IMLebanon

زيارة ابراهيم إلى واشنطن: مهمة برسائل متعددة

جاء في “نداء الوطن”:

لم تنقطع يوماً العلاقة غير المباشرة القائمة على تبادل الرسائل بين الولايات المتحدة الاميركية و»حزب الله»، وهي تحصل إما عبر اصدقاء مشتركين، او دبلوماسيين عرب وغربيين لا سيما فرنسا، ونادراً ما كانت هذه الرسائل أو العلاقة مباشرة.

للمرة الأولى، وفي خضم الاشتباك المستمرّ على مستوى الاقليم والعالم تأخذ العلاقة بعداً أكثر دينامية وجدية، من خلال شخصية معروفة بقربها لا بل التصاقها بالثنائي الشيعي وتحديداً «حزب الله»، أي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي وللمرة الثانية منذ توليه موقعه في الأمن العام ينتقل عبر طائرة أميركية خاصة تقله من بيروت الى واشنطن ذهاباً وإياباً، ففي المرة الاولى كانت المهمة محصورة بمصير ثلاثة اميركيين كانوا مفقودين في سوريا تبين ان اثنين منهم حيّان والثالث مجهول المصير، ويومها نقل رسالة سورية بهذا الخصوص من صديقه نائب الرئيس السوري لشؤون الامن القومي اللواء علي المملوك. أما هذه المرة فالرسائل متعددة.

فما أبرز ما يحمله ابراهيم من رسائل الى المسؤولين الاميركيين الذين بدأ لقاءهم؟

بحسب معلومات واردة من واشنطن «فإن ابراهيم يحمل رسائل متعددة ومتنوعة أبرزها:

1 – رسالة من «حزب الله» (حتى لو عمد حزب الله الى النفي واستنكار هذه المعلومات) تتصل بحاضر ومستقبل الوضع في لبنان بعد الانتخابات النيابية، وسط رغبة من قبل الحزب بالإبقاء على الصعيد الحكومي القديم على قدمه اي حكومة نجيب ميقاتي مع تعديلات تدخل القوى الجديدة الى الحكومة، أو الافضل إقناع السعودي برفع الحظر السعودي عن سعد الحريري بحيث يعود ليترأس حكومة ائتلاف وطني تهيّئ الظروف لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإذا تعذر الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي يكون هناك حكومة جامعة قادرة على إدارة الامور في فترة الفراغ لحين انتخاب رئيس.

2 – رسالة مزدوجة من الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، تتضمن الاستعداد للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بمرونة متبادلة، واستكشاف إن كانت الادارة الاميركية ستجدد العقوبات المفروضة على باسيل نهاية شهر آب ام ان الأمور ستذهب الى الرفع التلقائي من خلال عدم تجديدها.

3 – رسالة سورية على أبواب إما عودة سوريا الى الجامعة العربية في قمتها المنتظرة في الجزائر او ان تكون هذه القمة ايذاناً بالعودة من خلال قرار يصدر عن الجامعة باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة». وتوضح المعلومات «ان النفس الذي تحدث به اللواء ابراهيم في اللقاءات التي عقدها، هو نفس يدل على ان ما يسمى قوى الممانعة وعلى رأسها حزب الله، منفتحة على تسويات نوعية في لبنان من شأنها اعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة اللبنانية كحاضن وحيد لجميع اللبنانيين، وان هناك استعداداً جدياً للانخراط في مشروع بناء الدولة عبر إنهاء الفساد والسير بالمشاريع الاصلاحية، على ان يكون موضوع السلاح هو بند رئيسي على طاولة مؤتمر وطني لا بد ان ينعقد للبحث في تطبيق كامل بنود الدستور بما يضمن مرجعية الدولة في قرار الحرب والسلم».

وتؤكد المعلومات «ان ابراهيم لا يحمل رسائل ايرانية، لان ايران لا تحتاج الى ناقل رسائل فقنوات التواصل قائمة بين طهران وواشنطن لا بل هناك اوتوسترادات من خطوط التواصل بحيث تبحث كل الامور بين الدولتين، في حين تتلهى جماعة المحاور في خوض الحروب العبثية ضد مجهول والنتيجة دمار البلد». ما تشي به المعلومات «ان نتائج زيارة ابراهيم بمضامينها الكثيرة السريّة ومنها موضوع رئاسة الجمهورية، معلّقة على التجاوب الاميركي المشغول بقضايا كثيرة الا لبنان، والسؤال: هل يحاول ابراهيم أيضاً التأسيس لمستقبل سياسي ما في خلال هذه الزيارة وهو يقترب من التقاعد في آذار المقبل؟ وهل الاميركي يفتح اوراقه أمامه أم أمام من يمكنه المقايضة وتبادل المصالح؟ بالطبع لا، لان الاميركي يستمع في الغالب واذا حان وقت الصفقة يبرمها بحرفية وحنكة مع دول وليس مع اشخاص».

يبقى سؤال بديهي تطرحه مصادر من واشنطن «لو ان طائرة اميركية حطت في مطار رفيق الحريري الدولي ونقلت اي شخصية عسكرية او امنية الى واشنطن، ماذا كنا سمعنا من اعلام وشخصيات وسياسيي واحزاب الممانعة؟ لماذا بلعوا في زيارة ابراهيم ألسنتهم؟ سؤال يستحق الاجابة عليه، من قبل من شيّدوا مجمعاً خاصاً لفحص الدم بالوطنية وهم أول من يجب ان يخضعوا لهكذا فحص».