IMLebanon

“التسونامي” الإعتراضي يُدوّي في “الشمال الثالثة”!

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”:

طوت الإنتخابات النيابية صفحتها وأفرزت ما لم يكن في الحسبان، فاختار المواطن معاقبة السلطة الحاكمة وإسقاط رموزها في أغلبية الدوائر.

إنتهت المنافسة في أكبر دائرة مسيحية، أي دائرة الشمال الثالثة، فهذه الدائرة حاسبت من أوصل البلاد إلى جهنم وحجّمت من راهن أن وصوله إلى رئاسة الجمهورية يمرّ عبر الضاحية الجنوبية وليس عبر صناديق أقضية البترون والكورة وزغرتا وبشري.

إذاً، خلعت الأقضية المسيحية في الشمال صبغة «الممانعة» ولبست اللباس السيادي والثوريّ كما كانت دائماً، ولم تخذل من قرّر أن التغيير يبدأ في صناديق الإقتراع.

لم تكن النتيجة على قدر توقعات تيار «المردة» و»التيار الوطني الحرّ»، إذ انتهت بفوز «القوات اللبنانية» بثلاثة مقاعد، ولائحة ميشال معوّض بمقعدين، وحققت لائحة «شمالنا» الخرق الأغلى، وفاز «المردة» بمقعد لطوني فرنجية وآخر في بشري لحليفه وليم طوق، و»التيار الوطني الحرّ» بمقعدين.

وفي الصورة العامة، فقد حافظ حزب «القوات» على الصدارة على رغم الخرق في بشري، وخرق «المجتمع المدني» في زغرتا، في حين تراجع «المردة» من 4 مقاعد إلى مقعد واحد وثانٍ لحليفه.

وفي السياق، فإن النتيجة الأهم هي التراجع الكبير لتيار «المردة» في زغرتا، إذ لم يعد بإمكان رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية القول «أنا الأقوى» بل إنّ حجمه بات يوازي حجم رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوّض الذي حصد إضافةً إلى مقعده، مقعداً إضافياً في الكورة. ووجّهت هذه الإنتخابات ضربة قاسية لفرنجية في عقر داره، إذ أثبتت أنه بات أقلية في زغرتا، بينما الخطّ السيادي والمعارض هو الغالب، في حين أن تحقيق «شمالنا» الخرق في هذه المنطقة يعتبر إنجازاً بحدّ ذاته.

أما باسيل، فقد حقّق فوزاً في البترون، إضافة إلى نجاح جورج عطالله في الكورة، والمفاجأة أن المنافسة كانت محتدمة بين باسيل والمرشح مجد حرب، وحلّ ثانياً في البترون بعد مرشح «القوات اللبنانية» غياث يزبك، ما يدلّ على التقهقر الذي يعيشه تياره رغم حملات التجييش التي قادها والمظلومية التي رفعها.

أما «القوات اللبنانية» فقد فازت بحصّة الأسد في هذه الدائرة وتفوّقت على حلفاء الأسد وعلى رأسهم فرنجية، على رغم خسارة مقعد في بشري، فأثبتت أنها القوة الأولى وبفارق كبير في هذه الأقضية الأربعة، وأثبتت بشرّي أنها لا تزال تؤمن بخط «القوات» بغض النظر عن عدد المقاعد، كذلك فإن مرشحها فادي كرم حلّ الأوّل في الكورة وبفارق آلاف الأصوات عن أقرب منافسيه، في حين استطاع يزبك التفوّق على باسيل في البترون وحلّ أوّل ووجه ضربة قاسية لرجل العهد الأول، بينما حقّق مرشحها في زغرتا ميخائيل الدويهي رقماً عالياً أثبت أن «القوات» قوة حاضرة في هذا القضاء.

إذاً، صوّتت دائرة «الشمال الثالثة» ضدّ حلفاء «حزب الله» في الشارع المسيحي وأسقطت حضورهم، وبات بالإمكان القول إن هذه الدائرة هي من ساهمت في شكل كبير في قلب النتيجة على الصعيد الوطني، خصوصاً أن الأرقام التي نالها مرشحو «المردة» و»التيار الوطني الحرّ» خجولة، فكان الصوت السيادي والإعتراضي أعلى بكثير ودوّى في صناديق الإقتراع.