IMLebanon

فوضى أسعار في النبطية… و”كل مين فاتح ع حسابو”

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

دخلنا فوضى الاسعار مجدداً، «وقية» القهوة سجلت 72 الف ليرة في النبطية، التي ما زالت تسجل أعلى نسبة غلاء في لبنان، حيث يتسابق تجارها و»الدكنجية» على تسجيل اسعار سلعهم وفق دولار الـ40 الفاً، مستغلين غياب الرقابة وقلة عدد مراقبي وزارة الاقتصاد، الذين يعملون «عالقطعة».

دخل «دكنجية» النبطية وقراها في سباق حول الاسعار، فالفروقات الخيالية باتت تقض مضاجع الفقير. يقول احد «الخضرجية» إن صندوقة الخس في صيدا بـ40 الف ليرة في حين تسجل في النبطية 80 الف ليرة، هذا غيض من فيض فلتان الاسعار الذي يسيطر على اسواق المدينة وقراها وجاء دولار الـ37 الفاً ليعطي التجار غطاء لرفع الاسعار على الـ40 الف ليرة، طالما لا رقيب ولا حسيب.

خضة اقتصادية غير مسبوقة تعيشها منطقة النبطية التي دخلت في صراع مع الغلاء والدولار والدواء والبنزين والخبز والمنقوشة وكل القطاعات التي منيت بنكسة غير مسبوقة، اذ توقفت حركة البيع والشراء بانتظار ثبات الدولار، وسط عجز العديد من القطاعات ومن بينها قطاع افران المناقيش عن مواصلة العمل بعدما سجل شوال الطحين 50 كيلوغراماً الـ35 دولارً، ما يعني ان العجينة ستلامس الـ10 آلاف ليرة ومنقوشة الزعتر قد تصبح بـ25 الف ليرة، اي «باي باي منقوشة»، وترويقة الفقير ستصبح حصراً للاثرياء.

لا يخفي الفران علي نيته في اقفال فرنه ريثما تتضح الصورة، فهو بات عاجزاً عن شراء الشوال بـ35 دولاراً، «فمن سيشتري منقوشة الزعتر بـ25 الف ليرة؟» فالوزارة بقرارها قضت على مصالحهم، والاسعار تلهب جيوب الفقراء. فوضى الاسعار لم تحرك وزارة الاقتصاد فظلت الغائب الاكبر عن مجزرة الاسعار في سوبرماركات ودكاكين المنطقة. حتى علبة الجبنة خرجت عن متناول العديد من العائلات بعدما لامست الـ30 الفاً التي كانت بـ12500٠ قبل ايام قليلة اما القهوة فسجلت «الوقية» 72 الفاً في الميني مول وهي نفسها لم يتجاوز سعرها الـ52 في متجر شعبي.

ما كاد الدولار يرتفع، حتى ارتفعت اسعار السلع بشكل غير مسبوق. اقفلت المحطات ابوابها، توقفت حركة الناس على الطرقات، افران المناقيش لوحت بالاقفال، الخضار والفاكهة ارتفعت مجدداً، ازمة كهرباء ومياه وكارثة اشتراك تتحضر لتنفجر مع بداية الشهر كل ذلك يحصل ولا اثر لنواب النبطية، مذ أن انتهت الانتخابات.

وكأن التاريخ يعيد نفسه منذ عامين، ذات الازمات وذات الكوارث، مع فارق بسيط ان الدولار حينها لم يتجاوز الـ15 الفاً، وكان المدعوم ناشطاً، اليوم تخطى الـ37 الفاً، ويتجه صعوداً نحو الـ40 الف ليرة، وكل السلع تتجه نحو «الدولرة» فكيف سيصمد المواطن وبالكاد يتقاضي مليوني ليرة لبنانية، وما السيناريو المنتظر؟ دخل « الدكنجي» على خط الازمة، الاخير يحقق ارباحاً طائلة هذه الايام، يتجاوز ربحه الـ15 مليون ليرة شهرياً، بعدما كان لا يتخطى في زمن الـ1500المليون ونصف مليون ليرة، على حد ما يقول ابو علي مؤكداً ان الازمة عادت بالربح عليهم كما معظم التجار، وحدهم موظفو القطاعين العام والخاص «اكلوا الضرب» فمعاشاتهم تهاوت بالارض على حد وصفه، صحيح أن الغلاء ضارب في السوق ولكن الكل يبيع ويشتري «عالدولار» وحده الموظف يتقاضى راتبه عاللبناني ويشتري عالدولار.

لم تصدق فرح فرق الاسعار بين متجر وآخر، فوقية القهوة سجلت في الميني مول 72 الف ليرة، في حين تباع في ميني ماركت اخرى بـ52 مع فارق 20 الف ليرة، هذه الفوارق تتوسع هوامشها هذه الايام، فكل سوبرماركت ودكان «فاتح ع حسابو» على حد ما تقول فرح، وتسأل «اين وزارة الاقتصاد مما يحصل الان؟».

ففيما المواطن لم يستوعب دولار الـ37 الفاً حتى وجهت الوزارة ضربة قاضية للعائلات الفقيرة، قضت بالغاء ربطة الخبز الكبيرة من التداول، ورفع سعر الربطة الوسط لتصبح بـ16 الف ليرة لبنانية، ما يعني ان الاسرة التي كانت تحتاج ربطتي خبز كبيرتين، بات عليها اليوم شراء 4 بمعدل 64 الف ليرة في اليوم اي ما يوازي يومية العامل اللبناني، فهل تهدف الوزارة الى القضاء على لقمة الفقير نهائياً؟

لم يكن مستغربا قرار الوزارة فهي تمهد لرفع الدعم نهائيا عن ربطة الخبز وقد تلامس الـ40 الفاً، فهي تمد الافران بجرعات مورفبن لتصمد اقله اسبوعين على ابعد تقدير، فكذبة الطحين المدعوم تكشفت سريعاً، والطحين خارج المعادلة، والمتوفر غير مدعوم، ما يعني أن الوزارة سترضخ عاجلاً ام اجلاً امام مطالب اصحاب الافران لرفع الدعم عن كل شيء الا عن السارقين والفاسدين.