IMLebanon

زيارة سانشيز للرباط تنهي “الخلاف العسكري” بين الجارتين

علم “عربي بوست” أن زيارة رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، للمغرب في الأسبوع الثاني من نيسان الجاري، أسفرت عن استئناف صفقة عسكرية تم بموجبها شراء سفينة  avante 18000 سنة 2021.

وأضافت المصادر نفسها أن القطعة البحرية التي سيقتنيها المغرب، مخصصة للمراقبة المتطورة ومسلحة بأنظمة صواريخ موجهة للدفاع الجوي، كما تتوفر على صواريخ مضادة للسفن، إضافة إلى مدفع ثقيل عيار 76 ملم.

وكانت الرباط بعد توتر العلاقات مع مدريد قررت توقيف عدد من صفقات التعاون مع إسبانيا، كان من بينها صفقة شراء السفينة لتعزيز وحدات الدورية البحرية.

عودة المياه إلى مجاريها بين المغرب وإسبانيا حررت هذه الصفقة من جمود امتد نحو سنة، فالمغرب اتفق مع إسبانيا، في كانون الثاني 2021، على شراء الكورفيت، لكن التطورات السياسية بين البلدين دفعت الرباط إلى إخبار الشركة بتوقيف العمل عليها في نهاية السنة.

أفادت المصادر بأن المغرب والشركة الإسبانية لم يتفقا على تسليح كامل للسفينة، وأرجعت الأمر إلى أن الرباط تفضّل في الغالب صواريخ فرنسية، وأنها قد تعتمد راداراً فرنسياً تماماً كباقي القطع التي تستخدم بالبحرية الملكية.

وأضافت مصادر “عربي بوست” أن التفاهمات السياسية أعطت الضوء الأخضر لإتمام الصفقة بين الرباط وشركة “نافانتيا” الإسبانية المتخصصة في صناعة هذا النوع من السفن البحرية.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن التفاهمات البحرية المغربية بين المغرب وإسبانيا لم تتوقف على إتمام الصفقة العالقة، بل امتدت لتشمل فتح الرباط نقاشاً حول تعزيز وارداتها من السفن الحربية الإسبانية، من خلال البحث عن إمكانية الحصول على ثلاث سفن جديدة، لتلبية احتياجات تجديد الأسطول البحري المغربي المتقادم.

وكانت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للمغرب، ولقاؤه مع الملك محمد السادس، والتفاهم على خارطة الطريق بين الرباط ومدريد، قد فتحت الباب مجدداً أمام عودة التعاون العسكري في سوق الأسلحة بين البلدين.

مصادر “عربي بوست” ذكرت أن “الرباط عازمة على تجديد أسطولها البحري، بما يجعل البحرية الملكية قادرة على مواجهة التحديات التي يمليها الموقف الجغرافي للمغرب، وكذلك التعامل الجدي مع التهديدات والمناورات التي تقوم بها الجزائر”.

المصادر المغربية كانت تشير إلى إعلان روسيا والجزائر في الأسبوع الأول من نيسان الجاري، اتفاقهما على إجراء مناورات عسكرية مشتركة، في شهر تشرين الثاني من هذه السنة، بقاعدة “حماقير”، القريبة من مدينة بشار على الحدود الشرقية للمغرب.

وأضافت مصادر “عربي بوست” أن روسيا والجزائر أجرتا، في السنة الماضية، مناورات بحرية قرب الحدود المغربية باستعمال غواصات، وتدربت على الاستهداف الناري من البحر باتجاه البر، وهذا ما شكّل تدشين مرحلة جديدة من التهديد.

وتابعت المصادر أن الرباط ستتسلم في العام الحالي عدداً من الطلبيات على مستوى سلاح البحرية، سواء تعلَّق الأمر بالسفن القادرة على حمل طائرات دون طيار (درون) أو الهليكوبتر، وكذلك الزوارق الخفيفة الحركة، كما تستعد لاستقبال الأسلحة والرادارات ومن ضمنها تلك القادرة على استهداف الغواصات.

وكانت مصادر خاصة كشفت في وقت سابق، لـ”عربي بوست”، أن الرباط اعتمدت استراتيجية قائمة على مقاربتين؛ الأولى تهدف إلى تجديد الأسطول المتقادم الذي يمتد لأكثر من 30 سنة، فيما تقوم الثانية على دخول سوق المنافسة على اقتناء أحدث التقنيات على مستوى الأسلحة البحرية.

وحتى كانون الثاني 2021، كانت الرباط تعتزم اقتناء سفينتين حربيتين من إسبانيا بمبلغ يقدر بنحو 272 مليون يورو، بحسب صحيفة “الباييس” الإسبانية.

غير أن الرباط اكتفت في آخر المطاف، باقتناء سفينة واحدة فقط، فيما كشفت الصحيفة الإسبانية أن ثمنها يقترب من 150 مليون يورو.

وعللت مصادر “عربي بوست” التراجع المغربي عن اقتناء سفينتين بالوضعية الاقتصادية التي دخلها العالم بعد انتشار فيروس كورونا، والتي دفعت الجميع إلى تقليص النفقات.

وأفادت “الباييس” بأن المفاوضات بين الجانبين استغرقت نحو سنة انطلقت في كانون الثاني 2020، وأبلغ المغرب، في نيسان، المواصفات الخاصة بالسفينة، وفي آب من السنة نفسها قدَّمت “نافانتيا” عرضها، وسافر فريق من الشركة إلى المغرب؛ للتفاوض على الجوانب الفنية والتجارية، ليتم في كانون الثاني 2021، توقيع العقد النهائي بين الطرفين.

وتقول مصادر “الباييس” إن السفينة تزن 1500 طن بطول 80 متراً، لطاقم يتشكل من 80 بحاراً، واكتفاء ذاتي على مدى 4000 ميل بحري ومجهزة بقاعدة لإقلاع وهبوط المروحيات ومدفع “أوتو ميلارا من عيار 76 ملم”.

التعاون العسكري بين الرباط ومدريد، وإن كان يسير ببطء فإنه لا يلغي أن الجانب الإسباني ينظر إلى المغرب بشيء من الريبة، تغذيها خلافات الماضي والنزاع حول المناطق التي يعتبرها المغرب محتلة، وهو ما عكسه القائد السابق للجيش الإسباني فيرناندو أليخاندرو، حين حذَّر في مذكراته من أن “الخلافات مع المغرب قد تتحول إلى نزاع مسلح”.