IMLebanon

“الحزب” يبحث عن اختراق انتخابي شمالاً

كتب منير الربيع في “الجريدة الكويتية”:

على مشارف الانتخابات النيابية اللبنانية، يتوسع شعار «مواجهة الاحتلال الإيراني»، الذي يشكل مرتكزاً أساسياً في كل الحملات التي يقوم بها خصوم «حزب الله»، فيما تهدف المساعي إلى جعله عنصراً أساسياً من عناصر تكوين الرأي العام اللبناني وفق مسار تراكمي، وهو أمر يستفز حزب الله إلى حدود بعيدة، كما يستفز حلفاء الحزب، وعلى رأسهم رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، الذي يرفض توصيف وجود احتلال إيراني للبنان.

هذا الشعار كان قد أطلق كل من الأمين العام لقوى 14 آذار سابقاً، فارس سعيد، ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، ليتحول إلى نوع من المؤسسة السياسية عبر تشكيل مجلس أطلق عليه «مجلس مواجهة الاحتلال الإيراني».

ولا يتوانى سعيد عن خوض المعارك السياسية من هذا النوع، وهو الذي يتمسك بشكل دائم بضرورة العودة اللبنانية إلى الحضن العربي، وبالتركيز على ضرورة العلاقة الاستراتيجية بين المسيحيين والعرب ودول الخليج، كما كانت سابقاً علاقة وثيقة واستراتيجية في مسار تحرير لبنان من السلطنة العثمانية، إذ كان المسيحيون وقتها عروبيين، وعليهم اليوم استعادة هذا الأمر في مواجهة نفوذ إيران.

في المقابل، يجهد حزب الله في نفي هذه الصفة من خلال تكريس معادلات سياسية وانتخابية جديدة أولاً تمنحه الأكثرية في الانتخابات، وثانياً من خلال تعزيز تحالفاته مع المسيحيين، ولا سيما مع جبران باسيل وسليمان فرنجية.

في هذا السياق يندرج أيضاً الهدف من الإفطار الذي جمع عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كلاً من باسيل وفرنجية.

وبقدر ما يواجه حزب الله شعار الاحتلال الإيراني للبنان، يسعى أيضاً إلى تطويق كل خصومه، لا سيما أن اللقاء بين فرنجية وباسيل له هدف أساسي وواضح بضرب «القوات اللبنانية»، ومحاصرة وتطويق زعيمها سمير جعجع انتخابياً، بعد محاولات محاصرته وتطويقه سياسياً مروراً باشتباكات الطيونة واستدعائه إلى القضاء.

ولا يريد حزب الله أن تخرج «القوات» منتصرة في الانتخابات، وهو لذلك يسعى إلى تجميع كل حلفائه والضغط على خصومه لمنعهم من التحالف مع مرشحيها، كما حاول أن يفعل في البقاع الغربي، وأصر على فعله في الجنوب من خلال رسم خطّ أحمر أمام تمثيل «القوات» في مختلف الدوائر الجنوبية.

ولا تقتصر مساعي حزب الله على محاصرة «القوات» مسيحياً، بل يسعى أيضاً إلى تكريس اختراقات عديدة في صفوف البيئتين الدرزية والسنيّة. فقد بذل الحزب جهوداً استثنائية في دائرة الشوف عاليه لتطويق وليد جنبلاط، كما فعل في البقاع الغربي أيضاً لمحاصرة مرشح جنبلاط وائل أبوفاعور، واضعاً نصب عينيه ضرب قوة جنبلاط من خلال الضغط على «التيار الوطني» وطلال أرسلان ووئام وهاب للتحالف.

سنيّاً أيضاً، يسعى حزب الله بكل ما أوتي من قوة لتسجيل اختراقات متعددة، في بيروت أو البقاع الشمالي، لكنّ اللافت والجديد هذه المرّة هو محاولة تحقيق اختراق في الشمال الذي لطالما كانت مناطقه عصيّة على الاختراق.

وكانت لافتة زيارة نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الى عكار ولقائه مع عشائر وأطراف متعددة، خاصة أن الحزب قدّم كمّاً كبيراً من المساعدات للسكان، وهو يريد تحقيق موطئ قدم هناك، نظراً للقرب الجغرافي مع سورية. وفي طرابلس، أطلق حزب الله حملة توزيع مساعدات هائلة عبر حلفائه، وخصوصاً فيصل كرامي وغيره كجمعية المشاريع لتحقيق خروقات في المدينة التي تعتبر عصيّة على الحزب.