IMLebanon

صور الأقمار الصناعية تكشف التطورات بأوكرانيا

خرجت العملية العسكرية عن مسارها بسبب المقاومة الأوكرانية العنيدة بعد أكثر من شهر من بداية غزو موسكو لكييف، وتوقف تقدم القوات الروسية.

وفي الأيام الماضية، صعدت القوات الأوكرانية من مقاومته، وشنت هجمات مضادة على العديد من جبهات الحرب، وكبدت القوات الروسية خسائر فادحة.

ويشير تحليل قناة “سي إن إن” لصور الأقمار الصناعية ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات الرسمية من كلا الجانبين إلى أن الصراع قد ينتقل الآن إلى مرحلة جديدة: وهي حرب استنزاف قد يخسر فيها الروس أرضًا أكثر مما يكسبون ويعانون من مشكلات قطع خطوط الإمداد.

وأكدت القناة أن الجيش الروسي يحاول تعويض ذلك من خلال زيادة استخدام القوات الصاروخية والنيران غير المباشرة من المدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة.

وفي الأسبوعين الماضيين، كان هناك ارتفاع في الضربات الصاروخية الروسية، من لفيف في الغرب إلى جيتومير في وسط أوكرانيا وميكولايف في الجنوب، حيث كانت الأهداف الرئيسية هي محطات الوقود والمستودعات العسكرية والمطارات.

كان الأوكرانيون حذرين في البداية بشأن شن هجوما مضادا، لكن مستشار الأمن القومي أوليكسي دانيلوف، قال الجمعة: “نحن نشن هجومًا مضادًا في بعض المناطق، وهذا الهجوم المضاد مثمر تمامًا”.

وأشار إلى أن عمليات الهجوم المضاد محدودة ومركزة، وتشمل جبهات في جنوب ووسط أوكرانيا والشمال الشرقي.

ووصف معهد دراسة الحرب هذه العمليات بأنها “حكيمة وفعالة”، وأكد أنها ستسمح للقوات الأوكرانية باستعادة مناطق صغيرة من التضاريس المهمة من الناحية التكتيكية أو العملياتية دون الإفراط في التوسع”.

ربما يكون شن هجوما مضادا والتقدم نحو مدينة خيرسون التي تحتلها روسيا هو الأكثر طموحًا للقوات الأوكراني، بعد نجاح المقاومة في منع موسكو من الاستيلاء على ميكولايف، رأس جسر للوصول إلى مدينة أوديسا، بحسب سي إن إن.

وخلال الأيام الماضية، شن الأوكرانيون هجمات صاروخية مدمرة ضد القيادة الروسية في مطار خيرسون، مما أسفر عن مقتل جنرال روسي في هذه العملية، وتمكنوا من السيطرة على أراضي شمال المدينة.

كما استعادت الوحدات الأوكرانية السيطرة على أراضي حول مدينتي خاركيف وسومي على بعد 30 ميلاً فقط من الحدود الروسية.

وقال رئيس إدارة منطقة خاركيف، أوليه سينيهوبوف، السبت، إنه تم “تحرير عدة مناطق” شرقي المدينة.

وأظهر مقطع فيديو طويل حللته شبكة “سي إن إن” هجوما شنته كتيبة “آزوف” على قرية بالقرب من خاركيف، وأسرت فيه عددا من الجنود الروس. كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى سيطرت الأوكرانيين على سلسلة من القرى الواقعة جنوب خاركيف.

كما نجحت القوات الأوكرانية في استعادة السيطرة على بلدة تروستيانتس، على بعد حوالي 30 ميلاً من مدينة سومي.

ونشر اللواء 93 الأوكراني صوراً على حسابه على فيسبوك تظهر جنوده في تروستيانتس، وقال إن الروس “قد فروا تاركين وراءهم أسلحة ومعدات وذخيرة”.

وبالقرب من كييف، حققت القوات الأوكرانية مكاسب كبيرة في قريتي لوكيانيفكا ورودنيتسكي على بعد 40 ميلا من العاصمة، وإذا استمرت هذه المكاسب فقد يعطل خط إمدادات القوات الروسية وطريق تقدمها نحو كييف.

مع تعثر حملتهم البرية، أكد المسؤولون الروس أن تطويق المدن يساعدهم على تحقيق هدفهم الأساسي وهو منع تجمع القوات الأوكرانية في المناطق الانفصالية في دونباس.

وقال الكولونيل جنرال سيرجي رودسكوي، النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة لروسيا، الجمعة، إن فرض الحصار على المدن الأوكرانية وإلحاق الضرر بالبنية التحتية العسكرية “يسمحان لنا بتقييد قواتهم ومنعهم من تعزيز تجمعهم في دونباس”.

وقال معهد دراسة الحرب إن تصريحات رودسكوي تشير إلى أن “روسيا قلصت من أهدافها وستكون الآن راضية بالسيطرة على مجمل مناطق دونيتسك ولوهانسك”.