IMLebanon

“الحزب” يبحث عن “نصف غطاء” بعد عودة الخليج

كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتية:

لم تكد تمضي ساعات على إعلان السعودية والكويت عودة سفيريهما إلى بيروت والحديث عن وضع برنامج دعم واضح للبنان في المرحلة المقبلة على صعد مختلفة إنسانية واقتصادية وسياسية؛ حتى فعّل «حزب الله» حركته السياسية ونشّطها في سبيل الجمع بين حلفائه.

ومعلوم أن الحزب كان يحاول منذ فترة الجمع بين حليفيه المسيحيين الأساسيين جبران باسيل وسليمان فرنجية، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل في ضمهما انتخابياً على لائحة واحدة في دائرة الشمال الثالثة بسبب الخلافات ذات الحسابات المسيحية والمناطقية المرتبطة باستحقاق رئاسة الجمهورية، لكن تسارع الأحداث الداخلية والخارجية حتّم على الحزب إعادة تفعيل عمله لجمع حليفيه.

ويوحي المشهد السياسي اللبناني بإعادة إحياء الانقسام السياسي العمودي بين فريقين متخاصمين، الأول يتحالف مع إيران والثاني متحالف مع السعودية وبقية دول الخليج، ويدخل اللبنانيون إلى الانتخابات النيابية بناء على هذا الانقسام وسط محاولات واضحة لتجميع كل طرف قواه الحزبية والسياسية تحضيراً لمرحلة ما بعد الانتخابات والتداعيات التي ستنجم عنها، إضافة إلى التحضير لمرحلة الانتخابات الرئاسية المقبلة وكيفية إدارة التوازنات.

ووسط مواقف واضحة للبطريرك الماروني بشارة الراعي التي تشير إلى ضرورة إصلاح العلاقة مع العرب والخروج من لعبة المحاور التي تكرسها إيران، وفي أعقاب تحديد موعد لزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان والتأكيد على وحدته ونهائية كيانه، من الواضح أن «حزب الله» يسعى إلى تجميع كل حلفائه المسيحيين حوله، كنوع من الحصول على غطاء نصف المسيحيين بلبنان.

وتأتي هذه الخطوات كذلك في ضوء التطورات الحاصلة خصوصاً في ضوء عودة سفراء دول الخليج إلى بيروت والمتغيرات التي تحصل على الساحة الإقليمية، من خلال الإعلان عن «مجلس القيادة الرئاسي» في اليمن، وما يجري في العراق والحراك الذي أطلق في سورية من خلال إعادة هيكلة الائتلاف السوري المعارض، وهنا يظهر تنسيق سعودي ـ تركي أيضاً كما كان الحال بالنسبة إلى اليمن، إذ رحبت تركيا بالخطوات السعودية ــ الإماراتية، وهذا التنسيق سيستمر أكثر خصوصاً في سورية وسط معلومات عن زيارة مرتقبة سيجريها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى السعودية في عيد الفطر.

كل هذه التحركات لا بد لها أن تنعكس على الوقائع السياسية اللبنانية قبل الانتخابات النيابية وما بعدها، وهذا ما سيظهر من خلال الحركة التي سيقوم بها سفراء دول الخليج.