IMLebanon

التوتر الإقليمي وتعطيل الاستحقاقات يناسبان “الحزب”؟

كتب منير الربيع في “المدن”:

يعيش لبنان في غليان على صعد كثيرة، وقد ينفجر اجتماعيًا أو أمنيًا أو سياسيًا، في تقاطعه مع عوامل تصعيد إقليمي ودولي: من الحرب الروسية الأوكرانية، إلى الأصرار الأميركي على إبقاء الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، وما بينهما من تداعيات تنعكس مباشرة على الوضع في المنطقة.

توتر إقليمي- دولي
التداعيات اللبنانية المباشرة لهذه الأوضاع الإقليمية ترتبط بمسألتين أساسيتين: حضور السعودية البارز لبنانيًا منذ ما قبل الانتخابات، إلى موقف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي اعتبر أن حل مسألة حزب الله بيد اللبنانيين الذين عليهم أن يساعدوا أنفسهم. وموقف السفير السعودي وليد البخاري الذي شدد على انتصار تحقق في الانتخابات، بسقوط “رموز الغدر والخيانة”. وهذا ما يفسّره البعض في إشارته إلى حلفاء حزب الله والنظام السوري، وخسارة الحزب عينه الأكثرية.
المسألة الثانية هي الوضع الإيراني في ضوء تطورات الملف النووي، أو المفاوضات الإيرانية-السعودية. فالاتفاق النووي لا يزال يعاني من عثرات وعقبات كثيرة، ما ينذر بتصعيد أكبر في ظل إصرار إسرائيل على تعطيل مقومات الاتفاق، وتبريرها القيام بمزيد من استهداف إيران أو حلفائها. وهذا ما قد يؤدي استمراره إلى صدام مباشر.

النفط والغاز
لا ينفصل هذا عن تطورات الحرب في أوكرانيا، وحاجة العالم أجمع إلى النفط والغاز. ما دفع بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى زيارة دول الخليج، ولا سيما المملكة العربية السعودية ولقاء ولي عهدها محمد بن سلمان. والسعودية تطالب بالحصول على مكاسب سياسية واضحة.

وهناك بين الولايات المتحدة وروسيا سباق على الوقت والزمن. فبعد تعثّر بوتين في أوكرانيا أصبح يراهن على تمرير الوقت وحلول فصل الشتاء، لتصبح أوروبا كلها في حاجة إلى الغاز فيتمكن من فرض شروطه. في المقابل، يبحث الأميركيون عن بدائل سواء من دول الخليج، أو من دول آسيوية، إضافة إلى العمل مع إسرائيل للمسارعة في انتاج النفط والغاز من الحقول المحتلة، مثل حقل كاريش.

تحاول واشنطن العمل عل ذلك، بالتوازي مع وصولها إلى إنجاز ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل. مسعى الأميركيين والإسرائيليين لبدء التنقيب في كاريش قبل الوصول إلى حلّ مع لبنان، قوبل بتصعيد من حزب الله ومن خلفه إيران تحديدًا. فنصرالله قال: ممنوع على إسرائيل استخراج النفط، وسيُقابل حزب الله إقدامها على ذلك بتوجيه ضربات، أو بتحريكه طائرات مسيرة في اتجاه باخرة التنقيب. ما قد يؤدي إلى صدام مباشر.

حزب الله والتعطيل
يعتبر حزب الله أن اللحظة مناسبة حاليًا للعمل الأمني أو العسكري. وهذا يقود اللبنانيين إلى إعادة حساباتهم بعد الانتخابات، وعزوفهم عن نشوتهم بخسارة الحزب عينه الأكثرية. وقد يكون من مصلحة حزب الله حصول أي اشتباك أو تصعيد. فمنطقه العسكري يغلب عمله السياسي. فبالصدام يقوض نتائج الانتخابات. لكن الحزب إياه يدرك سوء الوضع الاقتصادي والمالي. لذا يرجح ألا يقدم على افتعال مشكلة أمنية تؤدي إلى تصعيد عسكري أو حرب. ولكنه جاهز لها في حال حصل أي تطور.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن حزب الله لا يتضرر من تعطيل عمل مجلس النواب أو الحكومة. فهو صاحب باع وتجربة طويلين في التعطيل. وذلك منذ ما بعد حرب تموز عام 2006: تعطيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وصولًا إلى إقفال مجلس النواب. والوضع الراهن مثالي في حساباته. ففي حال دخل البلد في التعطيل يصرف حزب الله جهوده إلى العمل العسكري المرتبط بالتطورات الإقليمية والدولية.