IMLebanon

زيارة البابا ثمرة تنسيق ثلاثي ولا خلاف بين الفاتيكان والراعي

كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتية: 

في موازاة الاستعدادات لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج ولبنان، يبرز أكثر فأكثر الاهتمام الدولي ببلاد الأرز، لم تكد تمضي ساعات قليلة على خبر عودة السفيرين الكويتي والسعودي إلى بيروت، حتى تبلغ لبنان رسميا أن البابا فرنسيس وافق على زيارة البلد في يونيو المقبل، ما يعكس اهتماما دوليا واسعا بالساحة اللبنانية وتطوراتها، وتلقى المسؤولون اللبنانيون الخبر بكثير من الغبطة والأمل، والرهان على أن بلدهم عاد إلى خارطة الاهتمامات الدولية، خصوصا في ظل تنسيق فاتيكاني فرنسي عربي خليجي في كيفية مساعدة لبنان سياسيا، واقتصاديا، وإنسانيا، وماليا، للخروج من أزمته.

التنسيق الفاتيكاني العربي الفرنسي الخليجي يستمر منذ فترة تتجاوز السنة، بحثا عن تسوية إقليمية دولية شاملة تحيّد لبنان عن صراعات المنطقة، وتعيد إحياء عمل المؤسسات فيه، وحسبما تقول مصادر فاتيكانية للجريدة فإن أهمية الزيارة تتركز على حرص الفاتيكان على إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، خصوصا الانتخابات النيابية والرئاسية، وإعادة وضع البلاد على سكة الاهتمام الدولي. وحسبما تقول المصادر فإن مواقف البابا ستعكس توجها فاتيكانيا ثابتا حيال لبنان، وهو الحفاظ عليه ككيان جامع موحد قائم على التنوع، خصوصا أن المواقف الفاتيكانية تعارض التوجهات ذات النزعة الأقلوية، وسيثبت البابا المقولة التي أطلقها سابقاً البابا يوحنا بولس الثاني بأن لبنان رسالة، لا بد من الحفاظ عليها، وستكون مواقفه منطلقة من ثوابت وثيقة الاخوة الإنسانية التي أعلنها مع الأزهر الشريف.

وتأتي الزيارة بعد دعوات متكررة أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي، تشدد على حياد لبنان، وتدعو إلى عقد مؤتمر دولي لإنقاذه، وهنا تقول المصادر الكنسية للجريدة إن هناك توافقا تاما بين الفاتيكان ومواقف الراعي، ولا صحة على الإطلاق لكل التشويش الذي حاول بعض الأفرقاء ضخه للتأثير سلبا على العلاقة.

وتشير المصادر إلى تأكيدات البابا فرنسيس في مواقف تتعلق بضرورة انخراط اللبنانيين كمواطني دولة، ، مضيفة أن البطريرك لا يتخذ مواقف سياسية على حسابه، وما يجري حاليا يعود بالذاكرة إلى حقبة عام 2000 و2005، حينما شنت حملات على البطريرك الماروني نصرالله صفير، واتهم بأنه على خلاف مع الفاتيكان، ويتبين لاحقا أنه كان على انسجام كامل مع البابا يوحنا بولس الثاني، وبالتالي فإن مواقف الراعي واضحة في تنسيقها مع الفاتيكان حول الحياد الإيجابي.