اليوم لافتتاح مبنيي الدراسة والمنامة، المقدمين هبة من الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها في بيروت وتحديدا مكتب ال INL، وهي ليست المرة الأولى التي تمد فيها الولايات المتحدة الأميركية يد العون والمساعدة، وإنما كانت دائما رائدة في دعم المعهد، حيث قدمت لنا أعتدة وتجهيزات متنوعة، كما مولت في العام 2014 إنشاء القرية التدريبية. ويأتي إنشاء هذين المبنيين استكمالا لما سبق، وتحقيقا لهدفين اثنين: أولهما استراتيجي، وهو رفع مستوى الكفاءة والمهنية والفعالية المؤسسية، وثانيهما فرعي، وهو تطوير أنظمة التدريب ودعم التطوير المهني”.

ورأى أنّ “هذا الافتتاح، خصوصا في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تثقل كاهل المجتمع اللبناني حاليا، هو خير دليل على استمراريتنا في تطوير أساليب التدريب وفق المتطلبات الحديثة التي تنمي خبرات عناصر قوى الأمن الداخلي وترفع من كفاءتهم الأمنية والفكرية والعلمية، انطلاقا من مسؤوليتنا في العمل على رفع مستوى المهنية والفاعلية لدى أفراد مؤسستنا، كما لدى أفراد مختلف الأجهزة الأمنية العاملة في لبنان”.

ثم جال الحاضرون في أرجاء المشروع، وجرى تبادل تقديم الدروع التذكارية بين عثمان وروبنسون. كما أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.