IMLebanon

روسيا تتخلى عن إسقاط كييف وتعدِّل استراتيجيتها

عدّلت روسيا استراتيجيتها الحربية في أوكرانيا للتركيز على محاولة السيطرة على دونباس ومناطق أخرى في شرق أوكرانيا في موعد مستهدف في أوائل أيار 2022، وفقاً للعديد من المسؤولين الأميركيين المطلعين على أحدث تقييمات الاستخبارات الأميركية.

فبعد أكثر من شهر من الحرب، لم تتمكن القوات البرية الروسية من السيطرة على المناطق التي تقاتل فيها وفق ما قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير نشرته يوم السبت 2 نيسان 2022.

يأتي ذلك في الوقت الذي نقلت فيه وكالة رويترز الإخبارية يوم السبت 2 نيسان 2022 عن هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قولها إن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة بالكامل على أراضي منطقة كييف، وقد تم تحريرها بالكامل من “الغزاة”.

في حين قالت وكالة فرانس برس في تقرير لها يوم السبت إنه قد دُفن نحو 300 شخص “في مقابر جماعية” في مدينة بوتشا شمال غرب كييف التي شهدت معارك طاحنة، وتمكن الجنود الأوكرانيون من استعادتها أخيراً، وفق ما قال رئيس بلديتها أناتولي فيدوروك.

المسؤولون الأميركيون قالوا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعرض لضغوط لإثبات قدرته على تحقيق النصر، وشرق أوكرانيا هو المكان الذي من المرجح أن يكون فيه قادراً على القيام بذلك بسرعة. وبحسب مسؤول أميركي، فإن تقييم الاستخبارات الأميركية يشير إلى أن بوتين يركز على 9 أيار 2022، “يوم النصر” لروسيا.

في حين أن يوم 9 أيار هو عطلة بارزة في التقويم الروسي، وهو اليوم الذي تحتفل فيه البلاد باستسلام النازيين في الحرب العالمية الثانية باستعراض ضخم للقوات والأسلحة عبر الميدان الأحمر أمام الكرملين. ويقول المسؤولون إن بوتين يريد أن يكون قادراً على الاحتفال بانتصار- من نوع ما- في حربه في ذلك اليوم.

لكن مسؤولين آخرين لاحظوا أنه حتى لو كان هناك احتفال روسي، فإن النصر الفعلي قد يكون بعيداً.

من جانبه، قال مسؤول عسكري أوروبي: “سيقيم بوتين موكب نصر في 9 أيار بغض النظر عن حالة الحرب أو محادثات السلام. ومن ناحية أخرى: موكب نصر بأية قوات وآليات؟”.

مع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون والأوروبيون إن أي مواعيد نهائية قد تحددها موسكو خطابياً لا تغير الواقع على أرض الواقع، إذ يبدو أن روسيا تستعد لاحتمال امتداد الصراع في أوكرانيا.

كذلك فقد قال دبلوماسي أوروبي إنه بينما يتحدث الكرملين بتفاؤل، يستعد بوتين “لحرب طويلة على غرار الشيشان، لأنه، إلى حد ما، ليس لديه مكان آخر يذهب إليه”.

فيما يرى المسؤولون أن هناك عدة أسباب وراء الإطار الزمني لشهر أيار 2022، مع انتهاء جليد الشتاء وخفة الأرض، سيكون من الصعب على الوحدات البرية الروسية الثقيلة المناورة، مما يعني أنه من الضروري لهذه القوات أن تصل إلى مكانها في أقرب وقت ممكن، حسب تقديرات الاستخبارات الأميركية.

في حين أن المقاتلين المدعومين من روسيا موجودون بالفعل في تلك المنطقة منذ سنوات. ومنطقة دونباس في شرق أوكرانيا هي المكان الذي سيطرت فيه القوات الانفصالية الروسية على الأراضي في عام 2014. قبل غزو موسكو لأوكرانيا، أعلن بوتين أنه يعترف بجمهوريتين مستقلتين في منطقة دونباس.

فيما أشار المسؤولون الأوكرانيون علناً إلى التاريخ أيضاً. وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، الخميس: “قبل 9 أيار، حدّد بوتين هدف استعراض النصر في هذه الحرب”.

كما صرح رئيس الوزراء الأوكراني السابق، أرسيني ياتسينيوك، لمراسل CNN، الجمعة، أن الأوكرانيين يعتقدون أنهم يواجهون “شهراً معقداً وصعباً للغاية” حيث يحاول بوتين الوفاء بالموعد النهائي.

ياتسينيوك أضاف كذلك: “هدفه النهائي كان وسيصبح السيطرة على أوكرانيا، لكنه فشل”، قال ياتسينيوك وأرجع ذلك إلى التصميم القوي للغاية للجيش الأوكراني والوحدة القوية للغاية لأوكرانيا والعالم الغربي، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.