IMLebanon

هل تعلم أيها اللبناني إنه كان في وطنك سياسيون شرفاء؟

كتب العميد الركن د. هشام جابر في “اللواء”: 
هل تعلم إنه، كان ياما كان في تاريخ لبنان (الحديث)، سياسيون شرفاء، لهم من النزاهة وعزة النفس، ما يشار إليه بالبنان؟ إذا كان الجواب لا فمن  حقك وواجبك بأن تعلم.
– إن الرئيس فؤاد شهاب رفض أن تعفى سيارة زوجته من الرسوم الجمركية. وإن هذه الزوجة الفاضلة توفيت على سرير عسكري   LIT DU CAMPS. في غرفة باردة في بيتها في جونيه.
– إن الرئيس الشهيد رشيد كرامي كان حريصاً على المال العام أكثر من حرصه على ما يملك. ولم يذهب من الخزينة قرشاً سدى في عهده.
– إن الرئيس تقي الدين الصلح توفى ولم يتم له حصر إرث. لأنه لم يكن يملك شيئاً سوى سيارة قديمة أهداها لأبن أخيه هشام الصلح و٤ الأف دولار أوصى بتوزيعها لمن يستحق؟
هل تعلم؟
– بأن الرئيس كامل الأسعد تولى رئاسة المجلس ١٢ عاماً متواصلة. ولما ترك وذهب إلى فرنسا وعمل محامياً، سألني، إذا كنت أعرف من يشتري أرضاً ورثها عن أبيه وإنتقل إلى فندق أرخص تكلفة. ورفض شاكراً أية مساعدة مادية عرضها الخيّرون من محبيه.
– بأن الرئيس حسين حسيني عراب الطائف رفض عشرات الملايين الدولارات من رفيق الحريري، مقابل تخلي الدولة عن ملكيه الأرض المردومة في البحر لشركة سوليدير فحصل ما حصل.
فكان أن أُحّرِج فَاخْرجْ وهو يعيش اليوم من معاشه التقاعدي وما تركه والده.
– بأن الرئيس عصام فارس وفّر على الدولة نفقات منصبه، فمكتبه على حسابه وكذلك مستشاريه. وعندما شق طريقاً إلى بلدته بينو على حسابه، رفض نصيحة مستشاريه بأن يشتري الأرض ويبيعها بأضعاف سعرها بعد شق الطريق فنعمت البلدة، واستفاد أصحاب العقارات.
– بأن العميد ريمون اده، رفض عروضاً من رفيق الحريري، بأن يدفع نفقات إقامته في فرنسا، بكل عزة نفس وقال لي غاضباً: من يعتقدني هذا الرجل؟ كما رفض هبات من الأمير سلطان بن عبد العزيز من خلال سيدة صديقة نعرفها معاً.
 – بأن الرئيس سليم الحص تخلى عندما أصبح رئيساً حكومياً عن أضعاف راتبه كمستشار لمصارف عربيه، وعندما أهداه رفيق الحريري طائرة خاصة سجلها باسم رئاسة الحكومة، رافضاً تسجيلها بإسمه، والحديث يطول.
– بأن الرئيس اميل لحود قائداً للجيش ورئيس جمهورية، لا يملك الأن سوى تعويضه القابع بالمصرف، كباقي المودعين وراتبه التقاعدي فقط وأنا أعلم وأشهد ما عرض عليه من الملوك والرؤساء العرب من ملايين.
– بأن الرئيس الياس سركيس حافظ على مقتنيات القصر الجمهوري وحافظ على الليرة وعمل بعد الرئاسة «موظفاً» مديراً لبنك WEDG عند الرئيس عصام فارس.
– بأن الرئيس شارل حلو، ترك بعد وفاته بيتاً متواضعاً في الكسليك. كذلك شقة صغيرة في باريس بعد عمل عقود في السياسة والمحاماة.
ويذكر التاريخ والعارفون بأن الأمير خالد شهاب وكان رئيس حكومة في الخمسينيات، لم يكن يملك سيارة فكان ينتقل بعد تقاعده بـ«الترامواي»، وأن النائب والوزير السابق «محمد بك» الفضل زعيم النبطية، ومالك معظم اراضيها، لم يترك لأولاده سوى منزل متهالك لا يملكون نفقات ترميمه.
– وأن يوسف «بك» الزين أوصل مياه نبع الطاسي إلى النبطية على حسابه الخاص.
وإن الراحل الدكتور علي بدرالدين أول نائب في تاريخ لبنان يستقيل من منصبه كان يقطن منزلاً بالإيجار، وأن وأن…..
هذا غيض من فيض، وهنالك كثيرون غيرهم من الكواكب المضيئة في عالم السياسة، والنزاهة، والأخلاق سيأتي ذكرهم.
وعلى أبناء الوطن بأن يفرقوا بين الجواهر والحصى.