IMLebanon

أميركا تقترح على تركيا إرسال أنظمة إس-400 لأوكرانيا

اقترحت الولايات المتحدة على تركيا، إرسال أنظمة دفاع صاروخي من طراز إس-400 إلى أوكرانيا، لمساعدتها في صد الهجوم الواسع للقوات الروسية، بحسب ما قالته ثلاثة مصادر لوكالة رويترز، الأحد 20 آذار 2022.

المصادر التي لم تذكر الوكالة شيئاً عن هويتها قالت إن أميركا “أثارت بشكل غير رسمي مع تركيا الاحتمال غير المرجح، بإرسال أنظمة الدفاع الصاروخي روسية الصنع من طراز إس-400 إلى أوكرانيا”، فيما بدت أنها محاولة من واشنطن لزج تركيا بالصراع الأوكراني الروسي.

أضافت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين تقدموا بالاقتراح إلى نظرائهم الأتراك الشهر الماضي، لكن لم يتم تقديم طلب محدد أو رسمي.

كذلك لفتت المصادر إلى أن هذا الاقتراح “نوقش بشكل مقتضب”، خلال زيارة ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأميركي لتركيا في وقت سابق من هذا الشهر.

كانت هذه الفكرة، التي قال محللون إن من المؤكد أن تركيا سترفضها، جزءاً من مناقشة أوسع، جرت بين شيرمان والمسؤولين الأتراك بشأن كيفية بذل الولايات المتحدة وحلفائها المزيد لدعم أوكرانيا، وكيفية تحسين العلاقات الثنائية.

سبق أن طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من الحلفاء الذين يستخدمون معدات وأنظمة روسية الصنع، بما في ذلك إس-300 وإس-400، التفكير في نقلها إلى أوكرانيا، مع محاولتها صد الغزو الروسي الذي بدأ في 24 شباط.

من جانبها لم تعلق السلطات التركية على أي اقتراح أميركي يتعلق بنقل أنظمة إس-400 المملوكة لأنقرة إلى أوكرانيا، وأشارت وكالة رويترز إلى أنه لم يتسن الاتصال بمسؤولي وزارة الخارجية التركية للتعليق.

لكن الوكالة نقلت عن مصادر ومحللين -لم تذكر أسماءهم- قولهم إن “أي اقتراح من هذا القبيل لن يكون مجدياً لتركيا”، وأشاروا إلى وجود مشكلات تتراوح بين العقبات الفنية المتعلقة بتركيب وتشغيل صواريخ إس-400 في أوكرانيا، ومخاوف سياسية مثل رد الفعل الذي يمكن أن تتخذه موسكو.

كانت أنظمة إس-400 الروسية التي اشترتها تركيا نقطة خلاف منذ فترة طويلة بين واشنطن وأنقرة، العضوتين في حلف شمال الأطلسي.

طلبت واشنطن مراراً من أنقرة التخلص من بطاريات الصواريخ الروسية الصنع، منذ وصول الشحنة الأولى، في تموز 2019. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على صناعة الدفاع التركية، واستبعدت تركيا من برنامج الطائرة إف-35 المقاتلة نتيجة لذلك.

من جانبها، قالت أنقرة إنها اضطرت لاختيار أنظمة إس-400، لأن الحلفاء لم يقدموا لها أسلحة بشروط مرضية.

بحسب وكالة رويترز يحرص المسؤولون الأميركيون على انتهاز هذه الفرصة لإعادة تركيا إلى فلك واشنطن، وقالت مصادر أمريكية وتركية “إن الجهود المبذولة للتوصل إلى طرق مبتكرة لتحسين العلاقات المتوترة قد تسارعت في الأسابيع الأخيرة، رغم عدم وجود اقتراح محدد يحظى بقبول حتى الآن”.

كانت شيرمان قد قالت لمحطة “خبر ترك” التركية، خلال مقابلة في الخامس من آذار 2022: “أعتقد أن الجميع يعرف أن إس-400 تمثل مشكلة منذ فترة طويلة، وربما تكون هذه اللحظة التي يمكننا فيها التوصل لطريقة جديدة لحل هذه المشكلة”.

لم يتضح ما الذي كانت تعنيه شيرمان على وجه الدقة، ولم ترد وزارة الخارجية على أسئلة بشأن تصريحاتها، كما لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق على الاقتراح الذي قدمته خلال زيارتها لتركيا، وفقاً لرويترز.

يأتي هذا بينما ترفض تركيا أن تكون طرفاً في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وعملت أنقرة على البقاء على الحياد، حيث تربطها علاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف.

كان مكتب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد ذكر أن الرئيس عرض في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 17 آذار 2022، استضافته هو ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات.

في هذا السياق، أبدت أوكرانيا قبولها، على أن تكون تركيا من بين الدول التي تقبل كييف أن تستضيف محادثات مع الجانب الروسي بهدف إيقاف الحرب.