IMLebanon

مساعٍ انتخابية للحثّ على الإقتراع وتغيير المعادلات

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

ينصب اهتمام المرشحين في اللوائح الانتخابية في دائرة صيدا – جزين، على استقطاب فئة من الناخبين لا بأس بها قررت الاستنكاف عن الاقتراع ارتباطاً بغياب تيار «المستقبل» عن المشهد الانتخابي ترشيحاً او اعتراضا على سوء الاوضاع الاقتصادية والمعيشية امتداداً للامتناع عن التصويت في ظل السلطة الحاكمة وعدم القدرة على التغيير.

ولكن بعد الانتفاضة الشعبية، ومع قرب موعد الانتخابات في 15 ايار المقبل، ثمة مساع من مجموعات الحراك الاحتجاجي وخاصة «ائتلاف ثورة 17 تشرين» لاقناع هؤلاء المعتكفين بضرورة المشاركة في التصويت وعملية التغيير، لان نسبتهم لا تقل عن الـ 20% من ضمن 45% عادة لا يصوتون في كل الاحوال، وهي نسبة لا يستهان بها وقد تساهم في قلب المعادلة بفوز هذا المرشح او خسارة ذاك وبينهما دعم المرشحين المستقلين وممثلي الحراك الذي يمثلون الوجه الجديد في هذه الانتخابات.

ويقول الناشط في حراك صيدا وائل قصب لـ»نداء الوطن»: «إن هذه الفئة يجب ان تفك اعتكافها وتنزل الى الميدان، بدلاً من الجلوس في البيت والبقاء صامتة، يجب التعبير عن رفضها للواقع الاقتصادي والمعيشي السيىء واعتراضها بالاوراق في صناديق الاقتراع، نعول على تبديل رأيها والانخراط الجدي في معركة التغيير الحقيقي». ويدعو «بإسم ائتلاف 17 تشرين، المهمشين والمعتكفين والحائرين والمترددين وغير حاسمي موقفهم، الى النزول الى اقلام الاقتراع يوم الانتخابات والتصويت لمن يرونه مناسباً لتحقيق آمالهم وطموحاتهم، وإن لم يفعلوا السلطة ستعيد انتاج نفسها، وسيبقى الوضع سيئاً، بل سيزداد سوءاً، للسنوات الاربع المقبلة».

في المدينة وأروقتها، وصالوناتها السياسية والعائلية، ثمة مخاوف من تراجع نسبة الاقتراع مع غياب «التيار الازرق» عن الترشيح وتحديداً مع عزوف النائبة بهية الحريري عن خوض غمارها حيث كانت تشكل شد عصب صيداوي كبيراً، ومع انسحاب مرشح «الجماعة الاسلامية» الدكتور بسام حمود، ولذلك تتلاقى خطابات المرشحين على دعوة الناخبين الى كثافة المشاركة والتعبير عن آرائهم، وان اختلفت الاسباب لجهة الاستقطاب والتنافس على الصوت الواحد، في معركة يتوقع ان تكون حامية الوطيس على 3 مقاعد: سني في صيدا وماروني وكاثوليكي في جزين.

ويقول الناشط في الحراك الصيداوي ديب الملاح لـ»نداء الوطن»: «انها المرة الاولى التي سأنتخب فيها، بعدما تخرجت من الجامعة باختصاص ادارة اعمال، واشعر بحماس كبير للتغيير لانني سأصوت لصاحب الاختصاص والكفاءة والذي يملك رؤية اقتصادية للخروج من الازمة المعيشية، والاهم لمن لديه برنامج انتخابي واضح يستطيع من خلاله تأمين حياة حرة كريمة عبر التشريع باقتراح المشاريع وانماء المنطقة».

اما الشاب الجامعي محمود السبع أعين فيؤكد انه «ما زلت على رأيي بعدم الاقتراع، لانني على قناعة ان صوتي لن يغير الواقع المرير»، بينما تقول مريم حجازي: «لم اقترع سابقاً ولكن هذه الدورة بدلت رأيي وسأقترع دعما للحراك الاحتجاجي في معركته التي نعتبرها مصيرية، وعسى صوتي يحدث فرقاً مع آخرين».

في المفهوم الصيداوي، ان اشتداد التنافس بين المرشحين مع تساوي حظوظ بعضهم بالفوز، يشحن المعركة بروح المسؤولية والتنافس ويرفع عادة نسبة الاقتراع، ولكن الازمات وانهيار العملة اللبنانية وسعي العمال والكادحين الى البحث عن لقمة عيشهم كأولوية، اضافة الى موقف «المستقبل» الاخير من التصويت كلها أمور قد تحدث مفاجأة غير متوقعة.