IMLebanon

زوّدوا جيشهم بالمسيّرات لضرب القوات الروسية

يعمل هواة في أوكرانيا بحماس في موقع طيّ الكتمان بمدينة لفيف، غرب البلاد، على صنع طائرات مسيّرات فتّاكة مخصّصة للاستعمال على جبهات القتال ضد الجيش الروسي، الذي يشن هجوماً على البلاد، منذ شباط 2022.

على طاولة كبيرة مزدحمة بالقطع، يتربّع هيكل طائرة مسيّرة محاطاً بكمّ من المراوح البلاستيكية وأكياس البراغي المتناهية الصغر، ومن المرتقب أن تحلّق هذه المسيّرة عمّا قريب، مزودة بقنبلة مضادة للدبابات، قادرة على اختراق المدرعات الروسية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

زُوّدت طائرتان من هذا النوع بمراوح وقنابل مصغّرة لاستهداف قوات المشاة الروس، ومساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن أراضيهم في شمال البلد وشرقه، كما ستُستخدم مسيّرة أخرى بحجم طائر حوّام، وبشكل قاذفة قنابل خفية، في مهمات استطلاع لرصد الأهداف الواجب ضربها.

كانت جماعة “نيبيسنا كارا” (التي يعني اسمها “الجزاء السماوي”) قد صنعت منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا حوالي أربعين طائرة مسيّرة لحساب الجيش الأوكراني.

قبل الحرب، كان أعضاء هذه الجماعة مجرد أصدقاء يحلو لهم أن يشاركوا في مسابقات الطائرات من دون طيار، ويقول أليس، أحد الأعضاء: “لكن للأسف تغيّرت الأحوال”.

بحسب تقديرات الخبراء، يفتقر الجيش الأوكراني إلى العدة والعتاد مقارنة بالروس، غير أن دفاعهم المستبسل القائم على معرفتهم بالميدان وهجمات خاطفة وتكنولوجيات تخريبية يؤتي ثماره.

في بداية الهجوم الروسي بدت العاصمة كييف مهددة بالسقوط أمام قافلة المدرّعات الزاحفة نحو العاصمة من شمال البلد، والممتدّ طول موكبها على 65 كيلومتراً.

تشير الوكالة الفرنسية إلى أنه “يبدو أن فرقاً متنقّلة مزودة بطائرات مسيّرة لعبت دوراً محورياً في صد هذا الهجوم، من خلال رصد أهداف لضربات جوية، ما تسبب بتشتّت الموكب”.

من جانبه، قال ديميتري، وهو من أعضاء جماعة “نيبيسنا كارا”، “إنها تقنية لاستطلاع الموقع وتكييف ضربات المدفعية”، مشيراً إلى أن “الطلب يزداد راهناً على هذه الأجهزة التخريبية”.

تستعين هذه الجماعة بمشورة 10 أعضاء آخرين، ومعارف 877 شغوفاً بهذه التقنية عبر خدمة دردشة إلكترونية، وتتلقّى طلبات من خبراء عسكريين في مواقع النزاع.

تصنع المجموعة أجهزتها الطائرة من مجسّمات تباع في المتاجر، وقطع تطبع بطابعة ثلاثية الأبعاد، ومكوّنات تشتريها من تاجر صيني عبر الإنترنت، ويبسط أعضاؤها القطع على طاولة كبيرة في القاعة وسط أسلاك ومحركات كهربائية.

كان الجيش الأوكراني قد حظي بتبرعات كثيرة ساعدته على الدفاع عن البلد. وقدّمت له بلدان أجنبية “مساعدات فتاكة”، ووجّه نداء إلى المدنيين لتقديم مساعدات مالية.

بحسب أليكس، يعمل برنامج المسيّرات العسكرية بطريقة مماثلة، ويوجّههم خبراء حول كيفية تشغيل المسيّرات، وهم يكلفون بصنعها بفضل حملات تمويل تشاركي.

يعرض ديميتري على هاتفه شريط فيديو صورته مسيّرة حلّقت فوق خندق روسي، كاشفة عن مواقع الأسلحة المخبّأة فيه.

يقول إليكسي “إذا ما كان الطيار معتاداً على تسيير هذا النوع من الأجهزة، يمكنه أن يعبر بالطائرة فوق الخندق في خلال خمس دقائق ويحصل على كل المعلومات التي يحتاجها”، ويشير إلى أن “هاتفاً من طراز “آي فون” يكلّف أكثر من المسيّرة”.

في جزء من القاعة توجد علب فيها مسيرات وقطع غيار، ومن المرتقب إرسال إحدى العلب إلى ميكولاييف، حيث استهدفت غارة روسية الأسبوع الماضي مبنى للإدارة المحلية، مودية بحياة حوالي 30 شخصاً.

يحمل الصندوق رسالة مدوّنة بالأحمر والأزرق، قد تكون موجّهة إلى الطيّار الأوكراني أو إلى الجنود الروس المتمركزين خارج المدينة، كُتب فيها “قبلات حارة من نيبيسنا كارا”.